فرق المهجر ...
فرقة ينابيع المسرحية ... السويد
فرقة ينابيع المسرحية ... السويد
قراءة لمسرحية المركب
................................
قراءة : حسن نصراوي
.......................................
يواصل مثقفوا المهجر حراكهم الثقافي والجمالي في اشتغالات عدة من خلال اللوحة والقطعة الموسيقية والفنون المسرحية وحتى الدراما في حدودها المتاحة من اذاعات وتلفزيون وايضا الكتابات البحثية التخصصيه في مجال الاداب عامة ... الهاجس المهيمن عندهم التواصل مع الوطن وما يعيشه من صراعات وضواغط اجتماعية او سياسية وحتى ثقافية ... رغم الامكانات المحدودة وضيق الفضاء لهم ... لكن هناك السعي الحثيث من اجل اولا تفريغ ما في داخلهم من اغتراب داخلي وصراع الغربه المرير والتلامس الروحي مع ما يعيشه ابناء جلدتهم في داخل الوطن ... يشفع له مايحملوه من رؤى وافكار في المخيلة والعقلية والذهنية وتفجيرها من خلال منجز يحسب لهم في البقاء في دائرة التواصل المعرفي والثقافي وايضا تلاقح للافكار والمدارس في بلادن مهجرهم ... تعقد الورش المسرحية لتنفث ما بداخله من هموم وارهاصات مشترك مع ابناء وطنهم والوعات المشتركة في مصير بلدانهم وما تعيشه من صراع مستديم ...ربما هناك المعاناة اكبر واكثر ايلاما ...ثمن الغربة والوطن المبتلى ... جهود حثيثه ومتواصله وفيها من الشقاء بسبب عامل الوقت والتفرع للعمل المسرحي الذي يحتاج الى وقت وجهد وامكانيات تقنيه ومالية وهناك تحسب الدقيقة بثمن ....لكن يتسامون فوق طاقتهم البدنية وينكرون ذاتهم من اجل تقديم ماهو يلامس واقع مجتمعهم المرير ويقول نحن معك ولن ننسلخ عنك والغربة تجلدنا للحنين اليك ... <br>
وسط الخراب والتهجير والحروب والفقر التى تجّر الانسان بعيدا عن انسانيته لتعمق حالة الاغتراب التى يعيشها المواطن، يظهر العمل المسرحى الجديد لفرقة ينابيع المسرحية اسمه المركب قوة العمل المسرحى الذى قدمته فرقة ينابيع، ويكمن في بساطته وعمقه الإنساني. العمل يدور حول فكرة ازلية عن الحب الدى يولد وسط الخراب ليتشبث ويمسك بالمستقبل كما يراه ليوكد انسانيته وسط حالة الخراب الذى يعيشه البلد وكطريقة لرفض ما يمارس على الانسان البسيط من استلاب لقيمه وحضارته تحت شعارات الدين والطائفية. يقدم العمل شخصيتين من الناس البسطاء، الرجل الذى لا يقرأ ولا يكتب ولكنه من امهر الحرفيين فى صناعة آلة العود، المهنة التى ورثها عن الاجداد وابدع فيها، يُحارب وتحطّمّ ورشته واعواده باسم الدين، فيهرب الى مركب مهجور متظاهرا بالجنون للحفاط على حياته وعلى عود جدّه، وفى الجهة الاخرى تشتد حملة التطهير الطائفى بقتل الناس لتلجأ امرأة هاربة من ميليشيات القتل والموت الى المركب المهجور. لقاء الضحيتين جسده الفنان سلام الصكر والفنانة نضال عبد الكريم على مدى ساعة وربع. امتاز العمل بالايقاع السريع والحركة الانسيابية وتجسيد متألق من الفنانين سلام ونضال حيث استطاعا ان يحافظا على يقظة الجمهور متعاطفا معهما من خلال بناء وتطور الشخصيات بشكل متصاعد ومقنع مع الحفاظ على ايقاع العمل وتصاعده بشكل منطقي متزامن مع احداث المسرحية مع الكثير من ومضات الكوميديا السوداء المنتقدة لظروف الحياة اليومية التي يعيشها المواطن العراقي. تحول جميل وانسيابى لشخصية الرجل من انسان حوله الخوف الى اهمال لنفسه وعدم الثقة بما يحيطه، الى عاشق يتغزل بالنجوم. وكذلك نحن امام شخصية المرأة المدرسة الواعية لما يجرى حولها، تقاوم الظروف المحيطة بها اجتماعيا وتعى جيدا ان الحروب منعتها من تحقيق ذاتها بالأمومة، وشاهدنا تجسيدا متميزا للممثلة نضال لشخصية المرأة خاصة بعلاقتها مع طالباتهافي مسرحية المركب جاءت الثيمة للمسرحية حاسمة في كشفها للفكر الطائفي المقترن بالسياسي.وقد عبرت بأدانة صريحة لهذا المرض الطفيلي الذي لا ينتج عنه والتزمت به غير المآسي الديكور كان عبارة عن اشرعة مهلهلة لمركب مهجور وجرى استخدام هذة الاشرعة بشكل جيد لتوصيل فكرة المسرحية، وكان موفقا في خدمة اداء الممثلين. العمل اعتمد بشكل كبير على قدرات الممثلين الذين قدموا اداء جميلا ممتعا ذا حرفية ومهنية عالية. الموسيقى كانت موفقة فى بعض المشاهد وساعدت على اضفاء جو من المرح على اجواء المسرحية. عمل جميل متميز وسط ما نعيش من اجواء الأحباط والترقب منحنا المركب مع ركابه ساعة وربع من البهجة واعطانا جرعة بالتفاؤل لمستقبل أفضل
العمل من تأليف واخراج الفنان سلام الصكر ...
تمثيل : نضال عبدالكريم
وسلام الصكر
الادارة المسرحية والديكور : صلاح الصكر
اختيار الموسيقى : سومه سامي
تنفيذ : رتاب الاميري
يواصل مثقفوا المهجر حراكهم الثقافي والجمالي في اشتغالات عدة من خلال اللوحة والقطعة الموسيقية والفنون المسرحية وحتى الدراما في حدودها المتاحة من اذاعات وتلفزيون وايضا الكتابات البحثية التخصصيه في مجال الاداب عامة ... الهاجس المهيمن عندهم التواصل مع الوطن وما يعيشه من صراعات وضواغط اجتماعية او سياسية وحتى ثقافية ... رغم الامكانات المحدودة وضيق الفضاء لهم ... لكن هناك السعي الحثيث من اجل اولا تفريغ ما في داخلهم من اغتراب داخلي وصراع الغربه المرير والتلامس الروحي مع ما يعيشه ابناء جلدتهم في داخل الوطن ... يشفع له مايحملوه من رؤى وافكار في المخيلة والعقلية والذهنية وتفجيرها من خلال منجز يحسب لهم في البقاء في دائرة التواصل المعرفي والثقافي وايضا تلاقح للافكار والمدارس في بلادن مهجرهم ... تعقد الورش المسرحية لتنفث ما بداخله من هموم وارهاصات مشترك مع ابناء وطنهم والوعات المشتركة في مصير بلدانهم وما تعيشه من صراع مستديم ...ربما هناك المعاناة اكبر واكثر ايلاما ...ثمن الغربة والوطن المبتلى ... جهود حثيثه ومتواصله وفيها من الشقاء بسبب عامل الوقت والتفرع للعمل المسرحي الذي يحتاج الى وقت وجهد وامكانيات تقنيه ومالية وهناك تحسب الدقيقة بثمن ....لكن يتسامون فوق طاقتهم البدنية وينكرون ذاتهم من اجل تقديم ماهو يلامس واقع مجتمعهم المرير ويقول نحن معك ولن ننسلخ عنك والغربة تجلدنا للحنين اليك ... <br>
وسط الخراب والتهجير والحروب والفقر التى تجّر الانسان بعيدا عن انسانيته لتعمق حالة الاغتراب التى يعيشها المواطن، يظهر العمل المسرحى الجديد لفرقة ينابيع المسرحية اسمه المركب قوة العمل المسرحى الذى قدمته فرقة ينابيع، ويكمن في بساطته وعمقه الإنساني. العمل يدور حول فكرة ازلية عن الحب الدى يولد وسط الخراب ليتشبث ويمسك بالمستقبل كما يراه ليوكد انسانيته وسط حالة الخراب الذى يعيشه البلد وكطريقة لرفض ما يمارس على الانسان البسيط من استلاب لقيمه وحضارته تحت شعارات الدين والطائفية. يقدم العمل شخصيتين من الناس البسطاء، الرجل الذى لا يقرأ ولا يكتب ولكنه من امهر الحرفيين فى صناعة آلة العود، المهنة التى ورثها عن الاجداد وابدع فيها، يُحارب وتحطّمّ ورشته واعواده باسم الدين، فيهرب الى مركب مهجور متظاهرا بالجنون للحفاط على حياته وعلى عود جدّه، وفى الجهة الاخرى تشتد حملة التطهير الطائفى بقتل الناس لتلجأ امرأة هاربة من ميليشيات القتل والموت الى المركب المهجور. لقاء الضحيتين جسده الفنان سلام الصكر والفنانة نضال عبد الكريم على مدى ساعة وربع. امتاز العمل بالايقاع السريع والحركة الانسيابية وتجسيد متألق من الفنانين سلام ونضال حيث استطاعا ان يحافظا على يقظة الجمهور متعاطفا معهما من خلال بناء وتطور الشخصيات بشكل متصاعد ومقنع مع الحفاظ على ايقاع العمل وتصاعده بشكل منطقي متزامن مع احداث المسرحية مع الكثير من ومضات الكوميديا السوداء المنتقدة لظروف الحياة اليومية التي يعيشها المواطن العراقي. تحول جميل وانسيابى لشخصية الرجل من انسان حوله الخوف الى اهمال لنفسه وعدم الثقة بما يحيطه، الى عاشق يتغزل بالنجوم. وكذلك نحن امام شخصية المرأة المدرسة الواعية لما يجرى حولها، تقاوم الظروف المحيطة بها اجتماعيا وتعى جيدا ان الحروب منعتها من تحقيق ذاتها بالأمومة، وشاهدنا تجسيدا متميزا للممثلة نضال لشخصية المرأة خاصة بعلاقتها مع طالباتهافي مسرحية المركب جاءت الثيمة للمسرحية حاسمة في كشفها للفكر الطائفي المقترن بالسياسي.وقد عبرت بأدانة صريحة لهذا المرض الطفيلي الذي لا ينتج عنه والتزمت به غير المآسي الديكور كان عبارة عن اشرعة مهلهلة لمركب مهجور وجرى استخدام هذة الاشرعة بشكل جيد لتوصيل فكرة المسرحية، وكان موفقا في خدمة اداء الممثلين. العمل اعتمد بشكل كبير على قدرات الممثلين الذين قدموا اداء جميلا ممتعا ذا حرفية ومهنية عالية. الموسيقى كانت موفقة فى بعض المشاهد وساعدت على اضفاء جو من المرح على اجواء المسرحية. عمل جميل متميز وسط ما نعيش من اجواء الأحباط والترقب منحنا المركب مع ركابه ساعة وربع من البهجة واعطانا جرعة بالتفاؤل لمستقبل أفضل
العمل من تأليف واخراج الفنان سلام الصكر ...
تمثيل : نضال عبدالكريم
وسلام الصكر
الادارة المسرحية والديكور : صلاح الصكر
اختيار الموسيقى : سومه سامي
تنفيذ : رتاب الاميري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق