السبت، 22 أغسطس 2015

سحر القلم / نص الكتبة / حنين فيروز / المغرب ....


******
بمجرد'' ثلاثة'' حروف تكونت ثقافة الكون .. كل الحضارات العالمية التي مر بها الإنسان دونها'' القلم'' فاستطاعت الشعوب عبر مرور الزمن أن تكتشف أنماطا مختلفة من طرق عيش الآخرين و سياساتهم التي انتهجوها و دياناتهم المختلفة و معتقداتهم المتعددة...
لقد تفوق على الرواة و نقلة الأخبار من شخص إلى آخر و قاوم النسيان و تلاشي الأحداث بإتقانه فن التدوين والتسجيل لما يحتويه من جرعات حيوية ترتقي به إلى أعلى المناصب و تُتوّجه ملِكا، كما أنه يُعتبر مثل الثلاجة التي تحفظ الطعام بل أفضل حيث أن الأولى ينتهي مفعولها بانقطاع الكهرباء أما القلم فيستمِدّ طاقته من نور الله..
لقد اقسم الله به لما له من قداسة.. حفِظ لموسى'' التوراة'' و لعيسى'' الإنجيل'' و لمحمد صلى الله عليه و سلم ''الفرقان'' كما حفظ تاريخ الحضارات المتعددة التي ساهمت في بناء العلوم الإنسانية.. واستطاع أن يثلج قلوب العاشقين لما يرويه من بطولات غرامية وكتابات تاريخية و شعرية...انه أداة سحرية تغيّر الأحوال في ثواني و بلمساته العجيبة يكسي الأرض الجرداء حلة ربيع و تعانق زرقة البحر صفاء السماء و تغازل الشمس بخيوطها المشرقة الشواطئ الصفراء .
مهما حاول العصر السريع تغييب قيمة القلم وتبديله بوسائل متطورة إلا انه استطاع أن يثبت جدارته في البقاء و المداومة و مهما تقدم العلم فلن يقدر على عزله من مهمته المقدسة و النبيلة.. انه الدستور الذي سن القوانين للعالم اجمع.. انه رمز التطور.. وهو التاج الذي تربّع على رؤوس العلماء ..
لذلك أقول: دعوا القلم يمر بكل الشوارع .. دعوه يطرق كل الأبواب و دعوه يعبر عما يخالجه من هموم وضعها الإنسان على كاهله.. اجعلوه مثل شجرة الزيتون كل شيء فيها صالح .. أغصانها.. أوراقها و ثمرها.. دعوه يشق العقول كما يشق المحراث قلب الأرض فيزرع البذرة الصادقة في العقول النيرة فانه متى يصدق يخلق المعجزات و يقلب الموازين..
و بهذا يعتبر القلم سلاحا في اليد التي تمسك به لأنه سهل التأقلم فهو إما أن يكون عاقلا يميل إلى التهدئة فتزدهر الحياة و تتطور المجتمعات أو أن يكون راقصا و النتيجة هي فساد أمّة و أشلاء وطن..//
صالحة بورخيص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق