السبت، 31 أكتوبر 2015

قصة قصيرة بقلم الآديبه/: فاطمه مندى (لن أسامحك)/ مصر......

قصة قصيرة بقلم الآديبه/: فاطمه مندى (لن أسامحك)
**********************************************************
تألمت فتره طويله بداخلها ، دون أن تخبر أحدا من عائلتها،
فعانت ما عانت فى صمت... اشترت فرحة أهلها بمعاناتها
يكاد المرض ينهش جسدها.. يحاول القضاء على بسمتها يحاول القضاء على حياتها. لم تكمل عامها الأربعين إلا وهذا المرض قد افترس جسدها بأكلمه
بدأ الألم بوخزة سريعه بصدرها وتوالت الوخزات . وبدأت نوبات الألم
تألمت بصمت . لم يشعر أحد بمرضها الخطير .. كانتُ صابره على المرض .. أخفته عن اعينهم .. لا تريد أن يصيبهم الحزن .
مرت ليالٍ وهى تبكي وتتأوه بصمت ..ومع مرور الأيام ..
بدأتُ تشعر بأن المرض قد بدأ ينتقل من صدرها لبقية أعضاء جسدها النحيل .. إلى أن وصل لأخمص قدميها .. بدأت الهالات السوداء تتمركز تحت عينيها البريئتين ..بدأت الشحوب تغزو محياها الطفوليّ ..
كانتُ متردده للذهاب للطبيب .. ولكنها وصلتُ لحالة .لا تستطيع فيها تحمل الألم.. ذهبت وكانتُ متوقعه ما سمعته .اجريتُ الفحوصات المتعبة والمملة.
تقدم اليّها الطبيب والارتباك واضحٌ على محياه .سألها كم عمركِ يا صغيرتي اجابته : سأكمل عامي الأربعين بعد خمسة اشهر
فطأطأ رأسه وسكت لبرهة . قالت: الأعمار بيد الله يا دكتور
ولكن أشعر بأنني لن أكمله .فالمرض قد سيطر على جسدي ..
قال الطبيب: سيدتى : منذ متى وأنتِ تخفين معاناتك ومرضك؟
اجابت :منذ سنه . اسهب: من يعلم من أهلك؟ . أجابت :لا أحد سوى دفاتري وكتبي فقط وأردفت نعم لم أخبر أحدا حتى لا يعيشوا بحزن أبدي. فأنا أعلم والدتي ستحزن كثيرا لفراقي. فأنا أبنتها الوحيده ،وهى تحبنى ، ولا تقدر على فراقى، فأنا أشعر . بألمي .. فلم يبق إلا القليل ،
ولكني ما زلت اقبلها صباحا بوجه مشرق واداعبها لانني لا اريد أن اشعرها باي تغيير . حاولت أن أخبر ابنى ولكني وجدته مشغولا بتجهيزاته لزفافه
يأتي ليلا لغرفتي منهكا يجلس بجانبي على السرير ..
يخبرني عن حبه الكبير لزوجة المستقبل .. يخبرني ماذا اشترى لها من هدايا ..و عن مفاجآته لها برحلة لمدة شهر لاستراليا ..ي خبرني عن شوقه لهذا اليوم.. الذي لم يبق عليه إلا خمسة أشهر ،. فكيف أخبره بمرضي ؟وهو بغاية السعادة أتود مني أن اقتل فرحته أما زوجى فانأ ظللت طوال عمري خجوله منه رغم أنني دائما اختلس النظرات اليه فانأ احبه كثيرا . واراه قدوتي كنتُ احلم كيف اسعده بل كيف اتفنن فى توفير كل سبل الراحة له بل أعطيته كل ميراثى عندما كان يمر بضائقه ماليه ، وكان يتفنن فى راحتى وتوفير كل ما أطلب كان يكننى بحبيبته بل معشوقته التى لم يجود الزمان بمثلها . يقبلنى فى ذهابه وإيابه ، لم يلفظ قط يوما ما يعكر صفوى ، بل كان يصمم على راحتى ، وترك بعض الأشياء يكملها معسول كلماته اثلجت صدرى ، وأشبعت خافقى من حنان ، حب احتواء ، يعاملنى كأميره ويكننى بالملكة.فكيف اخبره ،؟!!!
هل علمت الآن يا دكتور لماذا لم اخبره؟.حتى لا يعيش الحزن..
فلو اخبرتهم .. لما جهز ابنى لزفافه، ولما رأيتُ السعاده تشع من عينيّ والدتي وزوجي، رغم مرور 20 عاما على زفافنا.. إلا أن الحب مازال يحيط بيننا.. قالت :دكتور..ها أنت الوحيد الذي يعلم بمرضي بعد الله .. لذا سأترك معك هذه الخطابات ، بها وصيه صغيره ، أتمنى أن تسلمهم خطاب لزوجى وخطاب لوالدتي وخطاب لآبنى يوم وفاتي. علق الدكتور معقبًا :
ماهذا الكلام .الله قادر على كل شيء..أردفت :
أطمأن إيماني بالله كبير .. ولولا هذا الإيمان .. لما استطعت..
أن أصبر هكذا على المرض.. ولكن .. العمر ينتهي وأود أن أكتب كلمات لوالدتي وزوجى وابنى يقرؤها بعد وفاتي..
هل تعدني بذلك..عقب الدكتور : نعم أعدك حسنا اعطني الخطابات
ولا تنس اخذ الادويه. قالت : متى أمرّ عليك أجاب؟
تعالي بعد اسبوعين .، وإن شعرتِ بتعب فاتصلي بي فوراً.
أجابت : حاضر. إلى اللقاء .. شكرا لك يا دكتور .
ذهبت إلى منزلها ، وفى طريق العوده رأت زوجها يتأبط امرأة أخرى ، لم تصدق ما رأت ، وأبطأت الخطى وراءهما، إلى ان صعدا على إحدى العمارات ، تابعت السير ، وعلى مدخلها سألت البواب: من هذه التى تدخل مع الآستاذ أحمد؟ ! وإلى أين ذاهبين؟ أجاب البواب :هذه زوجته . وهما ذاهبان إلى مسكنهما. لم أحزن لأنى سوف أترك هذا العالم . وأنا غير قلقه على زوجى ، الذى أذاب لى السم فى العسل
انفردتُ في غرفتها ..أخذت ادويتها .. واستلقت على السرير لتأخذ قسطا من الراحه’. واستدعت طبيبها الذى جاءها مهرولاً. قالت لطبيبها هل احضرت معك وصيتى؟ أجاب الطبيب: نعم. فقالت أردت إضافة جمله فى خطابى . ممكن يا دكتور تخطها بأناملك . قال : نعم . وتساءل فى أى خطاب تريدين إضافتها؟ قالت فى خطاب زوجى. أكتب له لماذا سقيتنى السم فى العسل؟ لماذا تزوجت بأخرى؟ رأيتك اليوم وأنت تتأبطها وارفان إلى منزلكما. لن أسامحك على خداعى وهذه آخر كلماتى لك. وكانت آخر اللحظات.
وفُتحت الوصيه ..وقرأها الدكتور وبكى.. قرأها والكل بكى معه..
قرأ كلمات تلك السيدة الشابة التى لم تكمل الآربعين .. كتبتها بخط جميل ..
كتبت .. لوالدتها .. احبكِ .. والدتي .. كنتِ صديقتي .. اختي ..
والدتي .. اعذريني لان مرضي كان السر الوحيد بيننا ..
ولكن لم أقو أن أخبركِ أني مصابه بالسرطان ..
لم أقو أن تسهري معي وتري نوبات ألمي ..
لم اقو أن تختفى الابتسامه من على محياك الجميل..
والدتي .. اتعلمين كنتُِ تحسدينى على أمر ما .. سأخبرك اياه الان..
حسدتنى مرارا على عشق زوجى لى ..قلتِ لى ذات يوم أنك لم
تر فى حياتك قصة حب تضاهي حبنا أنا وأحمد .. كان
يأخذني بين ذراعيه .. ويحيطني بالحب 20 عاما واكثر..
ولكن شاء الله الا اكمل عامي الأربعين ..
والدتي .. لا تبكي على وفاتي ..
ابنى الحبيب .. كم أحببتك .. واحببت مغامراتنا معا ..
وكم كنتُ سعيده عندما أكون معك وصديقاتي يطلن النظر اليك
معجبات بك .يرين فيك عريسا كفء
.. لا اريدك ان تؤجل زواجك .. ولكن لي طلب بسيط ..
ان رزقك الله بطفله .. فاطلق عليها اسمي .. أمل
والدي .. فخري وعزتي .. فرحي وسروري ..
لو تعلم مقدار احترامي لك .. مقدار الحب الكبير الذي يكنه قلب لك..
والدي انت مثال الأب الرائع .. لن اوصيك على والدتي..
لانني اعلم ما بينكما من حب صادق..
دكتوري .. اشكرك من اعماق قلبي .. لكتمانك سر أمل ..
لا تنسوني من الدعاء..
احبكم.. كنت اريد ان تروني ابتسم في اللحظة الاخيرة..
ولكن ها انا ذا اموت..بمفردى
فاطمه مندى تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق