الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

ياعراق / قصيدة الشاعرة / شامة خمير / تونس .....

يا عراق
بكى دمي على وريدي الْجريح
تكدّست أحْلامي ثمّ ضاعت
في هبّة ريح
آه من شياطين الْغدر
أشبعتنا تقْتيلا و تهْويلا صريح
أنعبّئ شاحنات لنُفْرغها في ضَريح؟
آمالنا أطفالنا محافظ علم حوتْ تواريخ
أنُفرّغ الكلّ في ذاك الضّريح ؟
كيْف وذا الطفل يحبو
ليعلوَ ركبتي فيستريح؟
آه من ثقل مُقلتيّ
غار دمعُهُما ذات مساء
آه يا ولدي ويا وجعي
كسّروا لُعبتك هذا الصّباح
فتّشوا فيها عن شرايين الدّماء
ليشْربوا منها ارْتواء
أذروا عناقيدك للرّياح
دُموعا تمسح خدّي
تلسعني في عمق الْجراح
ولنْ أجيب الصّدى
إنّي ارْتحلْت في موكب من ثُلوج
رعته أنهار الدّماء.
هلْ لكم أن تُغمدوا سُيوفكم في ألف راح
لكم فيها أياد للنواح
في متاهات الظّلام
جُبتُ أراضيك يا عراق
حدائقك الغنّاء بابليّة
معلقة بين عشق وغرام وانعتاق
نسفْتم أحْلامها
رميْتمُوها بأنفاق
دسْتم عليها في رياء ونفاق
والنّور غاب عن رُبوع
كان لها في الشّمس عناق
ربوعك أنت يا عراق
كم وددتُ أنْ تكون قبلة للضائعين
كم وددت ان تكون نور قناديل
نعمة للتائهين
يرْتادون فيك المساجد دون حيرة وارتباك
يضمّون فيك الْمآذن
يجمعون أنْفاس النّواقيس.
ويَلذّ خُبزك يا عراق
خبزك المرُّ حلوُ المَذاق
فيه ثرى الحضارات والأعْراق
ذوّبتَ في طعْمه آفاقا وآفاقا
يا لقوم ضيّعوك يا عراق
ورأوْا في قتل أبنائك ألف وفاق
لشياطين يرْقصون على أوردة الدّماء
لها من حُسيْن أوجاع و ذكرى
تنْسف الْغدر تنبُذ جمر الشّقاق
في روحك الْحُرّة يا عراق.
بقلم الشاعره شامه خمير: تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق