الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

ألأرق يدُقُ الباب / قصيدة الشاعر / حميد الساعدي / العراق ....


......................................
أرقٌ يدقُ الباب 
أم جاءَ الصِحابُ فَوَلَّهوني ؟
أرقٌ تَمَثَّلَ لي وئيداً
والحُروفُ بدايةُ التكوين ،
صَيَّرتُ الرَمادَ مَدينَةً
وَبَنيتُ بيتي فَوقَ داجيةِ الحُقولِ
مُضَمَّخاً بأريجِ هذا الإقحوان المُرّ
فاكهتي تُرابٌ
والطُفولة عَدّوُها سَأَمٌ
تَمَثَّلَ كالبَريقِ
وآنَذا :
سَأَشِدُ خَطوي بالتَوهُجِ
رافِعاً صَخَبَ الظَهيرةِ
في انثناءاتِ الحُقولِ الى متاريسِ المَساءْ
شَجَنٌ يَدورُ على تَجاويفِ المَدينةِ
دَربُها :
يبكي أنحناءَةَ عاشقيهِ على مَدَىً مُتَضَوّرٍ
كَذَبَ الذينَ أردتُهم أن يتبعوني في خُطاي
صَخَبَ المُداهِنُ والمُرائي
والصِحابُ مَجامِرٌ وَلهى
فِرادى سَوف يختنقون
نتركهم لكي يجدوا مَحطَتَهُم مَساءً في الظلام
لما تَبقى من مَتاعِ الآفلينْ .
أَعْدو الى مُدنٍ تَشبَّثُ بالحَريقِ
لرَبوةٍ قد تستَطيب الموت في جَسَدِ السُكون
وتنبري بيضاءَ سَوسَنتي
تَطِلُ من الفَضاءات التي انفلقَتْ
رماداً في جبينِ سُهومها ألأعمى
وَتصعَدُ لآنكفاءِ ذهولها شَجَراً
تَبارَكَ بالحَريقْ .
آنَ التَحَوّلُ :
يا حُقولاً ما وَعَتْ
لِمَ لَمْ تُفَتِحُ بَذرةَ التَكوين فيها
لِمَ لَمْ تَكُن إلا بقايا مُوحلاتٍ بالطُمى
لِمَ لَمْ تُصَرِّحْ
قَدْ تَعِبتُ من ارتداءِ مَلامحي
لِمَ لَمْ تُصَرّحْ
للندى ، للغُصنِ ، للصَمتِ المُهَيمنِ
إذْ يَجوسُ مَعَ الظَهيرةِ ناحلاً
وموثقاً لعُرى المَتاهَةِ بينَ حَرفٍ والدُموع
حتى الدموع
تَفرُ من خَجَلٍ توارى
بينَ بحرٍ والقلوع
كمُهَرجٍ أعمى يبيعُ الجوع في سوقِ المدينة
ألفُ نافِذَةٍ سَتَشهقُ في فضاء الله
بَلّوراً يُكورُ قَبضَةَ ألإشراق
يلهثُ من ضَجيجِ الحَرف
نَلتَمسُ العَشيّةَ عُذرنا
في زَحمةِ ألأبواب
إذْ تُلقي علينا البَردْ
مَاخوذينَ من سِحرٍ تَشَظّى في ثيابِ الفجرْ
أرضٌ للضَبابْ
وللسَماءِ الخوف
ناقوسٌ يَدقُ
فلا مَناصَ من التوحدِ
والصِحابُ
أتوا إليَّ مِنَ القفارْ
دَقّوا عَليَّ الباب
في الرَمَقِ ألأخير فَوَلَّهوني
لي سِدْرَةٌ
أغفوا إذا ناجيتها
وشُعاعِ طَيفٍ ينثَني
إذْ يبتدي عندَ الهَزيع على عيوني .
أَرَقٌ يدُقُ الباب
أَمْ جاءَ الصحاب؟
أرقٌ يدقُ الباب
أمْ جاءَت مواقيت التوحُد بالأقامَةِ والرَحيل ؟
للجَمرِ هَيأتُ المَدينَةَ
للصُراخ الحَيّ
للذكرى
لناقوسٍ يدقُ معَ المَساء
وَمُطارَدا
سَأَفُرُ من صَخَبِ المَدينةِ
حاملاً لُغَتي ورايات آنكساري
عُدَّةً للوقت
إذْ يُلقي عَليَّ
فِراسةً حَمقى
وتَهويماً تَشَكَّلَ من غُرورِ النَحو
لا لُغَةً تَطيعُ ولا تُطاعْ
ولا مرايا في هياج البحر
ترسِمُ في المدى موجاً
تَكَسَّرَ في سماء الله ،
أرضٌ للضباب
وللسماء الخوفْ
داجيةٌ تَدقُ الباب
أَمْ أرقٌ يُكَوِّرُ قبضَةالإشراق
في لُغَتي الكَسيرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق