الأربعاء، 25 فبراير 2015

ادراج سلمى / قصيدة / الشاعر / عبد اللطيف رعري / فرنسا ....

لا أثر لكم ايها العالقون بصدر المؤانسة
فلزومية الاختفاء بين قارورات النبيذ الرخيص
تصدّت لذبحة حناجركم
وقصفت بأبراجكم خلف مضي الريح
وعلقت أقاويلكم حتى نفاد الصفقات
لا أثر اليوم لطائر يفاوض قدر السما ء
لا أثر لوردة تغازل نسيم أعشاب الخريف
لا أثر لعانس تعاكس صبابتها بلحاف من وبر الهروب
ولا أثر لسلمى بين الادراج
وعبقها يتوسط الاقداح ..
تغنى العالم بليلاه فتباكت زهرات على محال الهوى
فتغنيت بسلماي وعرضت على البحر نجواي
حتى نفث المد آخر قبلاتي
وتلاعبت أمواج الهياج بذيل غروري
وجرتني الطحالب الى قرار لا زالت تحفره انياب المدى
شرف الهروب أن أضع قبعاتي على رأسي
وألملم قناعتي في ثنايا أسمالي وأدوس مواجعي
ان أعوِّد نظراتي على استحالة الرمش
وأشد أزري بمظلتي حتى أودع قطرات العشق
وأشيع احلامي على أبواب أقفالها بها صدأ
بيد ساحر مشاكس
يعصر الخل على جراحي
ويداوي قذارة عقمي بقطران الصخور
شرف الهروب ان أصنع مراكبي من فولاذ ضراوتي
أن أبحر في متاهتي بعيون مغمضّة
حتى ارى حقيقة من أكون ...
أن أشاطر أطياف الرحيل حتى أصل غايتي
ان أطاوع عبوديتي ولن أستسلم لهزيمتي
حتى أراني على عرش حريتي أتلمس
شعاع تاجي المذهب ..
وأكاليل الزهور تنبث بين أظافري سلاما..
أن أطل من أعلى المآذن على نجوم السماء
ان أشارك المطر حتمية السقوط حين تدعوني ملائكتي
وأن أحترق بوابل الشرور لما أدبر للموت أكتافي
وحدي أثر جراحكم أيها العالقون بأفواه المدافع
وحدي بصمة أنفاسكم حين تجمد زفرات القلوب
وحدي بمهلي أستخدم عزائي لتستفيق شهيتي للثأر
وحدي معلولا قلمي حين تسقط الصورة
مبرقا في البياض حتى تسود المساحات
فتنهمر ألحاظي دما ...
وحدي مشدودا بغصتي حتى اختناقي
لا أبالي بلفات الغدر حتى انهياري
أبيت الفيافي وأتوسد عرائي وأرقص للضجر
ولما تسألني عن حالي
ألقاك بابتسامة طفولتي .....
أقتات حجرا وأرتوي بندى الصباح
ولما تهدهدني تجدني أقوى من الصخر
على ظهري ترسم شعارات الافراح
أو خيبة عشش الوجل طلاءها
فانا إن قدر الاله مماتي بينكم أيها العالقون بالسراب
فلا ترموا جثثي للحريق
ولا تقيموا لي أعراسا
فبيني وبين هواكم ألم ينتظر
ولا تراقصوا ظلالا فقدر هواكم لي ان تعشقوا من جديد
وقدر هواي أن أموت دون أن أذوق هواكم
++++++++++++
رعري عبد اللطيف /مونتبولي /فرنسا
قفل أحلامنا به صدأ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق