فوقَ الرصيفِ مُحطّمٌ ويلفُّهُ رمضُ الهجير
فوق الرصيفِ متاهةٌ كم عتّمت دربَ الفقير
تاقً الوريدُ رئاتَهُ فتثاقلَ الوجعُ الخطيرْ
نفضَ الغبارَ ململماً ذكرى لصبرٍ يستطير
فتَجمّعَ الغضبُ الذي غاصت بهِ زُرُ الأثيرْ
من فوقِ إسفلتٍ هَما بالدمعِ ماطَلَهُ السرورْ
أرخى عباءتهُ جثا متأملاً بغدٍ حقير
يهفو بروحٍ كالنسيمِ على الرُبى تهدي العبيرْ
ويرى بثغرِ الصُبحِ سخريةً بقهقهةِ الخرير
والصمتُ يفرِجُ مقلتيهِ تألماً من ذا المصيرْ
أفكانَ يعلمُ سابقاً بتقشُّفِ العيشِ المريرْ
قد نامَ ملأ الكفِّ لا بنمارِقِ الفرشِ الوثير
مصلوبةٌ أجفانهُ هل كانَ أعمى أم بصيرْ
أثقالُهُ في قشةٍ قصمتْ سناماً للبعيرْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق