قاسم ماضي..الخارج من دائرة المكان
عبدالرضا غالي الخياط
قاسم ماضي فنان مسرحي برز اسمه في منتصف السبعينات من القرن المنصرم. بدأت رحلته مع المسرح حيث اشتغل ممثلاً ومخرجاً وكاتباً،وأظهرت تجربته عن قدرة إبداعية خلاقة تدل على تمرسه في مجالات الفن والكتابة المسرحية. قدم في أعماله المسرحية العديد من الشخصيات الواقعية والفنطازية ،والتي اتسمت بقوة الإمتاع والتشويق والعمق وسعة الخيال والقدرة على استلهام الواقع وتوظيف التجارب الإنسانية،في إطار فني متكامل.حاز على عدة جوائز في الإخراج والتمثيل، كما صدرت له عدة كتب في مجال المسرح والنقد. سبق إن تناولته الكثير من الأقلام بالنقد والدرس .هذا ويسر(العالم) إن تلتقيه في حوار عن المشغل الفني وقضايا المسرح،مع التقدير له ولكل المبدعين المغتربين،الحاملين أوجاع الوطن وإلآم المساكين،المشيدين المدن الجميلة للحالمين بجنة عدن.
س: ما المطلوب من الفن،تشخيص الواقع أم طرح الأسئلة ؟
الفن صورة المجتمع ونبضه، وهو المرآة العاكسة لواقعة، لذا يجب أن يكون صادقاً،والفن في محتواه يحمل رسالة نبيلة ولابد من الحفاظ على هذا المحتوى وقد يكون يحمل في طياته الأمور المأساوية، والفن هو تمثيل الواقع المعاش بالنسبة للأمور الحياتية والتي تسبب التعب والألم للناس، وبحكم علاقتي بالمسرح فان اغلب العروض التي تقدم على المسرح ما هي إلا محاولات لطرح القضايا التي تهم الناس ومناقشتها، وأعتقد إن ما هو مطلوب من الفن في وقتنا الراهن هو إشباع رغبة المتلقي بالتذوق الجمالي والاستمتاع بعمل إبداعي، ومن ذلك يمكنه إن يقوم بمهمة إيصال رسائل أخرى، وعلى الفنان إن يمتلك نظرة واقعية حينما يتصدى لموضوعات مهمة عبر حقل الإبداع. ومن خلال مشاهداتي المتكررة يمكن القول إن مهمة الفن تتلخص بطرح الأسئلة والكشف عن أهم ما هو مسكوت عنه من خلال تقديم الواقع برؤى جمالية وبمضمون فكري مقنع وذلك مرتبط بمدى الاهتمام بقضايا الناس وهمومهم وما يتعرضون له من مشكلات، ولا أعتقد أنه مطلوب من الفن أن يُوجد الحلول لأي مشكلة بل مهمته تكمن في تسليط الضوء على المشكلة نفسها لتتنبه الجهات المعنية وتنبري باتجاه حلها، والفن معني بتعرية الواقع السائد وفضح تفاصيله غير المعقولة والتي تجعله غير محتمل وباهظ القمع على نفوس الناس.
س: هل المسرح يحتاج إلى تجسيد الظاهرة المسرحية، وتوسيع مساحتها بحيث تشمل المدن والقرى وجعل المسرح جزءاً من نظام الحياة ؟
المشتغلون في المسرح يؤكدون في أعمالهم الأدبية أو الفنية البصرية على الكثير من الاستعارات بسبب ازدياد الهوة بين الإنسان وضميره أو كما يقال بين المتكلم والمخاطب،ولهذا ظهرت الحركات والإشارات لتوضيح المعنى للتواصل مع الآخرين كي يروي قصة حياته،أو ربما نقول ينقل قصة حياة الكثير من الناس،بطرق مختلفة،مقلداً الآخرين،أو متابعاً للظواهر الطبيعية، ثم أنتقل هذا الإحساس بالعدول إلى أي إنسان آخر،ولو عدنا إلى الوراء لوجدنا كل المفاهيم أساسية في كل تجارب الإنسان ،ولكي تتطور هذه المفاهيم الدلالية علينا الاشتغال عليها وذلك عن طريق مرافقتها بالقول لإيقاظ الشعور لدى المستمع، وهنا يمكن تأكيد قول الكاتب " جون دوفينو " في أن الإنسان استخدم اللغة لكي يُنشى صلة بينه وبين نفسه،وبين الآخرين ومتى حاول الاتصال حول الصراعات التي تمسه، فإن اللغة لاتكون مجرد أداة بل هي إحدى تجليات الكائن من حيث هو تجربة حية وعلاقة نفسية تصلنا بالعالم الذي نسكنه،فالتلقي المسرحي والتواصل كذلك أحدهما يبشر الآخر وينتظره، واللحظة الراهنة تدمر اللحظة السابقة لتحل محلها،والأحداث متواصلة عبر الأزمان بينما الأشياء متفاصلة عبر المكان وكل لحظة هي إجهاض لولادة اللحظة السابقة، ولو جسدنا الظاهرة المسرحية التي هي عبارة عن تواصل مسرحي عبر شبكة من العلاقات إلى المتفرج الذي يستقبل العرض حسب الكفاءة التفسيرية لديه، والجميع يعرف أن توسيع المساحة أمر ضروري لأن العرض المسرحي يحتوي غذاء للفكر في القضايا التي تهم الفرد والمجتمع،وهناك أمثلة كثيرة من العروض المسرحية التي قدمت في العالم العربي أو الغربي ، فالمسرح يجسد نوعاً من التواصل سواءاً على المستوى الذهني بصفته ملموساً، وعلى المسرح أن يخلق المتعة كما يرى برخت.
س: ما الذي يدفعك إلى الاستمرار في الفن،وهل ثمة رسالة تسعى إلى إيصالها للجمهور ؟
الذي يدفعني هو إيماني بدور الفن وقدسيته بوصفه قيمة حقيقية سامية، الأمر الذي يمنحني طاقة ايجابية تدفعني للاستمرار وأشعر أن لدي أهداف رسمتها وأود إيصالها عبر هذه الرسالة الفنية، وأنا من المؤمنين بضرورة وجود الفن والثقافة في حياة الشعوب لأنهما الوقود الذي يزود المجتمع بالمعرفة والتنوير فضلاً عن دور الثقافة والفن النهضوي في توسيع مدارك الفرد في المجتمع وتوعيته إزاء أهم القضايا التي تهمه، وأجد أن الفن نافذة مهمة لإطلاق مختلف الرسائل الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، وهنا أسوق مثالاً عن تجربة شخصية عندما كنت في الأردن إبان فترة الحصار على العراق حاولت أن أصور أزمة المثقف العراقي إزاء هكذا واقع من الصعوبة بمكان على المثقف العيش بين فكي كماشة الضغوط الاقتصادية المترتبة بسبب الحصار الاقتصادي والضغوط السياسية المتمثلة بما يفرضه النظام السياسي الحاكم على المثقف،فانطلقت من معانات شاعر عراقي معروف " جان دمو " وقمتُ بإعداد نص مسرحي بعنوان " كوخ-الكائن- دمو " وتم تقديم العرض في دارة الفنون بعمان، وما أردت في هذا العرض هو الانطلاق من نموذج جان دمو وتصوير معانات المثقف العراقي بشكل عام في فترة حكم النظام الشمولي السابق.
س: كيف تفسر انحسار المسرح في الفترة الأخيرة مع غياب الفنان الفاعل ؟
في ظل وجود واقع عام مضطرب في العراق بالتأكيد فإن ثمة تعثر قد يصيب المشهد الثقافي في العراق،فضلاً عن ثمة عوامل أخرى متمثلة في هجرة الكثير من الفنانين وانزواء البعض منهم ورحيل آخرين،وبالرغم من صعوبة الواقع فإن المسرح العراقي مازال بخير بفضل الجهد الدؤوب لبعض الأخوة الذين يحرصون على خلق تجارب مسرحية ناضجة تلامس الواقع بأدوات فنية جيدة،ولعل من أبرز معوقات المشهد المسرحي هو عدم وجود تخصيصات مالية كافية لإطلاق المشاريع الفنية وخاصة المتعلقة في الشباب،وكذلك خضوع حقيبة الثقافة الوزارية لمبدأ المحاصصة التي بلا شك لها تأثير كبير على طبيعة الرسالة الفنية والثقافية في البلد،ولا ننسى ما يمر به البلد من تعقيدات في المشهد الأمني والسياسي الذي ألقى بظلاله على مختلف مناحي الحياة بما فيها المشهد الثقافي والفني،وعلى الرغم من ظهور جيل جديد يكمل مسيرة الرواد إلا أنني مازلت أعتقد أن الدعم مازال محدوداً،لا يوازي وظيفة الفنان في هذه المرحلة التاريخية الصعبة من تاريخ العراق والتي يُطالب فيه الفنان بمعالجة هموم مجتمعه بخطاب فني بناء والعمل على نشر الوعي الثقافي وتوعية المجتمع.
س: تمارس الفن ممثلاً ومخرجا، وتكتب النقد الفني،أيهما أقرب إليك، وكيف ترى المواجهة بينهما ؟
لو تأملنا طبيعة العلاقة بين مثلث " الممثل،المخرج،الناقد " سنجد أن العلاقة وثيقة الصلة بين أضلاع هذا المثلث، ولو رجعنا إلى المناهج الدراسية بدءاً من الناقد المسرحي الأول " أرسطو "الذي قنن قوانين الدراما في كتابة الشهير والمعروف " فن الشعر " ومروراً بتصورات المؤلف الناقد " شكسبير " وإنتهاءاً بنظريات فن التمثيل لستانسلافسكي في النقد التي اهتمت بعمل الممثل، انطلاقا من الفهم البنيوي والعلامي للعرض، وبالنسبة لسؤالك فإنني بدأت بممارسة التمثيل في طفولتي مع نخبة من أبناء مدينتي ومنهم الفنان عباس الحربي، ورضا الحربي،وعباس جاور وغيرهم، بعدها بدأت أمارس الإخراج بعد إن تكونت لدي رؤى حيال بعض النصوص التي قمت بإخراجها في مسرح مدينة الصدر، ومن ثم في معهد الفنون الجميلة، وهذا ولاشك أن ممارسة التمثيل والإخراج في مراحل مختلفة من حياتنا الدراسية منها تجربة تمثيل مع الفنانة القديرة هناء عبدالقادر والشاعر الفنان علي حمدان المالح وبعض التجارب الأخرى،أما فيما يتعلق في ممارسة النقد فإن الحاجة لرصد الإعمال المسرحية التي تقدم بين الفينة والأخرى على خشبات مسارح المغترب الأمريكي وقبله الأردني وفي مصر أيضا هي من دفعني إلى خوض غمار تجربة النقد الفني،وتبقى الرغبة في تسليط الضوء على ما يتم تقديمه من عروض في داخل العراق حينما أكون موجوداً هناك أو خارج العراق في المكان الذي اقطنه،ولاشك أن أي نتاج فني يأخذ طريقه للمتلقي لابد أن يوازيه نشاط نقدي يرصد التجربة ويصفها في خانة التقييم وعلى الرغم من قلة الإنتاج هنا في المهجر الأمريكي لعدم وجود جهات داعمة إلا إننا نحاول دائما رفد الساحة بكل ما هو جديد على خشبات مسارح الاغتراب، وعوداً على بدء فإن العلاقة بين الأوجه الثلاثة " النقد، والتمثيل،والإخراج " هي علاقة تحكمها التفاعلية ويمكن لكل صفة أن تأخذ دورها حين تتاح الفرصة لممارستها لذا أحيانا أجد نفسي ممثلاً ومخرجاً في الوقت نفسه حينما أقبل على تقديم عمل ما،وتسير الحالات الثلاثة في حالة اندماج مع بعضها البعض ضمن التوازي الطبيعي بين النقد كخطاب تحليلي وبين التمثيل كخطاب تركيبي وبالتالي نظل ندور في فلك البحث والتقصي.
س: لماذا انتقلت من المسرح إلى النقد الفني ؟ وهل حقق لك النقد ما لم يحققه المسرح ؟
أن أول غربة اغتربناها وجوداً حسياً عن وطننا،والغربة تعلق بإزاء الوطن في طلب المقصود،ويقال الغربة عن الحال عن حقيقة التعود فيه والغربة عن الحق من الدهشة عن المعرفة وها نحن نبذل قصارى جهدنا من بلوغ ما نصبو إليه، فالمسرح عالمي الخاص الذي أحببته منذ طفولتي ولأن عامل الإنتاج في أرض الاغتراب عامل مفقود وعدم وجود كادر العرض وصالة العرض نظراً للتكاليف الباهظة وانشغال الإفراد بحياتهم ومتطلبات المعيشة ونحن نعيش في بلد الرأسمالية الذي يشغلك بالهم المادي أولاً والجميع يعرف الاغتراب من المفاهيم الإشكالية التي أحدثت دوياً كبيراً في عالم الكلمات بصعوبة الإحاطة بمعالم واضحة ودقيقة لهذا المفهوم الذي يقترب من كونه ظاهرة ومع ذلك كلما توفرت لي فرصة تقديم عرض مسرحي فلا أتوانى عن تقديمه وقد حدث بالفعل،فوجدت الاعتماد على قراءاتي الشخصية وحتى لاينتقد من الساحة الثقافية العراقية فالنقد أصبح هاجسي الأول من خلال التصدي لمعظم ما يُطرح من نتاجات أدبية وفنية بعين نقدية في محاولة لتسليط الضوء عن أبرز ملامح الخطاب الأدبي والفني واستخلاص الرؤى والرسائل الفلسفية التي ينطوي عليها الخطاب.
س: صدر لك كتاب جديد بعنوان" تجارب مسرحية " ماذا أضاف إلى رصيدك الفني ؟
أردتُ عبر هذا المطبوع التركيز على المغيبين وخاصة أولئك الذين قدموا تجارب مسرحية لكن لم يحالفهم الحظ في الانتشار بين الأوساط الفنية والأدبية سواءاً كانوا داخل العراق وخارجه،والكتاب عبارة عن مجموعة قراءات لعدد من العروض المسرحية التي حاولت أن أقترب إلى مضمونها الفني وطرائق معالجتها الفنية البصرية لعدد من المشتغلين بفضاء المسرح سواء داخل العراق أو خارجه هذه التجربة كانت خطوة لإيصال تجارب هولاء إلى فضاءات أرحب. ولعل أبرز المحفزات التي دفعتني للحديث عنهم هو شحة النشاط النقدي وتقاعس الكثير من المعنيين بالنقد عن التعرض لتلك النتاجات،فضلاً ما بات مكرساً من ظواهر سلبية في المشهد الثقافي والفني الذي باتت تحكمه العلاقات والمصالح الشخصية، لذا حاولت إيصال صوت ما أسميتهم بالمهمشين إلى يد القارئ ليطلع على تلك التجارب ؟
س: ما التحديات التي تواجه الفنان اليوم ؟
إذا كنت تقصد الفنان المغترب فيمكن القول أنه يعيش أزمات ومشكلات لا حصر لها نظراً لطبيعة الالتزامات التي يفرضها المجتمع الرأسمالي هنا، ولكن قنديل الأمل مازال متوهجاً فينا ويدفعنا للتصدي لموضوعات إنسانية هامة عبر تقديم عروض مسرحية أو معارض تشكيلية،أو أعمال موسيقية، وغيرها من الأنشطة الفنية التي نحاول عبرها تحريك المشهد الثقافي الاغترابي الأمريكي، فهذه مهمة الفنان والمثقف التي يضطلع بها اليوم في مواجهة واقع مليء بالقبح، ومن خلال لغة الفن والجمال والثقافة، ولعل أبرز التحديات التي تواجهنا كفنانين مغتربين هي مسألة الإنتاج بالدرجة الأولى التي تعيق معظم مسيرة العمل الفني هنا في الولايات المتحدة، وقبل سنوات تم افتتاح المركز الثقافي وقد استبشرنا خيراً به ولكن سرعان ما إصطدمت طموحاتنا بعراقيل جمة بسبب طبيعة عمل المركز الذي انشغل بأنشطة غير مهمة تصرف عليها مبالغ طائلة في حين كان من الممكن تفعيل أنشطة فنية مهمة هنا ويمكن القول أنه خلال البضعة السنوات من مسيرة عمل المركز ثمة شبهات فساد واستفهامات كثيرة أثيرت هنا وهناك حول عمله ولطالما تم تناول هذا الموضوع في بعض الصحف والمجلات وقد يكون ذلك غريباً لأنه جزءاً من مؤسسات السلطة العراقية الجديدة التي اقترن اسم الفساد بها منذ عام 2003 وحتى الآن، ومع ذلك فإن هناك محاولات جادة وناجحة لفنانين عراقيين هنا وفي كندا أثبتت أن الفنان العراقي لايموت.
س: تلعب المرأة دوراً حيوياً في حياة الفنان، ماذا عن هذا الدور في حياتك ؟
لاشك أن أي مجتمع إنساني يتكون من الذكور والإناث، وهذا التنوع أخبرنا عنه الله تعالى وأن حقيقة هذا التنوع نابع من أصل واحد كما هو واضح في قوله تعالى ( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها وبث منها رجالاً كثيراً ونساءً ).المرأة لها أهمية كبيرة في المجتمع وهي تدرك حقيقة دورها بواجباتها،وبالنسبة لي فزوجتي العزيزة تحرص معي في التأثير في حركة الحياة عبر الدور الذي تلعبه كأم تعمل على تهيئة أطفال متميزين على الصعيد الدراسي وهي ليست بعيدة عن الوسط المسرحي لأنها فنانة وقدمت عدة أعمال في داخل وخارج العراق ولها تجربة الكتابة أيضاً وهي الداعمة الأساسية لي في أي نشاط فني أو فكري.
س: لو خيرت بين المنفى والوطن أيهما تختار ؟
يقال على لسان العرب أن النفي هو أخراج الإنسان من وطنه وطرده، أما الوطن فهو منزلك،والوطن تلك البقعة التي ولد فيها الإنسان ووهبته جنسيتها فأصبح يقترن أسم الشخص بمكان ولادته وهل تعتقد ياصديقي أن استبدل الوطن بالنفي كلا ياسيدي، الوطن سكن الروح فأي مكان يستأنسه قلبك فهو وطنك وترتاح روحك فهو وطنك،ونحن هنا مجبرين على هذا النفي نظراً للواقع المزري الذي يعيشه بلدنا الحبيب،ونحن على تواصل مع الوطن وفي زيارات مستمرة على أمل أن يتحسن الوضع وتكون لنا عودة،وكما يقول الشاعر محمود درويش " ما هو الوطن "أن تحتفظ بذاكرتك هذا هو الوطن،واختياري الوطن لان الوطن قضية فكرية وعامل إصرار، وأخيراً أقدم خالص شكري وتقديري لصحيفة " العالم " لإتاحة هذه الفرصة لي لتوصيل ما يدور في ذهني حول أبرز المحاور التي دارت حولها.
عبدالرضا غالي الخياط
قاسم ماضي فنان مسرحي برز اسمه في منتصف السبعينات من القرن المنصرم. بدأت رحلته مع المسرح حيث اشتغل ممثلاً ومخرجاً وكاتباً،وأظهرت تجربته عن قدرة إبداعية خلاقة تدل على تمرسه في مجالات الفن والكتابة المسرحية. قدم في أعماله المسرحية العديد من الشخصيات الواقعية والفنطازية ،والتي اتسمت بقوة الإمتاع والتشويق والعمق وسعة الخيال والقدرة على استلهام الواقع وتوظيف التجارب الإنسانية،في إطار فني متكامل.حاز على عدة جوائز في الإخراج والتمثيل، كما صدرت له عدة كتب في مجال المسرح والنقد. سبق إن تناولته الكثير من الأقلام بالنقد والدرس .هذا ويسر(العالم) إن تلتقيه في حوار عن المشغل الفني وقضايا المسرح،مع التقدير له ولكل المبدعين المغتربين،الحاملين أوجاع الوطن وإلآم المساكين،المشيدين المدن الجميلة للحالمين بجنة عدن.
س: ما المطلوب من الفن،تشخيص الواقع أم طرح الأسئلة ؟
الفن صورة المجتمع ونبضه، وهو المرآة العاكسة لواقعة، لذا يجب أن يكون صادقاً،والفن في محتواه يحمل رسالة نبيلة ولابد من الحفاظ على هذا المحتوى وقد يكون يحمل في طياته الأمور المأساوية، والفن هو تمثيل الواقع المعاش بالنسبة للأمور الحياتية والتي تسبب التعب والألم للناس، وبحكم علاقتي بالمسرح فان اغلب العروض التي تقدم على المسرح ما هي إلا محاولات لطرح القضايا التي تهم الناس ومناقشتها، وأعتقد إن ما هو مطلوب من الفن في وقتنا الراهن هو إشباع رغبة المتلقي بالتذوق الجمالي والاستمتاع بعمل إبداعي، ومن ذلك يمكنه إن يقوم بمهمة إيصال رسائل أخرى، وعلى الفنان إن يمتلك نظرة واقعية حينما يتصدى لموضوعات مهمة عبر حقل الإبداع. ومن خلال مشاهداتي المتكررة يمكن القول إن مهمة الفن تتلخص بطرح الأسئلة والكشف عن أهم ما هو مسكوت عنه من خلال تقديم الواقع برؤى جمالية وبمضمون فكري مقنع وذلك مرتبط بمدى الاهتمام بقضايا الناس وهمومهم وما يتعرضون له من مشكلات، ولا أعتقد أنه مطلوب من الفن أن يُوجد الحلول لأي مشكلة بل مهمته تكمن في تسليط الضوء على المشكلة نفسها لتتنبه الجهات المعنية وتنبري باتجاه حلها، والفن معني بتعرية الواقع السائد وفضح تفاصيله غير المعقولة والتي تجعله غير محتمل وباهظ القمع على نفوس الناس.
س: هل المسرح يحتاج إلى تجسيد الظاهرة المسرحية، وتوسيع مساحتها بحيث تشمل المدن والقرى وجعل المسرح جزءاً من نظام الحياة ؟
المشتغلون في المسرح يؤكدون في أعمالهم الأدبية أو الفنية البصرية على الكثير من الاستعارات بسبب ازدياد الهوة بين الإنسان وضميره أو كما يقال بين المتكلم والمخاطب،ولهذا ظهرت الحركات والإشارات لتوضيح المعنى للتواصل مع الآخرين كي يروي قصة حياته،أو ربما نقول ينقل قصة حياة الكثير من الناس،بطرق مختلفة،مقلداً الآخرين،أو متابعاً للظواهر الطبيعية، ثم أنتقل هذا الإحساس بالعدول إلى أي إنسان آخر،ولو عدنا إلى الوراء لوجدنا كل المفاهيم أساسية في كل تجارب الإنسان ،ولكي تتطور هذه المفاهيم الدلالية علينا الاشتغال عليها وذلك عن طريق مرافقتها بالقول لإيقاظ الشعور لدى المستمع، وهنا يمكن تأكيد قول الكاتب " جون دوفينو " في أن الإنسان استخدم اللغة لكي يُنشى صلة بينه وبين نفسه،وبين الآخرين ومتى حاول الاتصال حول الصراعات التي تمسه، فإن اللغة لاتكون مجرد أداة بل هي إحدى تجليات الكائن من حيث هو تجربة حية وعلاقة نفسية تصلنا بالعالم الذي نسكنه،فالتلقي المسرحي والتواصل كذلك أحدهما يبشر الآخر وينتظره، واللحظة الراهنة تدمر اللحظة السابقة لتحل محلها،والأحداث متواصلة عبر الأزمان بينما الأشياء متفاصلة عبر المكان وكل لحظة هي إجهاض لولادة اللحظة السابقة، ولو جسدنا الظاهرة المسرحية التي هي عبارة عن تواصل مسرحي عبر شبكة من العلاقات إلى المتفرج الذي يستقبل العرض حسب الكفاءة التفسيرية لديه، والجميع يعرف أن توسيع المساحة أمر ضروري لأن العرض المسرحي يحتوي غذاء للفكر في القضايا التي تهم الفرد والمجتمع،وهناك أمثلة كثيرة من العروض المسرحية التي قدمت في العالم العربي أو الغربي ، فالمسرح يجسد نوعاً من التواصل سواءاً على المستوى الذهني بصفته ملموساً، وعلى المسرح أن يخلق المتعة كما يرى برخت.
س: ما الذي يدفعك إلى الاستمرار في الفن،وهل ثمة رسالة تسعى إلى إيصالها للجمهور ؟
الذي يدفعني هو إيماني بدور الفن وقدسيته بوصفه قيمة حقيقية سامية، الأمر الذي يمنحني طاقة ايجابية تدفعني للاستمرار وأشعر أن لدي أهداف رسمتها وأود إيصالها عبر هذه الرسالة الفنية، وأنا من المؤمنين بضرورة وجود الفن والثقافة في حياة الشعوب لأنهما الوقود الذي يزود المجتمع بالمعرفة والتنوير فضلاً عن دور الثقافة والفن النهضوي في توسيع مدارك الفرد في المجتمع وتوعيته إزاء أهم القضايا التي تهمه، وأجد أن الفن نافذة مهمة لإطلاق مختلف الرسائل الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، وهنا أسوق مثالاً عن تجربة شخصية عندما كنت في الأردن إبان فترة الحصار على العراق حاولت أن أصور أزمة المثقف العراقي إزاء هكذا واقع من الصعوبة بمكان على المثقف العيش بين فكي كماشة الضغوط الاقتصادية المترتبة بسبب الحصار الاقتصادي والضغوط السياسية المتمثلة بما يفرضه النظام السياسي الحاكم على المثقف،فانطلقت من معانات شاعر عراقي معروف " جان دمو " وقمتُ بإعداد نص مسرحي بعنوان " كوخ-الكائن- دمو " وتم تقديم العرض في دارة الفنون بعمان، وما أردت في هذا العرض هو الانطلاق من نموذج جان دمو وتصوير معانات المثقف العراقي بشكل عام في فترة حكم النظام الشمولي السابق.
س: كيف تفسر انحسار المسرح في الفترة الأخيرة مع غياب الفنان الفاعل ؟
في ظل وجود واقع عام مضطرب في العراق بالتأكيد فإن ثمة تعثر قد يصيب المشهد الثقافي في العراق،فضلاً عن ثمة عوامل أخرى متمثلة في هجرة الكثير من الفنانين وانزواء البعض منهم ورحيل آخرين،وبالرغم من صعوبة الواقع فإن المسرح العراقي مازال بخير بفضل الجهد الدؤوب لبعض الأخوة الذين يحرصون على خلق تجارب مسرحية ناضجة تلامس الواقع بأدوات فنية جيدة،ولعل من أبرز معوقات المشهد المسرحي هو عدم وجود تخصيصات مالية كافية لإطلاق المشاريع الفنية وخاصة المتعلقة في الشباب،وكذلك خضوع حقيبة الثقافة الوزارية لمبدأ المحاصصة التي بلا شك لها تأثير كبير على طبيعة الرسالة الفنية والثقافية في البلد،ولا ننسى ما يمر به البلد من تعقيدات في المشهد الأمني والسياسي الذي ألقى بظلاله على مختلف مناحي الحياة بما فيها المشهد الثقافي والفني،وعلى الرغم من ظهور جيل جديد يكمل مسيرة الرواد إلا أنني مازلت أعتقد أن الدعم مازال محدوداً،لا يوازي وظيفة الفنان في هذه المرحلة التاريخية الصعبة من تاريخ العراق والتي يُطالب فيه الفنان بمعالجة هموم مجتمعه بخطاب فني بناء والعمل على نشر الوعي الثقافي وتوعية المجتمع.
س: تمارس الفن ممثلاً ومخرجا، وتكتب النقد الفني،أيهما أقرب إليك، وكيف ترى المواجهة بينهما ؟
لو تأملنا طبيعة العلاقة بين مثلث " الممثل،المخرج،الناقد " سنجد أن العلاقة وثيقة الصلة بين أضلاع هذا المثلث، ولو رجعنا إلى المناهج الدراسية بدءاً من الناقد المسرحي الأول " أرسطو "الذي قنن قوانين الدراما في كتابة الشهير والمعروف " فن الشعر " ومروراً بتصورات المؤلف الناقد " شكسبير " وإنتهاءاً بنظريات فن التمثيل لستانسلافسكي في النقد التي اهتمت بعمل الممثل، انطلاقا من الفهم البنيوي والعلامي للعرض، وبالنسبة لسؤالك فإنني بدأت بممارسة التمثيل في طفولتي مع نخبة من أبناء مدينتي ومنهم الفنان عباس الحربي، ورضا الحربي،وعباس جاور وغيرهم، بعدها بدأت أمارس الإخراج بعد إن تكونت لدي رؤى حيال بعض النصوص التي قمت بإخراجها في مسرح مدينة الصدر، ومن ثم في معهد الفنون الجميلة، وهذا ولاشك أن ممارسة التمثيل والإخراج في مراحل مختلفة من حياتنا الدراسية منها تجربة تمثيل مع الفنانة القديرة هناء عبدالقادر والشاعر الفنان علي حمدان المالح وبعض التجارب الأخرى،أما فيما يتعلق في ممارسة النقد فإن الحاجة لرصد الإعمال المسرحية التي تقدم بين الفينة والأخرى على خشبات مسارح المغترب الأمريكي وقبله الأردني وفي مصر أيضا هي من دفعني إلى خوض غمار تجربة النقد الفني،وتبقى الرغبة في تسليط الضوء على ما يتم تقديمه من عروض في داخل العراق حينما أكون موجوداً هناك أو خارج العراق في المكان الذي اقطنه،ولاشك أن أي نتاج فني يأخذ طريقه للمتلقي لابد أن يوازيه نشاط نقدي يرصد التجربة ويصفها في خانة التقييم وعلى الرغم من قلة الإنتاج هنا في المهجر الأمريكي لعدم وجود جهات داعمة إلا إننا نحاول دائما رفد الساحة بكل ما هو جديد على خشبات مسارح الاغتراب، وعوداً على بدء فإن العلاقة بين الأوجه الثلاثة " النقد، والتمثيل،والإخراج " هي علاقة تحكمها التفاعلية ويمكن لكل صفة أن تأخذ دورها حين تتاح الفرصة لممارستها لذا أحيانا أجد نفسي ممثلاً ومخرجاً في الوقت نفسه حينما أقبل على تقديم عمل ما،وتسير الحالات الثلاثة في حالة اندماج مع بعضها البعض ضمن التوازي الطبيعي بين النقد كخطاب تحليلي وبين التمثيل كخطاب تركيبي وبالتالي نظل ندور في فلك البحث والتقصي.
س: لماذا انتقلت من المسرح إلى النقد الفني ؟ وهل حقق لك النقد ما لم يحققه المسرح ؟
أن أول غربة اغتربناها وجوداً حسياً عن وطننا،والغربة تعلق بإزاء الوطن في طلب المقصود،ويقال الغربة عن الحال عن حقيقة التعود فيه والغربة عن الحق من الدهشة عن المعرفة وها نحن نبذل قصارى جهدنا من بلوغ ما نصبو إليه، فالمسرح عالمي الخاص الذي أحببته منذ طفولتي ولأن عامل الإنتاج في أرض الاغتراب عامل مفقود وعدم وجود كادر العرض وصالة العرض نظراً للتكاليف الباهظة وانشغال الإفراد بحياتهم ومتطلبات المعيشة ونحن نعيش في بلد الرأسمالية الذي يشغلك بالهم المادي أولاً والجميع يعرف الاغتراب من المفاهيم الإشكالية التي أحدثت دوياً كبيراً في عالم الكلمات بصعوبة الإحاطة بمعالم واضحة ودقيقة لهذا المفهوم الذي يقترب من كونه ظاهرة ومع ذلك كلما توفرت لي فرصة تقديم عرض مسرحي فلا أتوانى عن تقديمه وقد حدث بالفعل،فوجدت الاعتماد على قراءاتي الشخصية وحتى لاينتقد من الساحة الثقافية العراقية فالنقد أصبح هاجسي الأول من خلال التصدي لمعظم ما يُطرح من نتاجات أدبية وفنية بعين نقدية في محاولة لتسليط الضوء عن أبرز ملامح الخطاب الأدبي والفني واستخلاص الرؤى والرسائل الفلسفية التي ينطوي عليها الخطاب.
س: صدر لك كتاب جديد بعنوان" تجارب مسرحية " ماذا أضاف إلى رصيدك الفني ؟
أردتُ عبر هذا المطبوع التركيز على المغيبين وخاصة أولئك الذين قدموا تجارب مسرحية لكن لم يحالفهم الحظ في الانتشار بين الأوساط الفنية والأدبية سواءاً كانوا داخل العراق وخارجه،والكتاب عبارة عن مجموعة قراءات لعدد من العروض المسرحية التي حاولت أن أقترب إلى مضمونها الفني وطرائق معالجتها الفنية البصرية لعدد من المشتغلين بفضاء المسرح سواء داخل العراق أو خارجه هذه التجربة كانت خطوة لإيصال تجارب هولاء إلى فضاءات أرحب. ولعل أبرز المحفزات التي دفعتني للحديث عنهم هو شحة النشاط النقدي وتقاعس الكثير من المعنيين بالنقد عن التعرض لتلك النتاجات،فضلاً ما بات مكرساً من ظواهر سلبية في المشهد الثقافي والفني الذي باتت تحكمه العلاقات والمصالح الشخصية، لذا حاولت إيصال صوت ما أسميتهم بالمهمشين إلى يد القارئ ليطلع على تلك التجارب ؟
س: ما التحديات التي تواجه الفنان اليوم ؟
إذا كنت تقصد الفنان المغترب فيمكن القول أنه يعيش أزمات ومشكلات لا حصر لها نظراً لطبيعة الالتزامات التي يفرضها المجتمع الرأسمالي هنا، ولكن قنديل الأمل مازال متوهجاً فينا ويدفعنا للتصدي لموضوعات إنسانية هامة عبر تقديم عروض مسرحية أو معارض تشكيلية،أو أعمال موسيقية، وغيرها من الأنشطة الفنية التي نحاول عبرها تحريك المشهد الثقافي الاغترابي الأمريكي، فهذه مهمة الفنان والمثقف التي يضطلع بها اليوم في مواجهة واقع مليء بالقبح، ومن خلال لغة الفن والجمال والثقافة، ولعل أبرز التحديات التي تواجهنا كفنانين مغتربين هي مسألة الإنتاج بالدرجة الأولى التي تعيق معظم مسيرة العمل الفني هنا في الولايات المتحدة، وقبل سنوات تم افتتاح المركز الثقافي وقد استبشرنا خيراً به ولكن سرعان ما إصطدمت طموحاتنا بعراقيل جمة بسبب طبيعة عمل المركز الذي انشغل بأنشطة غير مهمة تصرف عليها مبالغ طائلة في حين كان من الممكن تفعيل أنشطة فنية مهمة هنا ويمكن القول أنه خلال البضعة السنوات من مسيرة عمل المركز ثمة شبهات فساد واستفهامات كثيرة أثيرت هنا وهناك حول عمله ولطالما تم تناول هذا الموضوع في بعض الصحف والمجلات وقد يكون ذلك غريباً لأنه جزءاً من مؤسسات السلطة العراقية الجديدة التي اقترن اسم الفساد بها منذ عام 2003 وحتى الآن، ومع ذلك فإن هناك محاولات جادة وناجحة لفنانين عراقيين هنا وفي كندا أثبتت أن الفنان العراقي لايموت.
س: تلعب المرأة دوراً حيوياً في حياة الفنان، ماذا عن هذا الدور في حياتك ؟
لاشك أن أي مجتمع إنساني يتكون من الذكور والإناث، وهذا التنوع أخبرنا عنه الله تعالى وأن حقيقة هذا التنوع نابع من أصل واحد كما هو واضح في قوله تعالى ( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها وبث منها رجالاً كثيراً ونساءً ).المرأة لها أهمية كبيرة في المجتمع وهي تدرك حقيقة دورها بواجباتها،وبالنسبة لي فزوجتي العزيزة تحرص معي في التأثير في حركة الحياة عبر الدور الذي تلعبه كأم تعمل على تهيئة أطفال متميزين على الصعيد الدراسي وهي ليست بعيدة عن الوسط المسرحي لأنها فنانة وقدمت عدة أعمال في داخل وخارج العراق ولها تجربة الكتابة أيضاً وهي الداعمة الأساسية لي في أي نشاط فني أو فكري.
س: لو خيرت بين المنفى والوطن أيهما تختار ؟
يقال على لسان العرب أن النفي هو أخراج الإنسان من وطنه وطرده، أما الوطن فهو منزلك،والوطن تلك البقعة التي ولد فيها الإنسان ووهبته جنسيتها فأصبح يقترن أسم الشخص بمكان ولادته وهل تعتقد ياصديقي أن استبدل الوطن بالنفي كلا ياسيدي، الوطن سكن الروح فأي مكان يستأنسه قلبك فهو وطنك وترتاح روحك فهو وطنك،ونحن هنا مجبرين على هذا النفي نظراً للواقع المزري الذي يعيشه بلدنا الحبيب،ونحن على تواصل مع الوطن وفي زيارات مستمرة على أمل أن يتحسن الوضع وتكون لنا عودة،وكما يقول الشاعر محمود درويش " ما هو الوطن "أن تحتفظ بذاكرتك هذا هو الوطن،واختياري الوطن لان الوطن قضية فكرية وعامل إصرار، وأخيراً أقدم خالص شكري وتقديري لصحيفة " العالم " لإتاحة هذه الفرصة لي لتوصيل ما يدور في ذهني حول أبرز المحاور التي دارت حولها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق