الاثنين، 13 مارس 2017

( كلاكيت ...سكوت ..ألم )/ بشرى الجوراني / العراق ,,,,

( كلاكيت ...سكوت ..ألم )
اجساد سائرة ككتل لحم متراصة .البائعون تصدح اصواتهم بآيات الترغيب لبست الظهيرة أثوابها الحارة لتلقي الوداع على صباح رتيب ،العربات تجر سائقيها بهموم العيش،
مع سياط التوسل لشحاذين ليس للعمر حدود معهم بين طفل وامرأة وشيخ يتشبث بالنفس الأخير لحياة ساقها الألم اعوام
 الأغاني تضفي شيئاً من الامل مع قليل من ضحكات شباب في اول مهارات اصطيادهم لفراشات الربيع فقد حان وقت خروجهن والحماسُ موجات ضحك وتهافت نبض اشتد به الشوق
كانت (صبرية )تمشي بهدوء لتخفف شدة صراخ اقدامها التي كانت  تستغيث من الوجع وان حاولت عصاها التي تستعين بها ان تهون من مشاق اقدام كبلتها ارهاصات السنين باوجاعها
كانت عباءتها قد توسطت رأسها آيلة الى السقوط فكانت فرصة للشوراع ان تمسح وجهها  بتلك الاطراف لتهديها هي الاخرى بقع بنية اللون زينة لها جراء تراكم الأوساخ عليها
يقطع افكارها المهمومة صوت صبي يدفع بعربته محاولا ايجاد طريق له
(حجية اشوية طريق )
ألتفتت اليه ببرود وراحت تتنحى عنه ولعلهاوجدتها فرصة كي تريح ظهرها  من المسير بعد رجوعها من المستوصف ومعالجتها لأمراض ٍ قررت مصاحبتها معها على مر الزمن المتبقي لها
جلست متكئة قرب حائط قديم وهي تسسلى بالنظر الى المارة حيثما يهدأ نفسها المتعب
 كان بالقرب منها بائع اطعمة رخيصة يحاور صاحبه ليخرج ما في جوفه من ألم العازة لا يدري كيف يقطع لسان صاحب البيت المطالب بأيجاره والعسر مكبلا يداه بالضيق
تمر سيارة صغيرة قاطعة طريق المارة كادت ان  تدهس طفلا كان ينظر بأندهاش لحياة يراها ملونة واصوت كثيرة لا يميز بعضها عن بعض سارية بداخله نشوى الاكتشاف
فزعت الام فحملت طفلها واحتضنته رامقة صاحب السيارة بنظرات متوحشة
بعينين تدوران بحذر يطالع المارة وهو يحاول ان يعيش لحظة التمتع  بانفاسه الاخيرة وعالم سيودعه غير آسف عليه وأن كان هناك شيء بداخله يرجوه للبقاء ولكن الاعذار جاءت كحجر قابيل لتزهق ما بقى منه من تردد وخوف
انهم يستحقون كما استحق انا
كلانا سيموت ولكن وجهتنا ستختلف
انهن بأنتظاري .. البيض الكواعب الاترابِ
اما هم فزابانية النار ستسوقهم كالنعاج
الى قاع عذابهم المنتظر ...هؤلاء الكفرة الفجرة عبدة الدنيا وعبيدها
 الهي ها انا اضحي فلابد لك من ان تقدر ما اقدمه لك من دمي ونفسي وتفي بوعدك لعبادك المتقين امثالي
كان منشغلا بأفكار تطربه وتدغدغ امانيه حينما شعر بثقل
يرتمي على كتفه ليرى عينين سوداوين تتفحصانه
- اين هويتك ؟؟
تفاجأ بوجوده خلفه رجل اسمر يرمقه  بنظرة ثاقبة انه ظابط كلب من كلاب الكفر اشتد سعير الحقد به لم يكن يعرف بماذا يردُ عليه فاسترهبه الموقف ظل صامتا لبرهة سارعت الشكوك تدق كناقوس في ذهن الضابط فنزلت عيناه على جسده كي يتفحصه اكثر لاحظ وجود شيء بيده يحاول الضغط عليه
حاول ان يستدرك الامر استنجد بصوته
ايها الناس فروا من اقداركم انه صانع الموت يلقي بنيرانه عليكم
واشتد صراع الموت والحياة من سياخذ راية الانتصار ؟؟
 كتلة من اللهب انفجرت لتحيط بألسنتها اجساد حاولت النجاة لترتفع بعد ذلك وتستحيل الى امطار لحم متساقطة
يشتد جنون الفزع بشظايا تطايرت لتغوص بعد ذلك باللحوم كسهام طائشة
عويل الاسعاف يزيد من هول اللعنات التي تصب على رؤوس السلاطين
في حين كانت جنود السماء قد استعدت
لسوق عرائس الموت زمرا
وتسيق من اشعل الجحيم الى درك عشقه الاسود ...
 .
يسود الدخان اوجه السوق كعزاء مرتديا سواده وآهات الألم تخنق عبرات الأنفس بضجيج بكاء
بينما كانت النوارس تبكي لدجلاها
 كان اسفلت الضمير ....يتشرب دماءه ببطئ متلذذ
# بشرى الجوراني #

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق