نشورات الأقدم
، لانني سأكون دائما الخاسر الأكبر؛ فقررت أن آخذ الوقت اللازم، لزوم الساعة للحائط لكي اعد خطة اعتقدتها حربية، وهي لم تكن كذلك، انما كانت خطة طوارئ؛ لانه يفاجئني دائما بالجديد في الانتصار العبقري لربح معارك الأكل واصطياد فرص اقتناص الأموال الدافقة من البدو الزائرين، واصحاب القضايا المترددين على المحاكم، أو من يرغبون في كتابة دروس السياقة.
كان الكلام يتدفق بيننا نارا، كلما اشتعلت مصالح الاستفادة من صبيب مال؛ ظللنا نشتمه كالقطط المشردة الهائمة على العلب البلاستيكية...ولا تحدث المصالحة الا اذا ما تكافأت الفرص، أو رغب أحدنا في النيل من غنيمة الآخر، أو تحالفنا لسرقة أكل أو اعداد طبخة من الحيل أو الطعام. يا للعبقرية! نتآخى في السارة والضارة كلما شبعنا، ونتعادى كلما جعنا، وزادت الطرائد من حولنا. نتحول ـ بفعل ذلك الى وحوش ضارية ـ وان كنا اعترفنا بأخطائنا لبعضنا مؤخرا، لم نكن نفكر الا في حدود أرجلنا، وفاتتنا حكم رائعة لبستنا؛ لاننا لبسنا المكر الجميل من أجل بضع دريهمات طائرة، أو زيارة رفقة العائلة لعرس أو حفل، أو الاستفادة من سفر او التفرج على مباراة او فيلم.
كانت أعيننا بمثابة صحن لاقط، يوجه اشارات دالة الى عقولنا بسرعة البرق الخاطف، فتجد الواحد منا يراقب تحركات الآخر كجواسيس الحروب غير المعلنين، فقيام واحد منا أو خروجه، حتى وان كان عاديا، لابد له من تفسير في دلالات الاقتناص.
ولكن الذي ظل في ذاكرة لم تمحها الأيام والخصام معا، تلك الأحاديث والحكايات التي ظل يرددها علي مسامعي، لم تخل طريق الى الحمام من شغب حديث، أو فرار بعد ترك قفة الملابس في يدي، فكلما التفتت الى ذاكرتي، أو حاولت اعادة تأثيث مشاريع تصفيف الذكريات وجدته مسرسرا؛ فهو في قصص النساء بطل، وفي السرقات الأكلية عنوان احتفاء واختفاء، وعن البطولات الحربية مع أبناء الحي بطل مغوار.
كل الأخبار يسبقني اليها، وتسبقني اليه. وأبقى في حلبة صراع معه، رغم اعلاننا للسلم والصلح، تشاء الأقدار ان نظل في ساحة الوغى، ويظل متحدثا بشغب ذاكرة لا تلين، وأظل مهادنا برغبة أخ لا يحب الا أن يكون له جارا يستمتع بالتسرسير...قد يكرر على مسامعي قصصا مرات ومرات، ولا أجرؤ أن أقول انه كررها، لانني سأفقد أخا صديقا، وأفقد حلاوة الاستمتاع بروايات مشبعة بالأمل، ظللنا نراوغ بعضنا الى أن كبرنا على نفس النمط، نتلذذ ببعضنا، وننتقد حد المرارة، ونضحك ضحك اثارة لامحدودة...انه طعم الأخوة ـ كما عشتها ـ مع اخي في طريق التسرسير...
محمد لفطيسي
كان الكلام يتدفق بيننا نارا، كلما اشتعلت مصالح الاستفادة من صبيب مال؛ ظللنا نشتمه كالقطط المشردة الهائمة على العلب البلاستيكية...ولا تحدث المصالحة الا اذا ما تكافأت الفرص، أو رغب أحدنا في النيل من غنيمة الآخر، أو تحالفنا لسرقة أكل أو اعداد طبخة من الحيل أو الطعام. يا للعبقرية! نتآخى في السارة والضارة كلما شبعنا، ونتعادى كلما جعنا، وزادت الطرائد من حولنا. نتحول ـ بفعل ذلك الى وحوش ضارية ـ وان كنا اعترفنا بأخطائنا لبعضنا مؤخرا، لم نكن نفكر الا في حدود أرجلنا، وفاتتنا حكم رائعة لبستنا؛ لاننا لبسنا المكر الجميل من أجل بضع دريهمات طائرة، أو زيارة رفقة العائلة لعرس أو حفل، أو الاستفادة من سفر او التفرج على مباراة او فيلم.
كانت أعيننا بمثابة صحن لاقط، يوجه اشارات دالة الى عقولنا بسرعة البرق الخاطف، فتجد الواحد منا يراقب تحركات الآخر كجواسيس الحروب غير المعلنين، فقيام واحد منا أو خروجه، حتى وان كان عاديا، لابد له من تفسير في دلالات الاقتناص.
ولكن الذي ظل في ذاكرة لم تمحها الأيام والخصام معا، تلك الأحاديث والحكايات التي ظل يرددها علي مسامعي، لم تخل طريق الى الحمام من شغب حديث، أو فرار بعد ترك قفة الملابس في يدي، فكلما التفتت الى ذاكرتي، أو حاولت اعادة تأثيث مشاريع تصفيف الذكريات وجدته مسرسرا؛ فهو في قصص النساء بطل، وفي السرقات الأكلية عنوان احتفاء واختفاء، وعن البطولات الحربية مع أبناء الحي بطل مغوار.
كل الأخبار يسبقني اليها، وتسبقني اليه. وأبقى في حلبة صراع معه، رغم اعلاننا للسلم والصلح، تشاء الأقدار ان نظل في ساحة الوغى، ويظل متحدثا بشغب ذاكرة لا تلين، وأظل مهادنا برغبة أخ لا يحب الا أن يكون له جارا يستمتع بالتسرسير...قد يكرر على مسامعي قصصا مرات ومرات، ولا أجرؤ أن أقول انه كررها، لانني سأفقد أخا صديقا، وأفقد حلاوة الاستمتاع بروايات مشبعة بالأمل، ظللنا نراوغ بعضنا الى أن كبرنا على نفس النمط، نتلذذ ببعضنا، وننتقد حد المرارة، ونضحك ضحك اثارة لامحدودة...انه طعم الأخوة ـ كما عشتها ـ مع اخي في طريق التسرسير...
محمد لفطيسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق