الخميس، 1 يونيو 2017

8 - 8 - 1988... يوميات كاظم سلوم/ العراق ,,,

8 - 8 - 1988... يوميات كاظم سلوم
اذيع بيان انتهاء الحرب ،الجميع يجلس قرب المذياع ، لم نصدق ما سمعنا ، الجميع يقول " اسكتوا خلي نسمع " وبدأت الاحتفالات ، رغم ان انتهاء الحرب تعني وقف اطلاق النار ، لكننا احتفلنا باطلاق النار وبكثافة ، لتعبير عن فرحنا بانتهاء حرب اعتقدنا انها لن تنتهي ، لم يبخل الجار المنزعج من انتهاء الحرب بالاحتفال هو الاخر على طريقته الخاصة ، لكن برشقة من قذائف راجمة ، سقطت بالقرب من حافة الكتيبة الترابية ، ثم تلاها برشقة مدفعية " لا يمناعيل الوالدين ، مايريدون يبطلون الحرب ، ولكم خلينا نحمسهم بكم قذيفة بالحشوة الكاملة " قال العريف عواد عذيب ناهي ، ضحكنا ، البعض وافق على الفكرة ، والاخر اعترض .
 بدأت رحلة الاحلام بالتسريح من الجيش وانتهاء الخدمة الالزامية ، لكن الامر لم يكن كذلك ، فبدل من تسهيل معاملات التسريح والعفو عمن ارتكب جرائم خفيفية ، بدأت التعقيدات ، محاسبة على " الكونية " انك تخلفت عن السوق لمدة اسبوعين في العام 1980 ، وماذا عن الجرح الاصابة التي لحقت بي ، وساعاني منها طيلة حياتي ، ماذا عن ليالي البرد والحر التي قضيتها لثمان سنين ، ماذا عن حرقة الالتحاق والمطر المنهمر علينا في كراج النهضة ، والركض وراء باصات الريم ، ماذا عن فراق زوجتي واولادي ، ماذا عن نسيان كل ما درسته في الجامعة ، كيف سأتأقلم مع الحياة المدنية التي افتقدتها لثمان سنين ، كيف سأنسى اصدقائي الذين قتلوا في الحرب .وكم المشاهد البشعة للجثث التي تناثرت أمامي .
 الامر لا يعنينا يجب ان تخدم الايام التي غبت فيها والتي تخلفت فيها عن السوق مضاعفة، وهذا يعني ان تبقى هنا في الساتر لحين اكمال مدة خدمتك .
 البقاء على ساتر معركة لا تطلق فيه رصاصة ، او تسمع فيه صوت قذيفة مدفع ، موحش جدا ، تمنيت لو سمعت صوت اي منها ، البقاء لشهر على ساتر ليس خلفه عدو مضيعة للوقت .
من يوميات بائع الورد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق