الاثنين، 26 أكتوبر 2015

التوافق والاختلاف في شعراء العصر ( العمودي فقط) ............................................... بقلم : الناقد احمد العربي

التوافق والاختلاف في شعراء العصر ( العمودي فقط)
...............................................
بقلم : الناقد احمد العربي
...............................
في بعض النصوص تتوافق كأنما الشاعر حكى لشاعر اخر وتوافقا بالمعنى الرؤيا وقد تكون نفس المرادفات العينية والذاتية واختلجات النفس ان احدهما تخرج للنور والثاني تنطمر فلماذا؟
احيانا يكتب شاعر عن دمشق فيكون الهدف واحد ثم يأتي شاعر غيره يكتب عن دمشق فيكون هناك توافقا في الهدف ويبدأ المضمون يفصح عن اختلاف الهدف على الرغم من توافقه في مرسمه الاول يكون كل خط فيه مختلف حسب لون ونفس الشاعر :
دِمَشْقُ في كُلِّ زَمانٍ أنْتِ ظَالِمةٌ
حُبْلَىٰ بِكُلِّ الخَطَايَا أَنْتِ دِمَشْقُ
مَــاجَـاءَكِ حَـاكِـمٌ إلَّا مُـطالِـعة
سَــاقَ الدِّمَـاءَ بِمَا يَبْقى لَهُ رِزْقُ
طِيْبَ النّسِيْمِ وَمَاءَ الدَّارِ صَافِيَةٌ
أسْـبَابُ مُوْتِكِ مِنْ حكّامِهَا خَـنْقُ
يرى الشاعر ابو مهدي صالح ان دمشق ظالمة لنفسها بسبب الطيب الذي تحوية وكل طيب يأتيه كان يظلمه فهي عبر التاريخ يوما بعد يوم تموت بالخنق وكأن كل حاكم يسيطر عليها جاء لها بتاريخ اسود لايفتخر به، بدأ بالرومان وانتهاءا بالعصر الحديث ، والازدهار الذي يحدث بسبب ناسها وماءها وارضها المعطاء بينما لو تأملنا الشاعرة دولة العباس تقول:
كلُّ الأماكنِ ياحبيبةُ... شامُ..
لا البعد يُبعِدني ولا الأيامُ...
تبقين في خفقات قلبي لوعةً
تلهو بعمري والحنينُ سهامُ..
يانبع أحلامي وعطرَ قصائدي
لكِ مايشاء الوحيُ ... والإلهامُ..
مهما نأيتُ.....فأنتِ فيَّ مقيمةٌ
مادامت الأطيابُ...... والأنسامُ !!
فالتوافق واضح جدا بالهدف لكن الخطوط اختلفت بين الشاعرين وخاصة ان الاول فية لوعة حكام من زمن الامويين والثاني ( دولة العباس ) وجع الفراق وخاصة هذه القصيدة كتبتها بالولايات المتحدة الامريكية فكانت حب واشتياق ولوعة فراق اما الاول ( ابومهدي صالح ) يراها ظالمة وحبلى بالخطايا بسبب جمالها مكن الحكام من ظلم ناسها على عبر التاريخ فاما ان تكون محتلة من قبل استعمار او محتلة من قبل ذاتها حاكم يستهتر بها ويستبد، الشاعرة ناهدة الحلبي تتغزل فيها وتضع معايير ذاتها وتفرق ان ناسها هم الذين ظلموها وكأنها اختصت خليط دون اخر واخذت معيار التوقيت الذاتي لنفسها لصياغة اصناف العذاب وابدال طائفة حرة دون اخرى وكأنها خرجت من تاريخ معين لتمجده وتضع ثغرها للتقبيل دمشق صاحبة الجمال فهي تتفق مع الشاعرة دولة العباس بالالتياع ومع الشاعر ابومهدي بالجمال ( جمال دمشق وسحرها) وتختلف بانها مظلومة من قبل طائفة دون اخرى ثم تكتب عن فلسطين بنفس المنوال لتذكر غزة :
فِلسطينُ.. يا قَمْحَ العُروبةِ ووجَعَ الحَصاد
_____________________________
أفيئي إلى الجِذعِ الشَموسِ وأَفْرِعي
وَميدي كما عطرِ الفؤادِ مُضَوَّعِ
فمن نورِ خدِّ الفجرِ شَعَّتْ شموسُها
وأَقْمَرَ ليلٌ من مدامِعَ هُمَّعِ
فسِقْطٌ لِسَيفٍ في عُيونِ وليدِها
لِطِفلٍ يَعَافُ الموتَ دونَ توجُّعِ
بِدَمعٍ سَكوبٍ فالخدودُ شَواهِدٌ
لقلبٍ كليمٍ من جوىً وتَفَجُّعِ
أيا غَزَّةٌ إنْ لا نَغارُ فويلَنا
نُقاضي دِماءَ الحُرِّ بالمُتَشَيِّعِ
ويَدْرأُ كلٌّ عن حِماهُ بإسمها
ونَحْجُبُ حقَّ الذودِ عَنكِ بِبُرقُعِ
فذي شاهِداتُ الغَدرِ ناءتْ بِغدرِها
وفي زَحْمَةِ النُوَّامِ عَوْلَةُ رُضَّعِ
فيا طافحاً بالعزِّ فوقَ ترابِها
وتحتَ التُرابِ الأحمرِ المُتَخَشِّعِ
ويرشحُ وجهُ الصبحِ ألفاً شهيدُها
فهيَّأتِ للحِنَّاءِ ألفَ مُودِّعِ
تصومونَ عن موتٍ فجاعَ عدوُّكم
وأنتُمْ لهُ في مِنعةٍ وتمنُّعِ
فَدِنْتُ لعينيها ببوحٍ مُهَدَّجِ
وبُحْتُ بما في قَلبِيَ المُتوجِّعِ
فلسطينُ تسترخينَ فوقَ قداسةٍ
لأقصى ومهدٍ لِلمَسيحِ وَرُكَّعِ
وقد لا يكون اليومُ آخرَ غُصَّةٍ
فقومي لِميدانٍ وأرضُكِ أرجعي
والتبادل واضح في قصتها ان لانغار فويلنا ... بينما محمد سعيد العتيق في عماليقة
ليضع كل ادوات الفخر في قبضة الفلسطيني لكنه يتفق بالعشق وبالثغر لكن يختلف فيه بالمنايا
العماليقْ :
هبّتْ جحافلُ من ملائكةِ التُّقَى
يَا ذَا الفَلسطينِيُّ ، حلَّقَ وَ ارْتَقَى !!
سكّينَهُ المسْرَى لجنَّةِ عاشقٍ
أهوَى على صدرِ العدوِّ ومَزَّقا
شيخٌ و طفلٌ فارسانِ تألقَّا
لمَّا تَلاقَا فِي الشَّوارعِ حلّقَا
فَهِيَ الحجَارةُ منْ جهنَّمَ نارُهَا
نارٌ تلظّى ليسَ تُبقِيْ مَارقَا
صهيونُ أرنبُ رغمَ كلِّ عَتادِهِ
كمْ بالرُّجولةِ ذَا الكذوبُ تَشدّقَا
شعبُ العمالِقِ زيَّنُوا ساحَ الوَغَى
والْعُرْبُ تُوغلُ في الضَّلالِ تَزَنْدُقَا
أقصى و قدسٌ وَ انْتفاضُ ملائكٍ
شعبٌ يُعانقُهَا المَنَايَا عاشِقَ
أنتَ الذي رفعَ اللّواءَ بعزَّةٍ
منْ كانَ غيرُكَ بالفِداءِ تَعلُّقَا
أسقيتَهُ دَمَكَ الطَّهُورَ سُلافةً
فَاخضرَّ فِي سَاحِ الجِهادِ وَ أورَقَا
دُمْ كالصُّقورِ مَبيتُها فوقَ الذّرى
كالسِّنديانِ يظلُّ فَرعُكَ سَامقَا
ذبول الشفاة عند الشاعر عامر العيساوي الهام لذات الشاعر بعشقه وكأنَّ الشفاة للمرأة مصدر تكوين القصيدة يتوافق معه كل الشعراء تقريبا حتى ناهدة الحلبي وان كانت امرأة :
ذبلت شفاهي حين ورد خدها
........ والحسن ينثر دهشتي ألوانا
يا حيرة القلب المزقزق لهفة
........ والصمت يغزل نارنا وهوانا
يجتاحني شوق الرعود لغفوة
........... فوق النهود وألثم الرمانا
تتوقد النار الحبيسة جمرة
......... في الحلمتين ولذة نشوانا
فدعي الكواكب فوق صدري ترتمي
........ ودعي اللثام يذوب الأبدانا
يضع كل مفرداته ليصيغ خيالا يتوافق مع المجتمع هذه المرة وكأنه يدخل للعقول ليرهقها بلذة الخيال ، وتوصيل او رسم توافق مابين المجتمع والشاعر واضح وخاصة الوجدان فيه فنرى ابو مهدي صالح يضع لنا توافقا وجدانيا بقضية الحسين عليه السلام :
عَليُّ جُرْحٌ صَارفي خاصــرتي
حينَ الجــــراحِ بهامهِ هوى موضعُ
وفيهِ زينـبُ يومها بـكوفـتـــــها
بالســـلب وعـداً وفي حسينها قِطَّـعُ
أهٍ على صدر الحســــين ياأبتي
حينَ الخيــــول مهشمات لهُ أضلـــعُ
عليُ جرحك حين مسّـه ملجمها
صارت يد الحــقِّ بنينوى بلا أصبعُ
آهٍ على زينبان حين لا يَـجِـــــدَا
خَـداً يقبّـــلُ أو صدراً به يَمْـــنِــــــعُ
شــريانه نازفٌ فتلـــــثمُ الدم من
عـــــنقٍ تخاطبه : أكـلـكم صــــــرّعُ ؟
فما بَقِىَّ لنا في دار آل محـــــمْ
مَدٍ على هاشـــمٍ الباكي والمدمـــــعُ
اذا بدا الجرح فيه وجداني منذ جرح علي اصبح سكينا هذه المخيلة توافقية عند كل شيعي ان استشهاد الحسين عليه السلام نتيجة خلافات اولية بالتاريخ الاسلامي زحفت بانحرافتها لتكون امر نتيجة على الاطلاق وهي قتل الحسين ابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله معادلة بدت ان الجرح ذاك في علي هونفسه الذي جعل الحسين بلا اصبع وهذا دخول وجداني حين سلب الحسين عليه السلام عظ احدهم خنصره وقطعه حين اراد ان يأخذ الخاتم وبهذا يشير انه كتب التاريخ بلا اصبع كما جاد العباس العناق بلا اذرع هذا التوافق احيانا يكون فردي كما نراه في الشاعر علي العكيدي :
أيعجبكِ التلذّذُ بانشطاري
ويعجبك ِالتمتّعُ باحتضاري؟
و تأخذني الظنونُ إليكِ طفلا ً
تغرّبَ في محطّاتِ القطار
و تحملني الحقائبُ حيثُ أبقى
طويلاً فوقَ أرصفةِ المطار ِ
وتزرعني المواعيدُ احتمالا ً
يفرُّ الصبر ُمن طولِ انتظاري
أيغريكِ التوسّل ُفي القوافي
وأبياتُ الرجاءِ على الجدارِ؟ِ
أترضيك ِالنعومة ُفي كلامي؟
إشارات ُالتعلّقُ في شعاري؟؟
سأُعلنُ ما وصلتُ إليهِ فعلا
و أخبرك ِالحقيقةَ في قراري
وأقطع ُحبلَ صبري فافهميها
لأعلنَ ثورةً في عقرِ داري
غدوتُ محطّم َالأعصابِ حقا ً
كقنبلة ٍسيدهشكِ انفجاري
يصيغ كل تأملاته وتوافقاته مع شخص ( حبيبته) يحاول لها زج التعابير والقلق الذاتي والاضطراب الحاصل في نفسه من حبها ليرسم لوحة وجدانية راقية في ينابيع الحياة كي تتخيلها حبيبته
ان الاختلاف في المضامين هو الذي يجعل القصيدة تعيش اكثر فكلما دخل البعد الاختلافي عن القصيدة الاخرى يجعلها اكثر حياة ولو صح التوافق المجتمعي الوجداني لبقيت حية كما هي في حال المعلقات التي بقيت حية عند العرب لقرون بسبب توافق قيمتها مع المجتمع وخاصة القبيلة منها واختلافها بالمضون عمن سواها فالاختلاف اما يعطيها لون باهت او صارخ كذلك التوافق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق