الأربعاء، 17 فبراير 2016

(صَفحاتُ التَّرقُب)...للمبدع / احمد ابو ماجن / العراق ....

(صَفحاتُ التَّرقُب)
إنما الإنسان
مهما كانَّ إنساناً
فلا بدَّ لهُ
أنْ يذق طعمَ وشاياتِ الخُصوم
وَيَخرَ البؤسُ مِن آهاتهِ
مثلما خرَّ أنينُ النَّاي مِن عمقِ الثَقوب
يَستعيدُ الغيثُ صفحاتِ حنينه
ثُمَّ يَمحو شجنَ البَلوى 
وَنَعراتِ الشُّحوب 
بِتفانٍ وَسَأم
كأنفجارِ النَّفسِ ضيقاً كلَّما حلَّ الغُروب
كلُّما حاولَ أنْ لايَكترث
تَستفيقُ الحَشرجاتُ المُبهمات
بينَ ما ابقتْ خُرافاتُ السَّقم
وَلهذا قمتُ مِن بينَ تُرابي
ابتغي وصلاً يَجيزُ العَيش 
مِن دونَ عَذابِ
فَترعرعتُ على إلهامِ عينيها التي
رَسمتْ لي جنةً مِن نورِها
عندَ ذاك اليختِ فِي أحضانِ دجلة
قد سَقتني الإبتسامة
وَاحاطتني بِما في سورِها
مِن حنينٍ وَشعورٍ وَاستقامة
لم أكنْ أعلمُ أنْ الخمرَ مِنها
يَقطرُ شيئاً فَشيئاً
مِن شِفاها كَكلام
لم أكنْ أعلمُ أنْ الودَّ يَنقادُ إليها
مِثلما تَنقادُ حباتُ النَّدى
لِتحطَ فوقَ أوراقِ الورودِ بِهيام
مِثلما تَغفو على الأغصانِ 
جَفناتُ الحَمام
قربُها منِّي يُثيرُ الإشتعال
بعدُها عنِّي غليظُ الإحتيال 
وأنا مابينَ هَذينِ مُنَمق
بِترابٍ وَخضابٍ وَصُدود
كلُّما قلتُ وَصلتُ
يَلتوي دَربي على نَفسهِ حتى
يَتعجرف
بِتلالٍ وَسهولٍ وَجبالٍ وَسدود
وَاعود
مِثلما كنتُ قديماً 
انتشي المَوتَ لِوحدي
دونَ أنْ يَدركَ مَثوايَّ شُهود
وَالنَّوارس
شَاهداتٌ عندما حَلن بِقربِ الثَّكنات
يَنظرن المَوتَ لكنْ يَضحكن
يَشبهن القُنبلات
قد يُثيرن مَمات الوَصل 
فِي لحظةِ عِشق
أو يَغيضن تَراتيلَ شِكاياتِ النَّظر
بِهبابٍ مِن فيافي الكَدمات
ااااه يَاربي وَربَّ النَّسمات
آتِني مِنها
بِرشفاتٍ على شَكلِ غُيوم
تَشرحُ الصَّدر الذي احتلهُ دخان التَّرقب
فَلسانُ القَلبِ يَنبض :
اترقبْ
اترقبْ
اترقبْ.......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق