دراستي الموجزة لنص المبدع الكبير عبد الجبار فياض ( المتاريس )
Abd Uljabar Fyad
المتاريس
منذُ أنْ أوقدَ النّمرودُ ناراً . . .
لوّنتْ صِبغةُ وجهِهِ قدميْهِ يهوذا . . .
دخلَ الفيلُ من عيونِ المدينة . . .
والحطبُ يُجمعُ . . .
الظلامُ مشغولٌ بصُنعِ الأقنعة . . .
لا غيرَ الأخضرِ يتبعُهُ الجّرادُ عيوناً . . .
الجماجمُ الفارغةُ
تتسوّلُ قطْراً من قيظ . . .
. . . . .
أيَّتُها المتاريسُ الرّاقدةُ على مُنحنى زمنٍ أجوف . . .
كفِّ عفريتٍ
يسلخُ من النّهار قطعاً
يُغطّي أطرافَ ليْلهِ الممتدِّ جدْبَ سنواتِ الاحتراق . . .
متى تتشظّين لرجمِ زمنكِ المسفوحِ دماً على بوّاباتِ الشّمس ؟
دعي السّكونَ يذوب . . .
الأمواجَ تصدمُ صخورَ الشّاطئ . . .
السّفنُ
لا ترسو على موانئَ ميّتة . . .
لا أبشعَ مِنْ ذبحٍ بسكينِ خوف !
لكنْ
بينَ موتيْنِ عِرقٌ ينبُض
يحملُهُ وجعٌ من أكاذيبِ الفتحِ الأسود . . .
يشتمُها
تشتمُهُ كُلَّ يوم
بعيونٍ جاحظة
سيقانٍ عارية
جامدةٍ على صورٍ
تيبّستْ على حافاتِ
بطاقاتِ مرورٍ مُزّقتْ للضّفةِ الأخرى . . .
. . . . .
أيَّتُها السّدودُ الحُمر
على غفلةٍ
كانَ لكِ أنْ تقضمي غضَّ سنينٍ . . .
ابتلعتْ سكوتَها رغمَ مرارتِه . . .
أكانَ سقراطُ يحاورُ كأسَهُ
أنَّ الموتَ قدْ يكونُ سائغاً شرابُهُ أحياناً
وقتَ حُشرَ بلباسٍ تضيقُ به الأنفاسُ ؟
رصاصةٍ يتوسّدُها هيمغواي ؟
لا
ليسَ كذلك . . .
الأغصانُ الذّابلةُ ليستْ ميّتة . . .
خيطٌ رفيعٌ
يشدُّ مولوداً لحياة . . .
عصفورٌ بصغيريْه
يرسمُ فضاءً بلا حدود !
. . . . .
يُعصرُ الألمُ
أتُراهُ لوناً يُرى ؟
خمرةً يحتسيها ليلٌ أُغلقتْ منازلُ قمرِه ؟
أم إنَّهُ قبسٌ من نارٍ تُشعلُ هشيماً ؟
كيفَ لهُ أنْ يكونَ مطرقةً
سنداناً
يداً مُتشققةً
تقرأُ جِلدَ الخيانة ؟
اختلفوا بمرارةِ حروفِه
لكنَّهم اتفقوا على نحتِه للحجر . . .
. . . . .
الشّيطانُ
حينَ يُقذفُ بجوعٍ تكوّرَ سجّيلاً
يشتري الوهمَ بأكداسٍ من ذَهَب
يغرسُهُ فسيلاً عند كُلِّ باب
لعلَّ ما خابَ يُصيب !
. . . . .
ما شُقَّ للحياةِ جيب
الأصنامُ
الأقنعةُ
السّكاكينُ
تُصنَع . . .
كُلُّ الأشياءِ قدْ تُصابُ بالصّمم
تَخرس
تعشو
خلا ما كانتْ جذورُها كوناً غيرَ مُرتَهَن ! عشقتْ طينَها على شوكِ قتاد
جُرحٍ نازف
رغيفٍ مُرّ !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض
آذار /2017
...........................
الدراسة /
شاعرنا ( الجبار ) الحرف : يسلُّ مسلةً نص جديد ، يؤنسن فيه ذاتية همِّه ، ويماهي ، في صيرورتهِ الحدثية التشكُّلية، رؤاه الشعرية
( فلا اثر لصوت الانا لاظاهرا ولا استتارا ) ، مع موضوعية (إنتاجه ) ، من اجل إرسال اشارات دلالية اشعائية الخطاب،{ المتاريس ، النمرود / يهوذا / دخل الفيل من عيون المدينة
/ مقاربة اشاراتية للاية القرآنية ( حتى يلجَ البعير في سًّم الخياط ) / الأخضر / سقراط / هيمنغواي ْ} ، ف كل مفردة من هذه المفردات ، صيّرتها موضوعية الشاعر
النصية ( حياديته بعدم انتقائه معنى محدد لها ) ، مرسِلاً اشاراتياً متعدد الدلالة ، مكّنت الخطاب النصي ، من الوصول الى اوسع شريحة قرائية ، وفارب بمضمونه ، بهذه المسافة الفهمية او تلك ، وعي القراء ، حسب عمقه الثقافي ،
بهذا ، فان عتبة النص ( المتاريس ) هي المرسلة الاولى ، التي تبعث باشارة متضادة الدلالتين ، توحي للقاريء انه سيلج عالم نص ( طبقي القراءة ) ، وهو بالتالي
متعدد التاويلات ، فلا تحديدا للمقاصد ، ولا مرجعية فهمية للاشارات ، واكتشاف مساقط الخطاب في وعي المتلقي ( تحقق غرضه / معناه ) يتطلب اكتشاف ( البحث ثم الوصول )
الدواعي / المبررات ، القصدية لمرسلاته ، ( النص من النصوص الغائية ) ،فالمتاريس قد تكافيء الامان والحماية من خطر ما ( كتلك الحواجز التي يُستتر وراءها إتقاءَ
خطر او عدو ما في مواضع الازمات او سوح القتال او الاضطرابات ، وقد تكافيء ماهو ضد تلك الدلالة حين تكون حواجزاً متحكمة ( مانعة او مُغيِّرة ) لحركة الاخرين ( الحركة
فعل حي ضد السكون فعل انطفاء) ، او ان تمثل تمتكن توقف قسري ( كما في نقاط التفتيش
) لملاحقتهم واعتقالهم ( الرمزية الترويعية / ضد الطمآنينة ) ، وهذه البنائية اللغوية ( تضادية دلالَتين لمرسل واحد ) للعتبة، تمثل مفتاحاً قرائياً عة اولاً ، يوحي بوجود مفاتيح اخرى
موزعة في بنية الاشارات الدلالية الاشعائية السالفة الذكر يمكن الحصول عايها بتفكيك هذه الاشارات ، وبتوفرها بمكن تفكيك النص عموما ... دمت ألقاً مبدعا ايها الشاعر القدير
Abd Uljabar Fyad
المتاريس
منذُ أنْ أوقدَ النّمرودُ ناراً . . .
لوّنتْ صِبغةُ وجهِهِ قدميْهِ يهوذا . . .
دخلَ الفيلُ من عيونِ المدينة . . .
والحطبُ يُجمعُ . . .
الظلامُ مشغولٌ بصُنعِ الأقنعة . . .
لا غيرَ الأخضرِ يتبعُهُ الجّرادُ عيوناً . . .
الجماجمُ الفارغةُ
تتسوّلُ قطْراً من قيظ . . .
. . . . .
أيَّتُها المتاريسُ الرّاقدةُ على مُنحنى زمنٍ أجوف . . .
كفِّ عفريتٍ
يسلخُ من النّهار قطعاً
يُغطّي أطرافَ ليْلهِ الممتدِّ جدْبَ سنواتِ الاحتراق . . .
متى تتشظّين لرجمِ زمنكِ المسفوحِ دماً على بوّاباتِ الشّمس ؟
دعي السّكونَ يذوب . . .
الأمواجَ تصدمُ صخورَ الشّاطئ . . .
السّفنُ
لا ترسو على موانئَ ميّتة . . .
لا أبشعَ مِنْ ذبحٍ بسكينِ خوف !
لكنْ
بينَ موتيْنِ عِرقٌ ينبُض
يحملُهُ وجعٌ من أكاذيبِ الفتحِ الأسود . . .
يشتمُها
تشتمُهُ كُلَّ يوم
بعيونٍ جاحظة
سيقانٍ عارية
جامدةٍ على صورٍ
تيبّستْ على حافاتِ
بطاقاتِ مرورٍ مُزّقتْ للضّفةِ الأخرى . . .
. . . . .
أيَّتُها السّدودُ الحُمر
على غفلةٍ
كانَ لكِ أنْ تقضمي غضَّ سنينٍ . . .
ابتلعتْ سكوتَها رغمَ مرارتِه . . .
أكانَ سقراطُ يحاورُ كأسَهُ
أنَّ الموتَ قدْ يكونُ سائغاً شرابُهُ أحياناً
وقتَ حُشرَ بلباسٍ تضيقُ به الأنفاسُ ؟
رصاصةٍ يتوسّدُها هيمغواي ؟
لا
ليسَ كذلك . . .
الأغصانُ الذّابلةُ ليستْ ميّتة . . .
خيطٌ رفيعٌ
يشدُّ مولوداً لحياة . . .
عصفورٌ بصغيريْه
يرسمُ فضاءً بلا حدود !
. . . . .
يُعصرُ الألمُ
أتُراهُ لوناً يُرى ؟
خمرةً يحتسيها ليلٌ أُغلقتْ منازلُ قمرِه ؟
أم إنَّهُ قبسٌ من نارٍ تُشعلُ هشيماً ؟
كيفَ لهُ أنْ يكونَ مطرقةً
سنداناً
يداً مُتشققةً
تقرأُ جِلدَ الخيانة ؟
اختلفوا بمرارةِ حروفِه
لكنَّهم اتفقوا على نحتِه للحجر . . .
. . . . .
الشّيطانُ
حينَ يُقذفُ بجوعٍ تكوّرَ سجّيلاً
يشتري الوهمَ بأكداسٍ من ذَهَب
يغرسُهُ فسيلاً عند كُلِّ باب
لعلَّ ما خابَ يُصيب !
. . . . .
ما شُقَّ للحياةِ جيب
الأصنامُ
الأقنعةُ
السّكاكينُ
تُصنَع . . .
كُلُّ الأشياءِ قدْ تُصابُ بالصّمم
تَخرس
تعشو
خلا ما كانتْ جذورُها كوناً غيرَ مُرتَهَن ! عشقتْ طينَها على شوكِ قتاد
جُرحٍ نازف
رغيفٍ مُرّ !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض
آذار /2017
...........................
الدراسة /
شاعرنا ( الجبار ) الحرف : يسلُّ مسلةً نص جديد ، يؤنسن فيه ذاتية همِّه ، ويماهي ، في صيرورتهِ الحدثية التشكُّلية، رؤاه الشعرية
( فلا اثر لصوت الانا لاظاهرا ولا استتارا ) ، مع موضوعية (إنتاجه ) ، من اجل إرسال اشارات دلالية اشعائية الخطاب،{ المتاريس ، النمرود / يهوذا / دخل الفيل من عيون المدينة
/ مقاربة اشاراتية للاية القرآنية ( حتى يلجَ البعير في سًّم الخياط ) / الأخضر / سقراط / هيمنغواي ْ} ، ف كل مفردة من هذه المفردات ، صيّرتها موضوعية الشاعر
النصية ( حياديته بعدم انتقائه معنى محدد لها ) ، مرسِلاً اشاراتياً متعدد الدلالة ، مكّنت الخطاب النصي ، من الوصول الى اوسع شريحة قرائية ، وفارب بمضمونه ، بهذه المسافة الفهمية او تلك ، وعي القراء ، حسب عمقه الثقافي ،
بهذا ، فان عتبة النص ( المتاريس ) هي المرسلة الاولى ، التي تبعث باشارة متضادة الدلالتين ، توحي للقاريء انه سيلج عالم نص ( طبقي القراءة ) ، وهو بالتالي
متعدد التاويلات ، فلا تحديدا للمقاصد ، ولا مرجعية فهمية للاشارات ، واكتشاف مساقط الخطاب في وعي المتلقي ( تحقق غرضه / معناه ) يتطلب اكتشاف ( البحث ثم الوصول )
الدواعي / المبررات ، القصدية لمرسلاته ، ( النص من النصوص الغائية ) ،فالمتاريس قد تكافيء الامان والحماية من خطر ما ( كتلك الحواجز التي يُستتر وراءها إتقاءَ
خطر او عدو ما في مواضع الازمات او سوح القتال او الاضطرابات ، وقد تكافيء ماهو ضد تلك الدلالة حين تكون حواجزاً متحكمة ( مانعة او مُغيِّرة ) لحركة الاخرين ( الحركة
فعل حي ضد السكون فعل انطفاء) ، او ان تمثل تمتكن توقف قسري ( كما في نقاط التفتيش
) لملاحقتهم واعتقالهم ( الرمزية الترويعية / ضد الطمآنينة ) ، وهذه البنائية اللغوية ( تضادية دلالَتين لمرسل واحد ) للعتبة، تمثل مفتاحاً قرائياً عة اولاً ، يوحي بوجود مفاتيح اخرى
موزعة في بنية الاشارات الدلالية الاشعائية السالفة الذكر يمكن الحصول عايها بتفكيك هذه الاشارات ، وبتوفرها بمكن تفكيك النص عموما ... دمت ألقاً مبدعا ايها الشاعر القدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق