الخميس، 1 يونيو 2017

مبدعون في الذاكرة ... ............................... الــرائد المسرحي / المـلا حمـادي --------------------------------------- قلم : حسن نصراوي ..../ العراق ,,,

مبدعون في الذاكرة ...
...............................

الــرائد المسرحي / المـلا حمـادي
 ---------------------------------------

قلم : حسن نصراوي ....
------------------------------------'
 كان العراق في بداية العشرينيات غارقا في الجهل وملتزما بشعائر دينية وعادات قبلية ونعرات عديدة بل كان محروما من الفن والفنانين ومن المسرح فلا تجد في بغداد وهي العاصمة سوى سينما واحدة صامتة وهي (اولمبيا سينما) قبل سنة 1920 والويل لمن يذهب اليها من افراد العوائل المعروفة والمحافظة لمشاهدة فلم سينمائي من الافلام التي كانت تعرض في تلك الدار السينمائية فان من يرتادها انذاك يوصم بالزندقة ويعتبر خارجا عن الاخلاق والادب. اما المسرح فلم يكن موجودا وانما كان اهالي بغداد يرتادون المقاهي وكان في بعضها (القصخون) وبعضها مطرب شعبي او قارئ المقامات امثال (عكار ورشيد القندرجي) وغيرهم من القراء وقد كان في مقهى سبع التي كان موقعها سابقا بموقع قهوة البلدية وملهى الاوبرا يعرض فصل من (القره كوز) من قبل اشخاص اتراك الأصل وبعد ذلك تحولت هذه المقهى ليلا الى (تياترو) وكان يشتغل فيها بعض الموسيقيين اليهود مع رقاص ايضا من اليهود يسمى في ذلك الوقت (شعار)
وفي سنة 1924 قام محمد خالص الملا حمادي الذي هو من عائلة محافظة بتأسيس اول فرقة تمثيلية واخذ يعرض بعض المسرحيات التاريخية على المسارح التي استحدثت لتشغيل التياترو والسينمات التي انشئت لعرض الافلام الصامتة واذكر عن المسرحيات التي اراد عرضها على مسرح (بدر السعادة) الذي كان موقعه مقابل قهوة عارف اغا في الطابق العلوي بجانب فندق وجنة الشارع اعود واذكر اراد خالص الملا حمادي عرض مسرحية (هارون الرشيد) على مسرح (بدر السعادة) كما كان يسمى سابقا فوزع البطاقات مقدما وفي ليلة العرض لبس خالص الملا حمادي ملابس هرون الرشيد ولم يحضر من الممثلين معه سوى ممثل واحد وهو خضوري يهودي.
رفعت ستارة (المرسح) كما يسمونه في ذلك الوقت فاخذ خالص الملا حمادي يلقي دوره ودور غيره من اشخاص المسرحيات ويعربد على الحاجب الذي كان هو خضوري فضج الناس بالصياح وانزعج الجمهور لهذه المهازل كما وان بعضهم ضرب خالص الملا حمادي الذي فر ولم يستطع ان يميز طريقه ومن حسن حظه ان سقط في وسط (ربل) عربة كانت مارة من الشارع خالية من الركاب وهكذا انتهت المسرحية وتخلص خالص الملا حمادي من غضب المشاهدين.. الا ان ذلك لم يثن عزم المرحوم خالص الملا حمادي فقد عرض العديد من المسرحيات في بغداد وخارجها على مسارح يشيدها في بعض المدارس او المقاهي واخر هذه المسرحيات عرض مسرحية (عائدة الشهيرة) على مسرح سينما الوطني سنة 1926 وكان من جملة الممثلين مع فرقته عناية الله محمود وادهم وبهجت الحلاق وخضوري طبعا لانه السكرتير الخاص لخالص الملا حمادي وعدد من الممثلين لا تعرف اسماؤهم.
فاطمة رشدي والفرق العراقية
وبعد سنة 1926 وبعد زيارة فرقة جورج ابيض للعراق وعرض عدة مسرحيات على مسرح سينما الوطني منها عطيل. وعنترة فقد تحمس بعض الشباب والهواة الى العمل المسرحي رغم الصعوبات التي واجهتهم وقساوة القيود العائلية والعادات التي كانت مستحوذة على الناس وزاد شجاعة هؤلاء الشباب بمقاومة ذلك بعد فرقة جورج ابيض وتالفت بعض الفرق سنذكرها تباعا فازداد نشاط هذه الفرق بعد مجيء فرقة فاطمة رشدي مع زوجها عزيز عيد باسم (فرقة فاطمة رشدي صديقة الطلبة) فعرضوا عدة مسرحيات منها (كليوباترا والسلطان عبد الحميد والكبرال سيمون وغيرها) على مسرح رويال سينما وبعد سفر الفرقة برزت عدة فرق تمثيلية اهلية اولها الفرقة التي تأسست سنة 1927 وفرقة المعهد العلمي وجمعية احياء الفن والفرقة العصرية والفرقة الشرقية خلال سنة 1927 لغاية سنة 1931 ولا نغبن جهود بعض من مارس العمل المسرحي في المدارس امثال فرقة حبزبوز وزميله ناصر عوني حيث كانت تعرض بعض المسرحيات الفكاهية الساخرة والهزليات الناقدة على مسارح المدارس كما كانت هناك فرقة لدار المعلمين عرضت عدة مسرحيات منها (فتاة النخيل) والاستعباد وغيرها وكان البطل لهذه الفرقة مير الياهو كما وان هناك فرقة تمثيلية لنادي التقدم من الشباب اليهودي في العراق كانت تعرض بعض المسرحيات طبعا مضمونها وفحواها لصالح تلك الطائفة وكانت غنية بالمعدات المسرحية والملابس التاريخية، كما كانت هناك فرقة تمثيلية في مدرسة الجعيفر تقدم بعض المسرحيات على مسرح مدرستها وهناك فرقة مدرسة التفيض التي عرضت عدة مسرحيات على مسرح مدرستها وعلى مسرح رويال سينما منذ سنة 1925 وكان كل من الاستاذ حقي الشبلي والسيد فاضل عباس من ابرز ممثلي هذه الفرقة ولم يتراجع احدهم عن الكفاح لرفع شأن المسرح والنهوض بالفنان العراقي زمنا طويلا. واستمرت مقاومة الممثل في العراق رغم كل المعاناة التي تحملها والنعوت التي كان يوصف بها، حيث كانوا يسمونه باسماء عديدة منها (قره فوز، وهبش، وشعار ، ومشخص) وغيره واذا سمي ممثل فيلفظ ذلك باشمئزاز او بكل احتقار وان
جميع عوائلهم كانوا يستنكفون من ولدهم لانه ممثل. /

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق