السبت، 22 أغسطس 2015

سردية من التراث العراقي قصة حب بغدادية/ نص الشاعرة / ظلال محمد / العراق


في نهاية الدربونة بيت
جدتي صفية ذات العينين 
الواسعتين الكحيلتين
والطول نخلة عراقية
كانت صفية أوقاتا
تلازم الوقوف خلف
الشناشيل البغدادية
لتراقب الأفندي الوسيم
في ذلك العگد ..... !
كلما مر جدي في المساء
تنشق رائحة بخور زكية
ممزوجة برائحة الحناء
المضخمة بجدائلها
يعبق بها منزل صفية
ظلت الصبية ليالٍ
ساهرة على أنغام أغنية
( على شواطئ دجلة مُر )
وتتعمد ان تسمعها له
من خلال نافذتها المطلة على
نافذته لتكون الاغنية
رسالة حبها الشفهية
وتبقى للصباح تنسج
أحلاما وردية وترسم لوحة
حبها بريشة حمامة من
حمامات أخيها التي تتهافت
على سطح البيتونة ...!
وتراقب من وراء الشناشيل
خروج الشاب من منزله
لتحتفظ بلمحةٍ من ملامحه
الرجولية ....!
وفي الأعياد كانت تخمر
امنياتها مع الكليچة لتسرقها
من نفسها وتحققها ان لم
يكن باليقظة فيكفيها
أحلامها الندية ....!
حتى جاءت الفرصة الذهبية
ففي صباح العيد يتبادل
اهل المحلة الزيارة وإلقاء التحية
انها أفضل مناسبة لترى ذلك
الشاب الذي صار هاجسها ومناها
ذهبت صفية بصحن الكليچة
وطرقات باب الجيران
ففتح لها من سلبَ عقلها
ورأت عيناه عينيها
الشاكيتين حبا وولها وتناول
الصحن من يدها فلمست
أنامله أناملها .. يا الله لقد نالت
صفية لمسة من تحت الصحن خفيه ..!
حلقت روحها وبلغ النبض حنجرتها
لقد حققت الأمنية وحظت بلمسة
لن تنساها ..........!
ياله من زمن جميل
وياله من عشق أصيل
ليتنا نعود لزمان جدي وجدتي صفية
بقلمي .. ظلال
.........................................
دربونه : شارع ضيق
العگد : رأس الفرع
الكليچة : نوع من المعجنات العراقية
البيتونة : سطح الدرج
.........................................
اللوحة للفنانة العراقية نادية أوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق