السبت، 28 فبراير 2015

عناءات / قصيدة / الشاعر / احمد الخالدي / العراق ....

( عناءات ) ....... بقلمي
مدى طرفي
تلك النافذة العبقة
تفتحت .. لوحت لي ثم
توارت خلف سندان الجوري
أمضي ..
ساهم الشراع في بحر ذاكرتي
أحاول أن أنعش الروح الغارقة
بقبلة حياة نفقت
أين لي تلك اللحظة الممتلئة
بالجمال ..؟؟
مذ ذاك القلب المنهمر
وتلك العينين
أسرارهما خلف أضواء
الشوارع الذائبة من حرارة
الهوس المادي ...
أين ؟؟
كل تلك الصور التي لم
يشوهها شعار هنا ..
مدفع هناك أو قنبلة
كهذه الصور الممتلئة
بدمائنا المتناثر على أجساد الدمى
والرؤى الخابيات في افق عتيم
وتصارخ الأرواح .. لولادة شبحية
أيامي مبتلة
في السماء الغميم مطر
اسود ...
سيحرق أديم أرضنا
لنبتهل علها تصحو عند عويل الريح
أو تصحو .. ؟؟
لهذه الأرض جسدي
عنفوانه خطى ستتسع يوما ما ..
بين العيون لتمخر الواجهات المزخرفة
أو لتعبر بي إلى مألم قديم
أتداوله في خلايا مجهشة
عند دمعه الرفيف
احتضارا ...
وتلك الباكية الثكلى
وكذا الكهل المنحني الظهر
والرجال لما فغروا الأفواه ..
وبعد اليأس شربوا ... ضحكوا
.. وضحكوا
لا يعتريني ثوب الغرابة ...
لأن هذه حياتي الملوثة بالأسلحة
والطلقات والدم .. أقبلها
عنادا ..
وأقلبها بين اكف التكهنات
لأمقت تلك العيون الليلية
والوجوه التي تدقق كل فجر بيتي
لتنشرني على الجدار لساعات
وبعد العبث تلفظني في عيون موظفي الروتين
الغير مبالين بسيرة حياتي
كأننا أشباح غاضبة
وكأن أرضنا مهووسة بالحزن
تساقط مع المطر عمدا
.. نما مع العشب
وسال في الجداول فباتت نواعيرها كئيبة
لكأني غريب بدروبي التي حفظها قلبي منذ
أول لفظة معرفة وسأنسى حتما ..
انه مات وهو يرمق لآخر ومضة
مكتب الوظيفة التي طرد منها
سأنسى أنا في آخر المطاف
كم سعرت بطون الحيات
وهي تنتظر جمودنا
سأنتهي هنا عند بداية الحمى
عند الهستيريا التي تراقصها أجساد
الولاة .. وهم يركلون أوراق اختناقي
اكتفي ألان ..
لألقم ما تبقى من قلمي حبرا وأطلقه
رصاصة على نعشي
وسأكتب عند برزخ الاستفاقة عن الذل
والغرباء الذين كسروا أضلعي
كي أسد سعاري اللجوج
سأرويها عنهم كما كانوا وعنائاتهم
سأنثر قلبي الهميم وأغيب
مغمض العينين بين الحزن
والحرب و الموت
أم أتناسى عن كل هذا
أأوب لأبعاد تكويني ..
لأتلذذ بخيالاتي أهيئ نفسي
كاشتياق عتيق لضفائر هامت
على نهر كان يرش
طفولتي بنثيثه العذب
أو أبقى مسمر عند
تلك الوجوه التي تخاف
من ظل لصيق الغيم
كلما اقترب وتشابك
انهمرت مدامعها من وجعه
أو أكون هيكلا لبلادي
التي احلم بربيعها
كلا .. لا أجرؤ في حضرتها
أن أطلب أكثر ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق