الخميس، 29 أكتوبر 2015

(حبيبتي والمطر)/ قصيدة الشاعر/ احمد ابو ماجن / العراق ...

(حبيبتي والمطر)
حبيبتي والمطرُ
عِشقانِ لامتناهيان
على قارعةِ طريقِ التودد
لايفصلُهما جدارٌ عازلٌ
مادامَ شغافُ قلبٍ نابضٍ
حائلاً بينّهما
نابتاً في مرتكزِ رحم الحياةِ الأبدية
من سُندسٍ واستبرق
مِنْ حريرٍ لايركعُ
أمامَ مغرياتِ خشونةِ المستحيل
طَلاقةُ الفضاءِ كحضنٍ لاهفٍ
لايُخفي قدرهُ بمنعطفاتِ التوجه
الهدفُ واضحٌ
وسهمُ العشقِ يَشقُ مسارَ الهواءِ
ليسكنَ في بوادر أشياءِ ما أحب
هكذا أراكما
حبيبتي والمطر
لوحةٌ متراميةُ الأطرافِ
تَزدحمُ الألوانُ الزاهيةُ
معّ قليلٍ مِنْ الألوان القاتمة
بِمُوجبِ الحظِ العاثر
فرشاتكِ هي أناملٌ تُسامرُ التريثَ
على انبساطاتِ ورق الزهور
أدمجكِ معّ حبيباتِ الغيث
كما يَحلو لعاطفتي المتفجرة
وربّما أحياناً
يَغلبني بحرُ هيجانكِ المتضاجعِ معّ المطر
فيجعلني خاملَ الترامي
مكسّو بِشعاعِ الرضا القهري
مغرورقَ العينين
مقيداً بِسلاسلِ الاحتياج
تقتلني غيرتي بلا سببٍ
أو برهانٍ
أو حجةٍ
أنا هكذا
مُولعٌ بِما تُصففينهُ من أقدارٍ واهية
بعدَ تَداخلِ غنجكِ المعلن
عبرَ مساماتِ خلودي الكاذب
وتَمايلكِ على سبيلِ الإعارة
فكلُّ مايَجذبُني يَلفحُني بِنيرانهِ
المتصاعدة
كنهرِ النيل
أو كتصاعدِ الأرواحَ
بعدَ إنتهاءِ أجلها المكتوب على لوحٍ بالي
صيحاتُ حضوركِ
تَنافسُ حنجرتي عِندَ حلولِ خريفَ البوح
تّشقُ صدري المثخن بِجراحِ سجائري
يَغشيكِ دُخاني
كشمسٍ شتائيةٍ خجلة
تَختبئُ وراءَ غيومٍ عابرة
لا مِنْ أجلِ شيء
وإنما شواطئُكِ تَنفحُ القدسيةَ
على رُؤوسِ عبادِ الاستنفار
لأخرَّ لكِ ساجداً
فأرفعُ رأسي
يَتلاشى شُخوصكِ أمامي
بل
أراكِ تُخامرينَ المطرَ بِمخملكِ
بعيداً عما ارجوهُ
ويَرجوهُ أملي البصير
في لحظةٍ أشد مضاضةٍ
مِنْ موتِ الغريب
أحمد أبو ماجن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق