الأحد، 4 أكتوبر 2015

نسرين و بيوت العنكبوت/ قصيدة الشاعرة / هدير البحر / تونس .....

نسرين و بيوت العنكبوت
-------------------
فى الهاجرة
اقصى المدينة
مشت نسرين 
بعيونها الحالمة الجميلة
ويديها الحلوة الرّقيقة
و قلبها المرهف الدّافء
واصلت المشوار
فى صخب الطريق
وزحمة المّارة
الى البيت القديم
آلمها صرير الباب وهو يفتح
خيوط العنكبوت تملا الفضاء الواسع
والغبار يسدّ الانفاس
بخطوات متكسّرة متعثّرة
مشت بذهول
ممر طويل سدّ بالنفايات والحوائج الغريبة
مشوار ثقيل مضنى
الى طريق السرداب
ترفع نسرين الأشياء الجاثمة الثّقيلة
تلقى بها على حافة الطريق
تبحث عن هويّة البيت
دون جدوى
ضاع لمعان شعرها ويديها
من الغبار والتراب
متى يأخذ كل شىء مكانه؟!!!
متى يَنظُف البيت؟!!!
متى تتخلص من كل شىء يؤلم تلك العيون الجميلة؟!
الى ذالك السرداب
نزلت نسرين
بخطوات منهكة ثقيلة
وانفاس متقطّعة....
اى لعنة حلّت بهذا بالبيت؟؟!!!
الاكداس فى كل مكان
تدفعها الخطوات
الى هنا وهناك... .
وفجاة توقفت نسرين
تأملت بعيونها الشاردة
ذلك الركن الخفى من السرداب
هناك أشيائها الجميلة
تصارع الزمن....
تتوارى عن الأنظار
ودون أن تفكر مدّت يدها...
قارورة عطرها
الفاخر
بين طيّ الملابس
على رفّ الانتضار
اخذتها
احست بأثر لهفة
لتتجمّل بماءها وشذاها
متى ساعة الخلاص؟؟؟
الغبار!!!
تداركت الوعي
اعادتها بسرعة البرق الى مكانها
ثم التفتت،،،،
هناك كتاب
شّد انتباهها
ازاحت عنه التراب
عنوانه حلم...و...سراب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق