غرفةُ نومِ الأولاد
-------------------
تردّدتْ كثيراً قبلَ أن توافقَ على بيعِ غرفةِ الأولاد ,تذكّرت فرحتهم أول ليلة لهم على تلك الأسرّةِ المريحة و كيف أمضوا أوّل أسبوعٍ لا يغادرونها و هم جالسين وراء مكاتبهم الأنيقة ...يدرسون بجدٍّ مؤكّدين أنه يليقُ بهم كلَّ الجمال .
مرّت السنين ،كبرَ الأولاد و بقيت الأسرّة صغيرة .حلّقوا بعيداً لكنَّهم تركوا ذكرياتهم و ضحكاتهم معلقة على كراسيهم الفارغة و وساداتهم الباردة .
هي اختارت ..نعم هي اختارت لهم بطاقات السَّفر و جهّزت لهم فرقةً لن تسامحها جدران المنزل عليها .لا يهمّ ...لا يهمّ، هكذا أسلم لهم .فالحربُ لا ترحم و لا مستقبلَ لهم هنا في بلدٍ قانونها الخراب و الفوضى .
هكذا افضل ..نعم أفضل بكثير .ربما تستطيع ُ الآن السّفرَ إليهم و العيش معهم و لو لشهورٍ قصيرة بثمنِ هذه الغرفة التي لم تسبب لها سوى أنهاراً من الدموع آنستها سنينَ طوال .و لكن !!!ماذا لو أنَ زوجةَ ابنها لم تستلطف وجودها ؟؟أو أنَّ زوجَ ابنتها تأفّف من ضيافتها ؟؟
لا هي لن تكونَ ضيفاً ثقيلاً عليهم .ستحملُ إليهم ما لذَّ و طاب و ستغمرُ أحفادها بكلِّ الهدايا و مؤكّدٌ أنها ستدعوهم لولائم فخمة هناك في تلك َ البلاد البعيدة ...ستقصّ على أحفادها حكايا الشرق الجميلة و ستلاعبهم و تحضّرأكلات الجدّةِ اللّذيذة و تقدّمَ لهم ذكرى ألعاب أهلهم عندما كانوا صغاراً.
أغلقت بابَ غرفتهم .أدارت جهاز التلفاز و فتحت السكايب لتحكي معهم كعادتها .
آه ...اليوم عيد ميلاد أول حفيدٍ لها و هم يحتفلون بهذه المناسبة في المطعم .لا بأس من مشاهدة فيلمٍ .لا يجب أن يكون رومانسياً فهي قد نسيت قصص الحبِّ من زمان و من المعيب أن تغفلَ عن تتبّعِ مشاهدةِ آخر الأخبار .
أعدّت فنجانَ شايٍ ساخن و جلست تسامرُ الأحداث .تبّاً لها ...كلها أحزانٌ و موت ٌ و عنف.أقفلت التلفاز و فتحت النّت .أينَ هم الأصدقاء و الصديقات؟؟
الكلُّ مشغولٌ بعائلتهِ .تصفّحت آخر الأخبار وهي ترتشفُ الشايَ وحيدةً إلا من خيالاتٍ و أحلامٍ بلقاءاتٍ تعيدُ لها بعضاً من الفرح .
استيقظت صباح اليوم التالي و هي ترتجفُ برداً...كانت قد نسيتْ أن تأخذَ غطاءً معها إلى غرفةِ الجلوس .شعرتْ بإحساس المرض مما اضطرها لإلغاء سفرها .اتّصلت بالشخص الذي أراد شراء غرفةِ نومِ أولادها و اعتذرت عن بيعها .
أعادت كل شيئٍ إلى مكانه .وضعت ألعاب أولادها في أماكنهم على الأسرة و أرسلت لهم رسالةً كتبت فيها :اشتقتُ إلى أحفادي
-------------------
تردّدتْ كثيراً قبلَ أن توافقَ على بيعِ غرفةِ الأولاد ,تذكّرت فرحتهم أول ليلة لهم على تلك الأسرّةِ المريحة و كيف أمضوا أوّل أسبوعٍ لا يغادرونها و هم جالسين وراء مكاتبهم الأنيقة ...يدرسون بجدٍّ مؤكّدين أنه يليقُ بهم كلَّ الجمال .
مرّت السنين ،كبرَ الأولاد و بقيت الأسرّة صغيرة .حلّقوا بعيداً لكنَّهم تركوا ذكرياتهم و ضحكاتهم معلقة على كراسيهم الفارغة و وساداتهم الباردة .
هي اختارت ..نعم هي اختارت لهم بطاقات السَّفر و جهّزت لهم فرقةً لن تسامحها جدران المنزل عليها .لا يهمّ ...لا يهمّ، هكذا أسلم لهم .فالحربُ لا ترحم و لا مستقبلَ لهم هنا في بلدٍ قانونها الخراب و الفوضى .
هكذا افضل ..نعم أفضل بكثير .ربما تستطيع ُ الآن السّفرَ إليهم و العيش معهم و لو لشهورٍ قصيرة بثمنِ هذه الغرفة التي لم تسبب لها سوى أنهاراً من الدموع آنستها سنينَ طوال .و لكن !!!ماذا لو أنَ زوجةَ ابنها لم تستلطف وجودها ؟؟أو أنَّ زوجَ ابنتها تأفّف من ضيافتها ؟؟
لا هي لن تكونَ ضيفاً ثقيلاً عليهم .ستحملُ إليهم ما لذَّ و طاب و ستغمرُ أحفادها بكلِّ الهدايا و مؤكّدٌ أنها ستدعوهم لولائم فخمة هناك في تلك َ البلاد البعيدة ...ستقصّ على أحفادها حكايا الشرق الجميلة و ستلاعبهم و تحضّرأكلات الجدّةِ اللّذيذة و تقدّمَ لهم ذكرى ألعاب أهلهم عندما كانوا صغاراً.
أغلقت بابَ غرفتهم .أدارت جهاز التلفاز و فتحت السكايب لتحكي معهم كعادتها .
آه ...اليوم عيد ميلاد أول حفيدٍ لها و هم يحتفلون بهذه المناسبة في المطعم .لا بأس من مشاهدة فيلمٍ .لا يجب أن يكون رومانسياً فهي قد نسيت قصص الحبِّ من زمان و من المعيب أن تغفلَ عن تتبّعِ مشاهدةِ آخر الأخبار .
أعدّت فنجانَ شايٍ ساخن و جلست تسامرُ الأحداث .تبّاً لها ...كلها أحزانٌ و موت ٌ و عنف.أقفلت التلفاز و فتحت النّت .أينَ هم الأصدقاء و الصديقات؟؟
الكلُّ مشغولٌ بعائلتهِ .تصفّحت آخر الأخبار وهي ترتشفُ الشايَ وحيدةً إلا من خيالاتٍ و أحلامٍ بلقاءاتٍ تعيدُ لها بعضاً من الفرح .
استيقظت صباح اليوم التالي و هي ترتجفُ برداً...كانت قد نسيتْ أن تأخذَ غطاءً معها إلى غرفةِ الجلوس .شعرتْ بإحساس المرض مما اضطرها لإلغاء سفرها .اتّصلت بالشخص الذي أراد شراء غرفةِ نومِ أولادها و اعتذرت عن بيعها .
أعادت كل شيئٍ إلى مكانه .وضعت ألعاب أولادها في أماكنهم على الأسرة و أرسلت لهم رسالةً كتبت فيها :اشتقتُ إلى أحفادي
بقلمي: لينا قنجراوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق