الخميس، 1 يناير 2015

ليتها كانت القاضية .../ قصة قصيرة ..../ الكاتبة هيا الطيب ..../ العراق .....

ﻟﻴﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﻪ
ﻕ: ﻫﻴﺎ ﺍﻟطيب
ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺍﻣﻨﺖ ﺑﻤﺒﺪﺃ " ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻧﺼﻴﺤﻪ"
ﻭﺍﻥ ﻗﻠﺐ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﻛﻮﺟﻪ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮ
ﻟﻜﻦ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺗﻲ ﺩﻭﻣﺎ ﻟﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻮﻝ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻟﻠﺤﺎﻳﺎ ﻣﻦ
ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﺰﻣﺖ
ﻭﺍﻧﺎ ﺍﺗﺴﺎﺋﻞ "ﻫﻞ ﻫﻮ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻣﺎ؟، ﺍﻡ ﺍﻧﻪ ﺍﺣﺪ ﻃﻘﻮﺱ ﺍﻟﺪﻳﻦ؟"
ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻴﺰﻫﻢ ﻋﻨﺎ؟
ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻜﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﻟﺤﻴﺔ ﻣﺘﻘﺼﻔﺔ ﻏﻴﺮ
ﻣﺘﻨﺎﺳﻘﺔ ﺍﻟﻄﻮﻝ؟ ﺣﺘﻰ ﺍﺩﺭﻛﺖ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻪ .. ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺒﻪ
ﺑﻄﻌﻢ ﺍﻟﺤﻴﺮﻩ ﻣﻤﺰﻭﺝ ﺑﺘﻮﺍﺑﻞ ﺍﻻﺳﺘﻔﻬﺎﻡ
.... ﺣﻴﻦ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻥ ﺟﺎﺭﻧﺎ ﺍﻟﻤﺘﻐﻄﺮﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺑﻴﺘﻪ
ﺍﺿﻌﺎﻑ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻭﻛﺄﻥ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﺟﺰﺀ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﻦ
ﺣﻤﺎﻡ ﺑﻴﺘﻪ
ﺣﻴﻦ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ
ﺏ" ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ '' ﺷﻴﺊ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﻐﺾ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻛﺒﻐﺾ ﺍﺑﻠﻴﺲ ﻟﻼﻧﺲ
ﻓﺤﻴﻦ ﻛﻨﺖ ﺍﺻﺎﺩﻓﻪ ﻭﺍﻧﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻣﻘﻨﻲ
ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻛﻤﻼﻣﺢ ﺍﻟﺰﻭﻣﺒﻲ ﺍﻟﺠﺎﺋﻊ
ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻲ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ
ﻭﺍﻥ ﺍﺣﻀﺮ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ
ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻪ
ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺍﺭﺍﻗﺐ ﺍﻻﻣﺮ ﺑﺼﻤﺖ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻗﻔﺺ
ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻭﺍﺻﺎﺑﻌﻪ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺒﺘﻠﻊ ﺍﻟﺴﺒﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ
ﻫﻬﻪ ﻻ ﻳﻐﺮﻧﻜﻢ ﺍﻟﺒﻬﺮﺝ ﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ﻓﻜﻞ ﻫﻤﻪ ﺍﻧﻪ ﻣﺤﺒﻮﺱ ﺑﺘﻮﺍﺿﻊ
ﺍﻣﺎﻡ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﻧﺼﻔﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .. ﺣﻀﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ .. ﻋﻔﻮﺍ
ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﻪ
ﻭﺧﻠﻔﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻌﻬﻢ
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻳﻘﻒ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺠﺮﻑ
ﻫﻬﻪ ﺍﻧﻪ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﺤﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﻛﻠﻪ ...
ﺍﻻﺣﻆ ﺍﻥ ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺟﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻻﻃﻮﺍﺭ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺘﻔﺎﺗﺘﻪ ﻟﻠﻘﺎﺿﻴﻪ
" ﻻﺍﺍﺍﺍ ".. ﺻﺮﺥ ﻓﺠﺄﻩ
" ﻟﻦ ﺗﺤﻜﻤﻨﻲ ﺍﻣﺮﺃﻩ .. ﻟﻦ ﺗﺤﻜﻤﻨﻲ ﺍﻣﺮﺃﻩ .. ﺍﺗﻮﻧﻲ ﺑﻘﺎﺽ„ ﺍﺭﻳﺪ
ﻗﺎﺽ„ .. ﺿﻞ ﻳﺼﺮﺥ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ „ ﻭﻋﻤﺖ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﻓﺎﻳﺮﻭﺱ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ
ﻓﺮﺍﺣﺖ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﺔ ﺗﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﻄﺮﻗﻪ ﺑﺎﻟﻤﻨﻀﺪﻩ ﻟﺘﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ
ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺼﻤﺖ
ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻄﻠﺒﻪ ﻭﺟﺎﺋﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﻘﺎﺽ ﺫﻛﺮ
ﻫﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﺷﺒﻪ ﺑﺠﺮﺫ ﻧﺎﺋﻢ ، . ﻻ ﺗﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ
ﻓﺼﻔﻦ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﻧﻀﺮ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﺠﺎﺣﻈﺘﻴﻦ ﻟﺠﺎﺭﻱ
ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻭﺍﻟﺼﻤﺖ ﻳﻔﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﺍ ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ
" ﺣﻜﻤﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﻪ ﺣﻀﻮﺭﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ( ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ) ..
ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻟﻤﺪﺓ 10 ﺳﻨﻴﻦ
ﺭﻓﻌﺖ ﺍﻟﺠﻠﺴﻪ
ﺻﺎﺡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ "ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻛﺒﺮ " ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺳﻴﺔ ﻗﺪ ﺍﻋﺎﺩﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻤﺤﻜﻤﻪ
ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺛﺮﺛﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﻘﻄﺖ ﺍﺫﻧﻲ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﻀﻬﺎ ﺑﺎﻧﻬﺎ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﻛﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻑ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﺽ ﺍﻟﻤﻘﺮﻗﻊ ﻟﻢ ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﺻﻼ
ﻭﺍﻧﺎ ﺍﻧﻈﺮ ﻟﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﻪ ﺑﺘﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﻩ
ﻓﺠﺄﻩ ﺻﺮﺥ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﺠﻤﻠﺔ ﻻ ﻳﻨﺴﺎﻫﺎ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﺑﺪﺍ .. " ﻟﻴﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﻪ" ﺻﺮﺧﺔ ﻧﺪﻡ ﺗﻤﻸ ﻟﺤﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﻘﺼﻔﻪ
ﻋﻔﻮﺍ ﺗﻤﻸ ﻋﻴﻨﻴﻪ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق