الخميس، 18 فبراير 2016

القصة (٢) من سلسلة الحب في زمن الحرب /رجولة مهزوزة / للكاتبة / عروبة الحمد / سوريا ...

القصة (٢)
من سلسلة الحب في زمن الحرب
رجولة مهزوزة
تلك التي راهنت على حبه 
خسرت عمرها مقابل رهان.
كانت قد ظنت أنه بوسعها أن تحقق غايتها في فستان أبيض مرصع بالحب تكسوا به جسدها 
قبل أن تعلوا ضحكات القدر ساخرة من أمنيتها .
كانت قد أحبته إلى درجة التصوف ، تجاوزت بأحلامها معه اللامعقول ،وحكمت على نفسها بالعذاب دون أن تعلم.
أذكر يومها إتصالها عندما سبقت رجفت أنفاسها صوتها إلى مسمعي قائلة
-لم يحادثني منذ الأمس . 
-لِمَ؟
-لاأعلم كل ما أعلم أنني لستُِ بخير قلبي يؤلمني كثيراً.
-لاداعي للقلق ربما انشغل ،
قلت لها ذلك وأنا على يقين أنه بدأ الخطوة الأولى في الانسحاب 
لكنني كنت أضعف من أن أجرح كبريائها بهذا الخبر الفاجع ،على الأقل بالنسبة لها 
وبدأت هي بدورها بسرد قائمة من الأعذار والتي كانت تحضرها دائماً لأي سؤال أطرحه بخصوص علاقتهم الغير واضحة للجميع 
أغلقت الهاتف وانا أكاد اسمع ضربات قلبها من شدة التوتر 
مر يومان ولم يحادثها ...
وفي كل مره كانت تحادثه بها لاتجد الرد 
وتلك الرسائل كانت تصله منها كأنما كانت تصل لأبكم . كانت تجهل السبب لعدم رده على ذلك الكم الهائل من المحادثات والرسائل والاتصالات 
وكنت على يقين أنه أضعف من أن يواجهها بأنم يكن يملك القْدر الكافي من الرجولة ليخبرها أن عيناه ، وغريزته أختارت أخرى لأنه لو اختارها بقلبه لما هرب بهذه الطريقة الغير إنسانية
قررت زيارتها بعد مرور فترة على إنقطاعها عني 
وفوجئت بإمها تنتظرني بلهفه وكأنها كانت على موعد بقدومي 
دخلت ونظرات المفاجأةتملأ وجهي وانا أبحث عنها بنظراتي بينما امها تنتظر أن أُنهي فقرة السلام ، لكنها لم تستطيع ان تصمد طويلاً 
فقالت لي أرجوكِ حالتها سيئه حدثيها علّها تخبرك مابها .
زادت من قلقي عليها وتأكدت أن حَدثي لايُخطأ.
صعدت مسرعه لاعلم مابها 
وإذ بها تخبرني أن وهبها رحيل ليس كأي رحيل 
-بم تفكرين الآن 
- أفكر في روح سكنت روحي فغدت لروحي الروح 
استفزتني عبارتها أيحق له أن يرحل متى شاء ويدعها في حالة أقرب للهذيان ورغم ذلك لازالت تعتبره بمثابة الروح!؟
بَقيتْ أشهر على هذه الحالة تتصل بلا إجابة وكل ما كان يصل بينهم إنقطع بشكل مفاجأ ودون أي انذار مسبق.
إلى أن أجبرتها أمها للخروج للتسوق ، لعلّ ذلك يحسن من حالتها النفسية
وعلى بعد أمتار قليل 
بينهما رأته ولكن قبل أن تركض مسرعة إليه سبقتها إليه من هي أشد دهاء منها 
صديقتها المقربة كانت قد إستولت عليه وعلى رجولته المهزوزه ،وعلى غريزة عدم الإكتفاء بحبٍ واحد.
تلك التي كانت تحدثها دائماً عنه، وتخبرها بأدق التفاصيل عنه <>
أوقعت به في شِباكها .<
تجمدت لبرهة ومن ثم جمعت كل مالديها من كبرياء واقتربت منهم مهنئة لهم 
واقتربت وهمست في أذنه
يوم رحيلك سقطت من عيني دمعة ... وسقطت معها أنت...
لتنهي بتلك الكلمات أحلامها ويموت في قلبها فستانها المرصع بالحب 
قد كانت تخاف أن تفرقهما الحرب إلا أن خذلانه وصديقتها كانا أشد قسوة من الحرب 
فاختصرت ألمها بدمعة ...
واستجمعت قوة كبريائها بابتسامة ساخرة على ما حدث...
عروبة الحمد
سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق