أين حريتي ؟
تمثل الحرية حالة التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيوداً مادية أم قيوداً معنوية ,حيث يكون الإنسان حرا بذاته وملك نفسه لا سلطة تعلو عليه غير أحكام القانون والطبيعة .. وبالجانب الذي يخدم مصلحة البلد ويحفظ أمنه واستقراره ..وبالشكل الذي يضمن الخلاص من أي شكل من أشكال العبودية لشخص أو جماعة ما...
إذن فالحرية هي أكبر مساحة ممكنة من ممارسة الحقوق الفردية في أطرها الخاصة والعامة على أرض الواقع بما يكفل للإنسان العيش بسلام ... والسؤال يطرح نفسه هنا من بين رفات ذلك المفهوم المدفون بالحياة أين حريتي ؟!!
لطالما أرهقتني الإجابة كثيرا وأنا أتأمل ظهور الحرية بين كل شروق خافت وغروب كاسح , حيث أجلس أنتظر إطلالتها بذلك الثوب الأحمر الأنيق , ولأن حريتي شرقية الخَـلقْ ذات شعر أسود طويل ووجه بدري وابتسامة يزهو بها الربيع وعينان سوداوان لو نظرت إليهما سأظل طريقي حتما ولتبعتها هائمة بين دروب المجد نحو أفق جديد. لكن جلوسي قد طال وطال ولم تأتي الحبيبة أبدا.لأنها غربية الخُلقْ تحترم ذاتها وتقرر مصيرها وفق رغباتها لا سلطة تعلو عليها ولا شأن لأحد فيها,هي السلطانة المجللة على رأس كل سيد وقانون .
وما بين الواقع والإدعاء والفكر والممارسة , لم أجد للحرية رابط فعلي مشترك بينهما , لأن المجتمعات الشرقية ذات النظم القبلية تحديدا حيث أعيش فيها أو تلك التي تحيطني , تميل نحو غياب الذات , والفرد فيها مكبل تماما بعادات وتقاليد مجتمعه , وكل خطوة وفعل وإرادة وحلم , يجب أن يضرب بسونار العيب الليزري , حيث الخيارات محدودة وضيقة في أطار الحرية الذاتية بمعنى(حرية التصرف والاختيار والتمتع بالحياة وفق المنظر الشخصي ) .. هنا . يجد الفرد نفسه ملتزما حرفيا بدساتير وعادات وتقاليد مجتمعه ولا أن يتخطاها أو يتغاضى عنها في أفعاله مطلقا .. ظنا منهم إن في ذلك حفظ للنظام العام والمذهب الديني .. ..
وهذا المنطق له تأثير سلبي كبير على الواقع .. لأن الفرد فيه يعمل ويتصرف خوفا من العقاب مثل الطفل المطيع .لا عن إرادة حرة .. وبذلك يكون قد غاب الرقيب الذاتي (الضمير ) وضعف الوازع الخلقي للفرد . الطبيعة البشرية على قاعدة (كل ممنوع مرغوب ) ..مما سيزيد من نسبة العدائية والعنف وعدم قبول الآخر. لاسيما والإنسان الذي يشعر في نفسه إنه حراً يختلف في سلوكه وتصرفاته عن الإنسان الذي يشعر إنه مجبرا ومقيدا .. وبذلك يصبح الفرد أما مقلد أو يجد نفسه قائد مقلد منسوخ يتبعه الآخرين بشكل أعمى أو أحول .أي العقل الجمعي يصبح سيد كل شيء ..
كما وترتبط الحرية الذاتية الساكنة على الساحة الاجتماعية ,ارتباطاً عضوياً بالأوضاع الاقتصادية والسياسية والطبيعة الجغرافية والبيولوجية .. لاسيما والحرية هي نسيج أنساني يصنع الوجود بإرادته الحرة .. الإنسان هو وليد تلك الإرادة الحرة من الأبوين ... حتى تتلقاه أيادي الآخرين ليفرضوا عليه قوانينهم .. إلا أن يصل إلى مرحلة النضج ويصبح قادرا على الاختيار يكون بذلك قد تحمل مسؤولية الحرية . بما أن الروح أسيرة الجسد .الإنسان حبيس قيمه ومبادئه لا يمكنه التصرف من دونها , حيث تكون الحرية بذلك ثمرة قيمة ناضجة ينشئ عليها المجتمع وتبنى على أساسها الحضارات ...
الحرية لكي تؤدي دورها الصحيح ,تحتاج إلى نزعة ثورية لكسر القيود والأغلال للتحرر ذاتيا .. والإنسان في طبيعته يسعى إلى التحرر من القيود التي تفرض عليه وفي فطرته يقاوم الظلم ويسعى إلى العلو والارتقاء .., وهذا يحتاج إلى شعور ووعي , يأتيان عن طريق العلم والمعرفة فهما السلاح الأقوى والأوحد للدفاع عن الحرية وحقوقها .. ففي المعرفة والوعي تكمن حرية الإنسان وبقدر ما يمتلك من المعرفة والوعي تتحدد حريته . بفعل بيئة اقتصادية خصبة تساعده لنيل ذلك مع رعاية حكومية .فعلى الدولة أن تتحمل مسؤولية الحرية على عاتقها , وتدخلها في أنظمتها السياسية ومنهاجها التعليمية ومؤسساتها كافة .. ليتمكن الفرد من التحرر بعد نفسيا وجسديا .. ويتمتع بكامل حقوقه ...
ها أنا أبحث عن الحرية . حتى بين الدخان وشظايا الزجاج , والأحجار المكومة في بقايا الأوطان . . .ولم أعثر لها على أثر ولم أجد لها ثمر .. منذ انتهاء الحرب القادسية الثانية حيت ولدت عام 89 إلى يومي هذا .. وجميع الانتفاضات والحروب التي تلت ذلك , كانت تقاوم لأجل نيل الحربة وتخليصها من قبضة أعدائها الذين يسعون إلى استعباد الذات وتحزبها لخدمتهم . كما يعملوا بكل ما أوتوا من قوة وحشية على تجميد المعتقدات والشعرات الدينية والتراثية , وضرب أعناق الحضارة ونزف دماء الطاهرة , واستنزاف طاقات العباد وتهريب ثروات البلاد..
قد صدق من قال أن الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس فمن عاش محروما منها ,عاش في ظلمة حالكة ولا سبيل إلى السعادة في الإنسان إلا إذا عاش الإنسان فيها حرا طليقا . حيث الحرية شريان الحياة بها نحيا ومن أجلها نموت. والموت في سبيل الحرية شهادة خالدة لأجل العزة والكرامة .. وخير مثال على ذلك , ما تقوم به وما تقاوم من أجله تلك المقاومة العسكرية الشريفة ضد هؤلاء المرتزقة المتحالفون المارقين الذين يريدون أن يسلبونا حريتنا وكرامتنا ويعبثوا بإراداتنا ويغيروا خياراتنا تحت ظل أنظمة فوضى الربيع الصهيوني الوهابي الاستعماري التي تريد اجتياح بلداننا العربية , بما تحمله إليها من حرية فوضوية عابثة وحقوق دموية ,قتل طاثفي, وتحشيد مذهبي ,وتقسيم إقليمي ( تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ) ..كالذي يحدث الآن في بلاد الرافدين مهد الحضارات والأمم , فقد اجتاحته رياح الغدر تلك , تاركة خلفها حرية سياسية شكلية لا قيمة لها , مادام صوتي يتمذهبــــــ و يحاصص ومن ثم يصـــادر إلى الخارج ,حيث لا معنى للحرية أصلا في وطن مجرموه أحرار!!..
علا الزبيدي
عنوان الح
تمثل الحرية حالة التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيوداً مادية أم قيوداً معنوية ,حيث يكون الإنسان حرا بذاته وملك نفسه لا سلطة تعلو عليه غير أحكام القانون والطبيعة .. وبالجانب الذي يخدم مصلحة البلد ويحفظ أمنه واستقراره ..وبالشكل الذي يضمن الخلاص من أي شكل من أشكال العبودية لشخص أو جماعة ما...
إذن فالحرية هي أكبر مساحة ممكنة من ممارسة الحقوق الفردية في أطرها الخاصة والعامة على أرض الواقع بما يكفل للإنسان العيش بسلام ... والسؤال يطرح نفسه هنا من بين رفات ذلك المفهوم المدفون بالحياة أين حريتي ؟!!
لطالما أرهقتني الإجابة كثيرا وأنا أتأمل ظهور الحرية بين كل شروق خافت وغروب كاسح , حيث أجلس أنتظر إطلالتها بذلك الثوب الأحمر الأنيق , ولأن حريتي شرقية الخَـلقْ ذات شعر أسود طويل ووجه بدري وابتسامة يزهو بها الربيع وعينان سوداوان لو نظرت إليهما سأظل طريقي حتما ولتبعتها هائمة بين دروب المجد نحو أفق جديد. لكن جلوسي قد طال وطال ولم تأتي الحبيبة أبدا.لأنها غربية الخُلقْ تحترم ذاتها وتقرر مصيرها وفق رغباتها لا سلطة تعلو عليها ولا شأن لأحد فيها,هي السلطانة المجللة على رأس كل سيد وقانون .
وما بين الواقع والإدعاء والفكر والممارسة , لم أجد للحرية رابط فعلي مشترك بينهما , لأن المجتمعات الشرقية ذات النظم القبلية تحديدا حيث أعيش فيها أو تلك التي تحيطني , تميل نحو غياب الذات , والفرد فيها مكبل تماما بعادات وتقاليد مجتمعه , وكل خطوة وفعل وإرادة وحلم , يجب أن يضرب بسونار العيب الليزري , حيث الخيارات محدودة وضيقة في أطار الحرية الذاتية بمعنى(حرية التصرف والاختيار والتمتع بالحياة وفق المنظر الشخصي ) .. هنا . يجد الفرد نفسه ملتزما حرفيا بدساتير وعادات وتقاليد مجتمعه ولا أن يتخطاها أو يتغاضى عنها في أفعاله مطلقا .. ظنا منهم إن في ذلك حفظ للنظام العام والمذهب الديني .. ..
وهذا المنطق له تأثير سلبي كبير على الواقع .. لأن الفرد فيه يعمل ويتصرف خوفا من العقاب مثل الطفل المطيع .لا عن إرادة حرة .. وبذلك يكون قد غاب الرقيب الذاتي (الضمير ) وضعف الوازع الخلقي للفرد . الطبيعة البشرية على قاعدة (كل ممنوع مرغوب ) ..مما سيزيد من نسبة العدائية والعنف وعدم قبول الآخر. لاسيما والإنسان الذي يشعر في نفسه إنه حراً يختلف في سلوكه وتصرفاته عن الإنسان الذي يشعر إنه مجبرا ومقيدا .. وبذلك يصبح الفرد أما مقلد أو يجد نفسه قائد مقلد منسوخ يتبعه الآخرين بشكل أعمى أو أحول .أي العقل الجمعي يصبح سيد كل شيء ..
كما وترتبط الحرية الذاتية الساكنة على الساحة الاجتماعية ,ارتباطاً عضوياً بالأوضاع الاقتصادية والسياسية والطبيعة الجغرافية والبيولوجية .. لاسيما والحرية هي نسيج أنساني يصنع الوجود بإرادته الحرة .. الإنسان هو وليد تلك الإرادة الحرة من الأبوين ... حتى تتلقاه أيادي الآخرين ليفرضوا عليه قوانينهم .. إلا أن يصل إلى مرحلة النضج ويصبح قادرا على الاختيار يكون بذلك قد تحمل مسؤولية الحرية . بما أن الروح أسيرة الجسد .الإنسان حبيس قيمه ومبادئه لا يمكنه التصرف من دونها , حيث تكون الحرية بذلك ثمرة قيمة ناضجة ينشئ عليها المجتمع وتبنى على أساسها الحضارات ...
الحرية لكي تؤدي دورها الصحيح ,تحتاج إلى نزعة ثورية لكسر القيود والأغلال للتحرر ذاتيا .. والإنسان في طبيعته يسعى إلى التحرر من القيود التي تفرض عليه وفي فطرته يقاوم الظلم ويسعى إلى العلو والارتقاء .., وهذا يحتاج إلى شعور ووعي , يأتيان عن طريق العلم والمعرفة فهما السلاح الأقوى والأوحد للدفاع عن الحرية وحقوقها .. ففي المعرفة والوعي تكمن حرية الإنسان وبقدر ما يمتلك من المعرفة والوعي تتحدد حريته . بفعل بيئة اقتصادية خصبة تساعده لنيل ذلك مع رعاية حكومية .فعلى الدولة أن تتحمل مسؤولية الحرية على عاتقها , وتدخلها في أنظمتها السياسية ومنهاجها التعليمية ومؤسساتها كافة .. ليتمكن الفرد من التحرر بعد نفسيا وجسديا .. ويتمتع بكامل حقوقه ...
ها أنا أبحث عن الحرية . حتى بين الدخان وشظايا الزجاج , والأحجار المكومة في بقايا الأوطان . . .ولم أعثر لها على أثر ولم أجد لها ثمر .. منذ انتهاء الحرب القادسية الثانية حيت ولدت عام 89 إلى يومي هذا .. وجميع الانتفاضات والحروب التي تلت ذلك , كانت تقاوم لأجل نيل الحربة وتخليصها من قبضة أعدائها الذين يسعون إلى استعباد الذات وتحزبها لخدمتهم . كما يعملوا بكل ما أوتوا من قوة وحشية على تجميد المعتقدات والشعرات الدينية والتراثية , وضرب أعناق الحضارة ونزف دماء الطاهرة , واستنزاف طاقات العباد وتهريب ثروات البلاد..
قد صدق من قال أن الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس فمن عاش محروما منها ,عاش في ظلمة حالكة ولا سبيل إلى السعادة في الإنسان إلا إذا عاش الإنسان فيها حرا طليقا . حيث الحرية شريان الحياة بها نحيا ومن أجلها نموت. والموت في سبيل الحرية شهادة خالدة لأجل العزة والكرامة .. وخير مثال على ذلك , ما تقوم به وما تقاوم من أجله تلك المقاومة العسكرية الشريفة ضد هؤلاء المرتزقة المتحالفون المارقين الذين يريدون أن يسلبونا حريتنا وكرامتنا ويعبثوا بإراداتنا ويغيروا خياراتنا تحت ظل أنظمة فوضى الربيع الصهيوني الوهابي الاستعماري التي تريد اجتياح بلداننا العربية , بما تحمله إليها من حرية فوضوية عابثة وحقوق دموية ,قتل طاثفي, وتحشيد مذهبي ,وتقسيم إقليمي ( تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ) ..كالذي يحدث الآن في بلاد الرافدين مهد الحضارات والأمم , فقد اجتاحته رياح الغدر تلك , تاركة خلفها حرية سياسية شكلية لا قيمة لها , مادام صوتي يتمذهبــــــ و يحاصص ومن ثم يصـــادر إلى الخارج ,حيث لا معنى للحرية أصلا في وطن مجرموه أحرار!!..
علا الزبيدي
عنوان الح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق