شيخ الملحنين .. غيبه الديكتاتور و المرض...
الحديث عن اسم لامع خدم العراق و قدم اجمل الاعمال الفنية الخالدة يحتاج الى توسع و غور في اعماق هذه الشخصية التي تغيبت بسبب سياسات الدكتاتور في تهميش المبدعين اما بالقتل كصباح السهل او الهروب كفؤاد سالم و قحطان العطار و اخرين عاشوا تحت وطئة هذا النظام الشمولي الذي ارهق الفنان العراقي داخل و خارج البلد .
الحديث عن شخصية بعيدة عن الاعلام قارب الثلاثين عاما يحتاج الى بحث موسع ، شيخ الملحنين انهكته الغربة و الحنين و المرض حتى اصبح جثة هامدة منذ اربع سنوات . حلمه ان يرى العراق و مدينته الام السماوة انه الموسيقار العراقي "عبدالحسين السماوي" ذلك الملحن الذي نحت اسمه في تاريخ الاغنية العراقية و يقف في الصف الاول بين المحلنين الذي خدموا الاغنية العراقية لثلاثة عقود او اكثر قبل ان تحاصره ذئاب البعث على اثر اغنية و طنية قدمتها المطربة انوار عبدالوهاب (سلاما ياعراق )
. ولو اردت البدأ في تاريخ هذا المحلن الكبير لابد من توضيحات فهو عبدالحسين طاهر فليح السماوي من مواليد 1943 اكمل دراسته الابتدائية و الثانوية في السماوة لينتقل بعدها الى بغداد ليكمل دراسته حيث دخل معهد الفنون الجميلة اواخر الخمسينيات لتخرج منه عام 1963 عازفا لآلة القانون .
في بداية مشواره الفني قدم اغنية "حلوه حياتي وياك "بصوته في اذاعة العراق انذاك والتي غناها بعد ذلك المطرب داوود العاني . بعد هذا قدم الحان عدة لإصوات ريفية امثال المطربة حمدية صالح و المطرب عبد محمد و عبدالزهرة مناتي الذي غنى له (سنين العمر) لكن طموحه كبير في البحث عن اصوات شابه ليقدم من خلالها الحانه ، فقد تعامل مع فنان الشعب الراحل فؤاد سالم وغنى له ( ردتك تمر ضيف)(محلاها العيون)(صوت الغريب)
كما قدم الحانه بأصوات صاعدة انذاك امثال الفنان كمال محمد اغنية ( معاتبين ) و ( ردي بينا) و (كلشي يهون) و ايضا رعد ميسان اغنية (ياريحانه) و (يابوطرمبيل الماشي) . وتعامل مع الفنان فاضل عواد وقدم من خلاله اغنية ( ضوه خدك مدري ضوه الكمره ) التي هي من الاغاني المهمه الفريدة نغميا على مستوى العراق و الوطن العربي لانها من نغم "الاوشار " المجزوء من نغم الحسيني واغنية (حنه حنه) و اغنية (اشتاك الك يانهر ) من كلمات الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة و مسيرة السماوي زاخرة بالاعمال فقد غنى له الفنان الراحل سعدي الحلي اغنية (تناشدني عليك الناس و اتحير شجاوبهم ) والفنان ياس خضر قدم ايضا اغنية ( على مهلك يابو كذيله وشعر سارح ) والفنان جاسم الخياط اغنية (هدية) و (صورة) وابتهال (ملكنا العزم ) وتطول القائمة بألمع نجوم العصر الذهبي للأغنية العراقية كما غنى له الفنان المتألق حميد منصور مجموعة اغاني (سلامات) و ( نوره)و(رد حبيبي) و (عينك علينه) و (خلهم يرحون ) و (يامعزهم ) و (ياحلاتك ) و (لاله شعرها السارح ) وغيرها . كما قدم الكثير الاوبريتات الغنائية للنشاط المدرسي و للاذاعة العراقية . وتعامل مع عدة شعراء ك داوود الغنانم و عباس جيجان و كاظم الرويعي و لميعة عباس عمارة و جودت التميمي وغيرهم . لكن تركه للعراق اثر عليه كثيرا و ابعده عن دائرة المنافسة بسبب الملاحقة من رجال المخابرات للنظام المقبور له ولأولاده لكن رغم كل هذا قدم السماوي مجموعة اناشيد عندما كان في المملكة الادرنية كانت للثقافة العسكرية اردنية وقد حضر يوما لاحد المهرجانات جلالة الملك عبدالله و كرمه .
السماوي لم يهدأ له بال بسبب رجال صدام ترك الاردن متجها نحو استراليا و العزلة و الموت البطيء . بعد كل هذا التاريخ الحافل من الاعمال الجميلة التي اثرت المكتبة الموسيقية العراقية نرى التجاهل واضح و كبير من قبل مسؤولي الثقافة بالعراق اتجاه هذه القامة العراقية هو يصارع المرض و الغربة .والصمت المطبق حاله حال الكثير من المبدعين الذين ودعوا الحياة امثال الشاعر العراقي كاظم السماوي و الفنان فؤاد سالم و الجواهري العظيم و راسم الجميل و القائمة تطول بالمبدعين الذين احبوا العراق وماتوا بحبه دون ان يروه ثانية .
لكن يبقى السماوي سماويا محلقا في سماء عراقنا الحبيب بالحانه الخالدة فسلاما له ياصاحب السلامات
الحديث عن شخصية بعيدة عن الاعلام قارب الثلاثين عاما يحتاج الى بحث موسع ، شيخ الملحنين انهكته الغربة و الحنين و المرض حتى اصبح جثة هامدة منذ اربع سنوات . حلمه ان يرى العراق و مدينته الام السماوة انه الموسيقار العراقي "عبدالحسين السماوي" ذلك الملحن الذي نحت اسمه في تاريخ الاغنية العراقية و يقف في الصف الاول بين المحلنين الذي خدموا الاغنية العراقية لثلاثة عقود او اكثر قبل ان تحاصره ذئاب البعث على اثر اغنية و طنية قدمتها المطربة انوار عبدالوهاب (سلاما ياعراق )
. ولو اردت البدأ في تاريخ هذا المحلن الكبير لابد من توضيحات فهو عبدالحسين طاهر فليح السماوي من مواليد 1943 اكمل دراسته الابتدائية و الثانوية في السماوة لينتقل بعدها الى بغداد ليكمل دراسته حيث دخل معهد الفنون الجميلة اواخر الخمسينيات لتخرج منه عام 1963 عازفا لآلة القانون .
في بداية مشواره الفني قدم اغنية "حلوه حياتي وياك "بصوته في اذاعة العراق انذاك والتي غناها بعد ذلك المطرب داوود العاني . بعد هذا قدم الحان عدة لإصوات ريفية امثال المطربة حمدية صالح و المطرب عبد محمد و عبدالزهرة مناتي الذي غنى له (سنين العمر) لكن طموحه كبير في البحث عن اصوات شابه ليقدم من خلالها الحانه ، فقد تعامل مع فنان الشعب الراحل فؤاد سالم وغنى له ( ردتك تمر ضيف)(محلاها العيون)(صوت الغريب)
كما قدم الحانه بأصوات صاعدة انذاك امثال الفنان كمال محمد اغنية ( معاتبين ) و ( ردي بينا) و (كلشي يهون) و ايضا رعد ميسان اغنية (ياريحانه) و (يابوطرمبيل الماشي) . وتعامل مع الفنان فاضل عواد وقدم من خلاله اغنية ( ضوه خدك مدري ضوه الكمره ) التي هي من الاغاني المهمه الفريدة نغميا على مستوى العراق و الوطن العربي لانها من نغم "الاوشار " المجزوء من نغم الحسيني واغنية (حنه حنه) و اغنية (اشتاك الك يانهر ) من كلمات الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة و مسيرة السماوي زاخرة بالاعمال فقد غنى له الفنان الراحل سعدي الحلي اغنية (تناشدني عليك الناس و اتحير شجاوبهم ) والفنان ياس خضر قدم ايضا اغنية ( على مهلك يابو كذيله وشعر سارح ) والفنان جاسم الخياط اغنية (هدية) و (صورة) وابتهال (ملكنا العزم ) وتطول القائمة بألمع نجوم العصر الذهبي للأغنية العراقية كما غنى له الفنان المتألق حميد منصور مجموعة اغاني (سلامات) و ( نوره)و(رد حبيبي) و (عينك علينه) و (خلهم يرحون ) و (يامعزهم ) و (ياحلاتك ) و (لاله شعرها السارح ) وغيرها . كما قدم الكثير الاوبريتات الغنائية للنشاط المدرسي و للاذاعة العراقية . وتعامل مع عدة شعراء ك داوود الغنانم و عباس جيجان و كاظم الرويعي و لميعة عباس عمارة و جودت التميمي وغيرهم . لكن تركه للعراق اثر عليه كثيرا و ابعده عن دائرة المنافسة بسبب الملاحقة من رجال المخابرات للنظام المقبور له ولأولاده لكن رغم كل هذا قدم السماوي مجموعة اناشيد عندما كان في المملكة الادرنية كانت للثقافة العسكرية اردنية وقد حضر يوما لاحد المهرجانات جلالة الملك عبدالله و كرمه .
السماوي لم يهدأ له بال بسبب رجال صدام ترك الاردن متجها نحو استراليا و العزلة و الموت البطيء . بعد كل هذا التاريخ الحافل من الاعمال الجميلة التي اثرت المكتبة الموسيقية العراقية نرى التجاهل واضح و كبير من قبل مسؤولي الثقافة بالعراق اتجاه هذه القامة العراقية هو يصارع المرض و الغربة .والصمت المطبق حاله حال الكثير من المبدعين الذين ودعوا الحياة امثال الشاعر العراقي كاظم السماوي و الفنان فؤاد سالم و الجواهري العظيم و راسم الجميل و القائمة تطول بالمبدعين الذين احبوا العراق وماتوا بحبه دون ان يروه ثانية .
لكن يبقى السماوي سماويا محلقا في سماء عراقنا الحبيب بالحانه الخالدة فسلاما له ياصاحب السلامات
حسين الزخت
نشر في صحيفة حرية بوست المصرية و الحكمة و صباح المثنى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق