رائحة الدُخان في ثيابي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صُبّي دُموعَك ِ ،
في وعاءِ الجمرِ ،
في قلبي ،
لتَنتَفضَ المَسافَةُ ،
بين نارين ،
الهوى والناس ،
تتعَبُ أُغنيات المَيِّت المألوف ،
تُكَفكِفُ وردَةٌ عَن دَمعها ،
وتدق أسفيناً على جُغرافِ هذي الأرض ،
تَتَشحُ الزَنابق ،
هَل سَمعتُم بالزَنابق
تُتقِن الأشياءَ لُعبَتَها وتَمضي ؟،
وَيلها ،
كَم سامَرَت هذي الرياحُ
وكمْ تَغَنَّت بالأصيل ِ ،
لَعَلني أنساكِ كاهنتي الصغيرة ،
عَلَّ مَنْ غادَرتُهُ سَأَعودُ فيهِ ،
وَعَلَّ مَنْ جاوَرتهُ يشتاقُ لي ،
ولَعَلَّ مَنْ حاوَرتُهُ سَاَموتُ فيهِ ،
أُكَلِّمُ الأشجار والأنهار واللُغَة الرماد ،
تَشِقُ جذع الأرض ،
هَل تَشتاقُ للنَبتِ الحَزين ؟ ...
غّداً سَاُخبرُها ،
فَسيري في طَريق المَيّتين ،
سَتَتعَب اللُغَةُ الكَسيرة
مِن مُطاردَة البَغايا في شوارعها ،
وَحيثُ الله ،
يَكسرُ حاجزَ الزَمن الكسول ،
يُكَلِّمُ الأشياءَ ،
تُتعبنا طيور الحُب في العَرباتِ ،
والساحات نَملؤها بروح الخَيمَةِ السَوداء ،
هذا وَقتُها ،
صُبّي دُموعَكِ
في وعاءِ الجَمرِ أو في الخَمرِ ،
لا فَرقَ ، اتَحَدتِ معَ العروقِ ،
مَعَ البروقِ ، وصِرتِ دونَ المُتَقين .
هَل تأخذُ الأشياء
شكلَ اليائس المحزون ،
هَل تتمَنطق الأشياء
في مَيّلِ الشراع ِ على نواصي الموت ؟
هَل تَأتينَ في الغَبَش ِ الطَهور
لكي تَصبي دَمعَة ً
أو تَنحَبي بينَ انكفاءٍ باسقٍ ،
تتردَدينَ معَ الرياح ؟
هَل يَخرجُ القدّيسُ مِن حَيرتهِ
أو هَل سَتَأخذ شكلها الكلماتُ
مُعجِزَةً
وتُعولُ بينَ هدب الشمس ،
زائرَةً مفازات التَغَرُب بينَ نارين ،
الهوى والناس
والجَدل الذي يمحي وجودَ المَيِّتينَ ،
وعالم الأحياء ،
وحدتها الطبيعة ،
صَيحَةَ الأشجار ،
رايتُها الحُقُول المَيِّته ،
لا فَرقَ بينهما دَمٌ وشجيرةٌ
وعزاءُ وَحدَتها وسحرُ المَلكة .
هَل تَلبَسُ التيجان
رَأسَ الكاهنِ المَنهوكِ
في شَجرِ التَفاؤلِ ،
والتَطاولُ لُعبَةً أَمسَتْ قَديمة ،
هل تَنشرينَ معَ الأرواح
رايتكِ الكَسيرة ،
تصمدينَ بوجهِ أحباب الضَباب ،
تُفَسرينَ الكونَ والدَوران ،
بَدءُ خليقَةِ الإنسان ،
تُقَربينَ نحوكِ آدَمَ العَربيّ ،
تُفاحَ الخَطيئَةَ ،
يوسُف المَكلوم ،
ها هُنا أنتِ اتَحَدتِ معَ العروقِ
مع الضَباب ،
وَصرتِ دونَ المُتَقين .
لا شيءَ غيرَ الريح ....
كوني وردَةً ،
تَبكي الخنادقُ في ثيابِ المَيِّتين .
لا شيءَ غَيرَ الريح ....
كوني شَمعَةً ،
قَضَمَت ظَفائرها وشابَتْ من سنين .
في المُعجَمِ الشِعريّ ،
في البَردِ الصَباحيّ ،
الشتاءُ يَحلُّ من تَعَبِ الفُصول ،
سَتَرقبُ الكلماتُ كاهِنَها ،
وَتُدَمرُ الأشياء لُعبَتَها ،
وتُبعَثُ مِن جَديد ٍ
بانتظارِ بداية أخرى ،
وَتَختَرق المدينةَ
قاطراتٌ
في الصدى المَلهوف ،
مُطلِقَةً :
مَفاعيلن ، مفاعيلن ، مفاعيلن ،
وتأبى أن تدورَ لغيرما سَبَبٍ ،
سَتَرجمنا بحَقِ الغَيب ،
حَقُ الشارَةِ العَمياء ،
كوني وَردَةً ،
تبكي الخَنادقُ ،
تَلبَسُ التيجان ،
تبتَسم الحقول ،
لا فَرقَ بينهما :
دَمٌ وشُجَيرةٌ
وعزاءُ وَحدَتها وسحرُ المَلكة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حميد الساعدي / العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صُبّي دُموعَك ِ ،
في وعاءِ الجمرِ ،
في قلبي ،
لتَنتَفضَ المَسافَةُ ،
بين نارين ،
الهوى والناس ،
تتعَبُ أُغنيات المَيِّت المألوف ،
تُكَفكِفُ وردَةٌ عَن دَمعها ،
وتدق أسفيناً على جُغرافِ هذي الأرض ،
تَتَشحُ الزَنابق ،
هَل سَمعتُم بالزَنابق
تُتقِن الأشياءَ لُعبَتَها وتَمضي ؟،
وَيلها ،
كَم سامَرَت هذي الرياحُ
وكمْ تَغَنَّت بالأصيل ِ ،
لَعَلني أنساكِ كاهنتي الصغيرة ،
عَلَّ مَنْ غادَرتُهُ سَأَعودُ فيهِ ،
وَعَلَّ مَنْ جاوَرتهُ يشتاقُ لي ،
ولَعَلَّ مَنْ حاوَرتُهُ سَاَموتُ فيهِ ،
أُكَلِّمُ الأشجار والأنهار واللُغَة الرماد ،
تَشِقُ جذع الأرض ،
هَل تَشتاقُ للنَبتِ الحَزين ؟ ...
غّداً سَاُخبرُها ،
فَسيري في طَريق المَيّتين ،
سَتَتعَب اللُغَةُ الكَسيرة
مِن مُطاردَة البَغايا في شوارعها ،
وَحيثُ الله ،
يَكسرُ حاجزَ الزَمن الكسول ،
يُكَلِّمُ الأشياءَ ،
تُتعبنا طيور الحُب في العَرباتِ ،
والساحات نَملؤها بروح الخَيمَةِ السَوداء ،
هذا وَقتُها ،
صُبّي دُموعَكِ
في وعاءِ الجَمرِ أو في الخَمرِ ،
لا فَرقَ ، اتَحَدتِ معَ العروقِ ،
مَعَ البروقِ ، وصِرتِ دونَ المُتَقين .
هَل تأخذُ الأشياء
شكلَ اليائس المحزون ،
هَل تتمَنطق الأشياء
في مَيّلِ الشراع ِ على نواصي الموت ؟
هَل تَأتينَ في الغَبَش ِ الطَهور
لكي تَصبي دَمعَة ً
أو تَنحَبي بينَ انكفاءٍ باسقٍ ،
تتردَدينَ معَ الرياح ؟
هَل يَخرجُ القدّيسُ مِن حَيرتهِ
أو هَل سَتَأخذ شكلها الكلماتُ
مُعجِزَةً
وتُعولُ بينَ هدب الشمس ،
زائرَةً مفازات التَغَرُب بينَ نارين ،
الهوى والناس
والجَدل الذي يمحي وجودَ المَيِّتينَ ،
وعالم الأحياء ،
وحدتها الطبيعة ،
صَيحَةَ الأشجار ،
رايتُها الحُقُول المَيِّته ،
لا فَرقَ بينهما دَمٌ وشجيرةٌ
وعزاءُ وَحدَتها وسحرُ المَلكة .
هَل تَلبَسُ التيجان
رَأسَ الكاهنِ المَنهوكِ
في شَجرِ التَفاؤلِ ،
والتَطاولُ لُعبَةً أَمسَتْ قَديمة ،
هل تَنشرينَ معَ الأرواح
رايتكِ الكَسيرة ،
تصمدينَ بوجهِ أحباب الضَباب ،
تُفَسرينَ الكونَ والدَوران ،
بَدءُ خليقَةِ الإنسان ،
تُقَربينَ نحوكِ آدَمَ العَربيّ ،
تُفاحَ الخَطيئَةَ ،
يوسُف المَكلوم ،
ها هُنا أنتِ اتَحَدتِ معَ العروقِ
مع الضَباب ،
وَصرتِ دونَ المُتَقين .
لا شيءَ غيرَ الريح ....
كوني وردَةً ،
تَبكي الخنادقُ في ثيابِ المَيِّتين .
لا شيءَ غَيرَ الريح ....
كوني شَمعَةً ،
قَضَمَت ظَفائرها وشابَتْ من سنين .
في المُعجَمِ الشِعريّ ،
في البَردِ الصَباحيّ ،
الشتاءُ يَحلُّ من تَعَبِ الفُصول ،
سَتَرقبُ الكلماتُ كاهِنَها ،
وَتُدَمرُ الأشياء لُعبَتَها ،
وتُبعَثُ مِن جَديد ٍ
بانتظارِ بداية أخرى ،
وَتَختَرق المدينةَ
قاطراتٌ
في الصدى المَلهوف ،
مُطلِقَةً :
مَفاعيلن ، مفاعيلن ، مفاعيلن ،
وتأبى أن تدورَ لغيرما سَبَبٍ ،
سَتَرجمنا بحَقِ الغَيب ،
حَقُ الشارَةِ العَمياء ،
كوني وَردَةً ،
تبكي الخَنادقُ ،
تَلبَسُ التيجان ،
تبتَسم الحقول ،
لا فَرقَ بينهما :
دَمٌ وشُجَيرةٌ
وعزاءُ وَحدَتها وسحرُ المَلكة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حميد الساعدي / العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق