الجمعة، 2 يونيو 2017

(( كالمعتاد ))/ جنان السعدي / العراق,,,

(( كالمعتاد ))
كالمعتادِ 
نرتدي آلامنا معطفاً 
دموعنا نزقُ كالعصافيرٍ 
نوقدُ الشموعَ 
عن أجنحةِ الفراشاتِ نقصُ الحكايا 
عن فضْلَةِ حياة 
عن أرواحِ زهورٍ و ذكريات 
نتوضأُ 
ثمَ نمحو الذاكرة 
كالمعتادِ 
نُحاورُ الموتَ المعلبَ بالصمتٍ 
نلوكُ الألسنَ 
بالكذبِ على أنفسنا 
نرسمُ الفواجعَ 
لوحات في الطرقاتِ 
على أرصفةِ العناءِ 
بغيثِ أوعيةِ الحياةِ نغتسل 
كالمعتادِ 
نُسابقُ اللهيبَ 
نمحو كلَ آثارِ الجريمةِ و الخرابِ 
لا 
لا عقاب 
خجولٌ هو العتاب 
نلبسُ السوادَ 
بعدَ إذنكَ يا غراب 
بعضنا يواسي بعضنا 
يهنيءُ بعضنا 
ب حورِ العينِ والجِنان 
و موائدِ الثواب 
كالمعتادِ 
يُعلنُ المذياعُ 
شهيدٌ و بضعةُ جريح 
تقهقرَ الأعداءُ 
هذا فِعْلُ مَنْ فقدَ الصواب 
الوضعُ تحتَ السيطرة 
رحمَ اللهُ مَنْ سكنَ الثرى 
و التحفَ التراب 
كالمعتادِ 
يستنكرُ الأغرابُ 
بعدَ إفطارٍ شهي 
يطرقُ الأجلافُ زهواً 
نخبَ الأنتصار 
فقدْ زهقَ الطفلُ والشجرُ 
و حلَّ الدمارُ ديارَ الكفّارِ 
يدٌ مبتورةٌ هنا 
عباءةٌ هناك 
بقايا حَمامٍ فوقَ أسلاكِ مئذنةٍ 
و أجراسِ كنيس 
بياضُ خمارٍ لعروسٍ و عريس 
عينانِ تبرقانِ تحتَ طاولةٍ 
لشيخٍ .. صبيٍ أو فتاة 
على جادةِ طريقٍ يشتعل 
بعتبٍ تنظرانِ للسماءِ 
كالمعتادِ 
في رمضاننا هذا 
و الذي فات 
سنُحيي الأضحى 
على التلفازِ في الأسواقِ والطرقات 
بالتهاني و التبريكات 
غادرَ الأحبابُ 
جزءٌ من الماضي 
باتوا رُفات 
كالمعتادِ 
ننتظرُ المزيدَ 
تقصيرٌ 
ثغرةٌ 
بيانُ إنتصارٍ 
تصريح
اتهاماتٌ ترهات 
وعودٌ بالثأرِ 
كالمعتادِ 
سيطراتٌ عسكرية 
سيطراتٌ أمنية 
قطعٌ للشوارعِ و الأرزاق 
تطحننا ماكنةُ الموتِ المؤجلِ
مصالحٌ مشتركة 
ساسةُ الحكومةِ والبرلمان 
أحزابٌ هنا و هناك 
مساوماتٌ
مساوماتٌ 
الحالُ هو الحال 
 كالمعتاد

... جَنان السعدي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق