الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

مقالي لغة القصيدة الثانية قراءة في قصيدة الليل للشاعر حسين المخزومي منشور اليوم الاربعاء 28\10\2015في جريدة البينة الجديدة العدد 2349 لغة القصيدة الثانية قراءة في قصيدة الليل للشاعر حسين المخزومي ناظم ناصر القريشي

مقالي لغة القصيدة الثانية قراءة في قصيدة الليل للشاعر حسين المخزومي منشور اليوم الاربعاء 28\10\2015في جريدة البينة الجديدة العدد 2349
لغة القصيدة الثانية قراءة في قصيدة الليل للشاعر حسين المخزومي 
ناظم ناصر القريشي
8\10\2015
قصيدة النثر لما لها من أهمية في الوقت الحاضر وذلك لما تتمتع به من صفات ومواصفات مكنتها من مواكبة العصر و التطور العظيم في أدوات الاتصال والانتقال عبر العالم الالكتروني في لحظات من ثقافة الى ثقافة ومن زمن الى أخر و الدخول في عوالم افتراضية أخرى سواء من خلال


ل التكنولوجيا أو تقنيات قصيدة النثر التي أوجزت في اللغة و كثفتها وجعلت منها لغة خلق و إبداع وانشطارها هي الأخرى الى عوالم السردية التعبيرية و الومضة و الهايكو .
و قصيدة النثر رغم كونها أثبتت نفسها كجنس أدبي بذاته فهي عبرت عن ذلك من خلال الشعراء الذين يكتبونها و من ضمن هؤلاء الشعراء الشاعر حسين المخزومي الذي عبر من خلال قصيدته الليل عن إمكانية تشكيل الليل و الانتظار بلغة جديد فمنحه مزايا الحلم ,وجعلنا نرتشف السهر بطعم القوة من فجان السماء فأي تأمل جعل الشاعر يتصفح قبة السماء جاعلا من نجومها شواهد على سهرة في هذا الليل العميق والطويل وربما رآها دموع , لذا رسم وجه حبيبته عبر النسيم الذي اخذ من القمر خواص الضوء فكان الصورة مفعمة بالحركة وعنفوان الانفعالات
النص لا يخضع لاشتراطات الكتابة العادية بل يتجاوز ذلك الى حدود الرسم فالشاعر يمتلك ريشة من ضياء يدون في العتمة لوحات من نور مضمخة بعبق المطر الأول الذي ينزل على ارض بكر جاعلا من الانزياحات لغة اخر
النص عبارة عن لوحات متعددة تجتمع في لوحة هي النص نفسه ثيمته الإبداع و الابتكار عبر خيال خلاق وهذه ميزة يمتاز بها الشاعر حسين المخزومي فهو يفصح عن موهبة فذة قابلة لترويض اللغة وتطويعها وجعلها كالخزف السائل يشكل بها ما يشاء من لوحات ,فالشاعريتعامل مع الدهشة لا كشيء صادم و أنما لينقلك لعالم افتراضي مملوء بمتواليات غير محددة من التأويل
أن الايقاعات في هذا النص هي إيقاعات صورية بالإضافة الى الايقاعات الروحية التي لا نلمسها لكنا نشعر بها وهي تلامس الروح وتشعر أن النسيم موجود ويحرك أغصان القصيدة فتصدر حفيفا يترنح مع الأغصان
النص جميل جوهريا ولذا لا يمكن لأي قراءة تحيله الى منهجية النقد الأكاديمي بأي مذهب أو مدرسة نقدية وهذا ما أدعو اليه أن نقرأ هذه النصوص قراءة تأملية و روحية
النص
الليل معك طعم قهوة حين احتسيه سهرا من فنجان السماء
وللعتمة طعم صباح بعدما غدوتما أنت والقمر فراشتا ضوء تقفان على أغصان الليل
هذا القمر دمعة الضوء الباكية على عتمتي. .لا تكفي لتوقف نزيف الليل من وريد السماء
و أنا هنا انتظرك. .والانتظار جلوس تحت أمطار الدقائق
امنحيني انتظارا خارج الزمن
حتى لا تشيخ ساعاتي
فلا اعرف من مات من شدة الانتظار. .أنا ... أم الوقت
كلما مرني غيابك تحسست كفني
امنحيني حلما دافئا كالموسيقى
ناعما كطعم الحرير على الجسد
قريبا كقمر في ليل شاعر
يمزق الليل أن اخطأ في قافية
وجميلا كنجمة وضعت بيضتها الأولى
و حقيقيا كالمطر. .حين ينزع معطف الغيم ويركض عاريا
وصامتا كالظلام
واضحا كالضباب
حلما قطع الحبل السري بينك والخيال
ولأنك حقيقتي
لا تفسير لأضغاث القصائد التي
كتبت قبلك
امنحيني حلما أو أنام خلسة دون يراني الليل بلا حلم
فلا اعرف من سرق رسالة الصباح من بريد الشمس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق