الخميس، 29 أكتوبر 2015

عزف سومري/ قصيدة الشاعر / عبد الجبار الفياض / العراق ...

عزف سومري
أيّها المبتلُّ بدموعِ أرصفةِ التيْه
المنقوشُ
على طينِ كُلِّ الأزمنةْ
المقروءُ
وهَجَاً للهائمين في كُلِّ وادٍ 

لا يأتونَ إلآ بمعتقٍ
ودانيةِ قطوفْ . . .
أنتَ
في كُلِّ ما كتبوا
ويكتبونْ
بغيركَ أُحبُّهمْ
وبكَ أخرُّ ساجداً !
. . . . .
ذبُلتْ تحتَ شمسكَ عيونُ السوسنْ
لأنَّ ليلَكَ تمدَدَ بفراشِ نوحٍ النّبيّ . . .
صحراءٌ
توحّمتْ بقطراتِ طلٍّ
سرقهُ من المهدِ قرصانْ
بقرَ عينَهُ
ليكونَ ملكاً بين عُميانْ . . .
واعظٌ
يغمسُ اصابعَهُ بزيتِ كهرمانةْ
فتوى
يلبسُها علي بابا
حينَ يفتحُ بابا. . .
. . . . .
حملتُك عيناً
أرتْني
كيفَ ولدتَ من غيرِ صرخةِ طلقْ . . .؟
كيفَ عبرتَ سنينَ العزيزْ
وأخوةٌ
يبيعون ثراكَ بدراهمَ ؟
اشتروا بها عمىً لأبيهم. . .
. . . . .
تنفستُكَ رئةً في معبدٍ سومريّ
فجراً
هارباً من جوفِ ليلْ . . .
هو البرديّ مُنحنٍ
يقبّلُ رؤوساً للشمسِ
قصائدَ
ما صفّقَ لسواها زمنْ . . .
. . . . .
سمعتُكَ في مزامير مَنْ عزفوا (لنرام سين)
حينَ امتلكَ الجهاتِ الأربعْ . . .
يحملون ألواحَ المشاحيفِ
عُرساً بثيابِ موجٍ
عافَهُ الطوفانُ مرايا لعرائس الذي يأتي . . .
ديموزي
قُبْلتُهُ الأولى
فوقَ ما سطّرهُ الدّهرُ سطوراً
انبتتْ سنابلَ
وزهورَعشقْ . . .
. . . . .
قابيلُ
غرابٌ
أوّلُ قبرْ
في عراءٍ
سواةْ. . .
أ تكورتْ لعنةً ؟
تمطرُها سحبٌ سوداءُ على أيِّ أرضٍ تشاءْ
صَلَفاً
جمعَ ظمأَ الصّحراءْ
عيوناً عمياءْ . . .
أُذُناً
لا تسمعُ جوعاً يعضُّ بطنَهُ . . .
خلْقاً آخرَ
تبرّأَ منهُ رحِمٌ
انكرتْ أقدامُهُ طرقاتٍ
لا تُريدُ حتى لوحْلِها أنْ يتقذّرْ . . . !
. . . . .
جئتُك من أقصى جُرحٍ نازفْ
أسعى . . .
لم يزلْ يومُك حكايةً
يكتبُها دُخانُ بنادقْ
فحيحُ أفاعٍ
لهاثٌ من سُلالةِ براقشْ
مخادعُ
يدخلُها اللّيلُ من دون أوراقِ توتْ
وهل ما زالَ يعيشُ في غبارِ ثعالبكَ النّهارْ ؟
. . . . .
عدْتُ
أحملُ بقايايَ حقيبةً
لعينيكَ فقطْ !
كانَ قدْ سالَ دمعُها فوقَ كراسِ (الحسابْ)
قناديلَ ضوءْ
ابتسامةً
على شفاهِ همِّك المفتولِ دخانَ سيكارةْ
تطاردُهُ تهويماتُ أبي . . .
. . . . .
مسحوا حروفَ الجرِّ
واوَ النُدْبةْ
أحرقوا الرّمادْ
لعلَ الفينيقَ
يسبُتْ
لا يسفُّ رمادَهْ
ويخرُجْ . . .!
. . . . .
لم تكنْ أنتَ الذي أُريدْ
مفروشاً
بألفِها السّاكنِ في عيونِ شهرزادْ
وليلةٍ بختامِ مِسكْ. . .
ليس لنوارسكَ الرّحيلُ عن شواطئٍ
شهدتْ ذراري الألقْ. . .
. . . . .
لم يبقَ لي غيرُ قبرٍ استعجلُهُ
سنينٌ عجافْ
أكلْنَ المخبوءَ في جيبِ أبي !
لا شئَ
يشدّني لحياةٍ
سوى طينةٍ
تتمرّدْ
اهي التي تلقَفُ كُلَّ ما ألقوهْ . . .؟ !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
9/9/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق