خطاب نهر دجلة لبنت القصور
يا بنت القصور والحال الميسور .. أينما تذهبي تلحقك النسور.. فيا صاحبة القلب النقي المستور .. جاءتك الامواج ترقص في ضباب . فقد سمعنا صوتك يا جميلة الثياب أيتها الحسناء لا تقفلي الباب . تعالي هناك كوخ قديم يناديك يا أجمل الحريم يناديك قارب بك سيطوف .. وهنالك بلد للعشاق بالآولوف .. تعالي فيهات أن ترحلين فما أنقى رائحة الياسمين .. أنتي يا لؤلؤة بيضاوية و يا وردة متوردة وردية .. كفاك صمتا يا بنت القصور كفاك بؤسا وحالك ميسور ..
استمعت بنت القصور لخطاب نهر دجلة الذي ناداها وقال لها : كفاك بؤسا وحالك ميسور فاستجابت لندائه وركبت القارب وبدأت امواج نهر دجلة تتلاطم بشعرها الطويل . تلك الفتاة الجميلة من بغداد التي كانت مغرمة بقصة سندباد وشعرت ل (لحظة) إنها تملك مصباح سحري كمصباح علاء الدين فقالت يا نهر دجلة شكرا لدعوتك لي فأنا لدي امنية هل تحققها لي؟ لم تسمع لنهر دجلة صدى بل فقط شاهدت أنواع كثيرة من الفراشات الجميلة ذي الألوان البهية و الطلة الزاهية . وبرفقة تلك الفراشات كانت تأتي نسمات هواء باردة من نهر دجلة والأمواج كانت تداعب النسمات . حتى حانت لحظة هطول المطر فتساقط زخات . وما كانت إلا لحظات مرت عليها حتى تذكرت كارثة جسر الأئمة التي راح ضحيتها نحو 1000 شهيد ومئات الجرى الذين سقطوا في نهر دجلة وغرقوا وماتوا . تلك الحادثة الغريبة من نوعها والتي حدثت اثناء زيارة الامام كاظم (سلام الله عليه ) الموجود مرقده في منطقة الكاضمية في بغداد . بسبب اشخاص قال سيارة مفخخة أو عبوة ناسفة فالجميع ضنوا سيحدث انفجار وحاولوا الهروب والفرار وحدث تدافع كبير وأثناء التدافع سقطوا من جسر الائمة في نهر دجلة . وغرقوا والكثير قد ماتوا احدهم داس على الثاني فيالها من حادثة غريبة من نوعها . ولكنها اصبحت فيما بعد رمز لوحدة العراقيين هذا ما تذكرته اماني فقالت: يا نهر دجلة هل وجهت لي خطابك كي انظر الى جسر الائمة الذي يربط منطقة الكاظمية بالاعضمية على نهر دجلة في بغداد . نعم لقد تذكرت كارثة جسر الائمة يا الهي هناك الكثير من الشهداء ماتوا غرقا فيك يا نهر دجلة.
- انتي مخطئة لم اناديك كي اذكرك بكارثة جسر الائمة بل ناديتك لتستمتعي بنسمات الهواء الباردة . ولأزيح عنك القليل من الهموم يا بنت القصور.
- آوه يا نهر دجلة يدي أصبحت باردة بسبب أمواجك فياليت قلبي يبرد فقد ماتت أحلامي وعاد الحزن لأيامي . ما عاد لي حلم أحلم به غير ذكرى وحزن أبكي له. لما لا تكون يا نهر دجلة كمصباح علاء الدين وتحقق لى امنيتي .
- و ما هي امنيتك كي احققها ؟
- أخلع عني ثوب الحزن فقد أشتد سواد الحزن في إحدى الليالي . فنظرت إلى دموعي وجدتها علقت برموش أشعاري فقد زارني الموت وقبل أقداري .
- لن أقول لك سوى لكل شيء نهاية مهما طالت الحكاية . فللحياة هناك غاية والمستقبل هو البداية والحزن هو النهاية . كلما ينتابك الشعور بالحزن يا بنت القصور تعالي لزيارتي .
- شكرا لك يا نهر دجلة لقد وجدت هنا الكثير من الناس حولك لربما جاءوا ليلقوا بهمومهم قرب أمواجك .
- نعم أنا أستقبل زواري بقلب ينبض بالحنين لأني فعلا أشتاق لهم , رغم أنهم يرموني بالأحجار ولكن الأسماك تحدثني عنهم فأسامحهم . أما حرارة رملي فهي دواء لكل مهموم ومنظري الخلاب دوما باستقبال العشاق والأحباب . وأمواجي تراقب الطيور المهاجرة ونسماتي الباردة تحكي لي عن وجع القلوب الحائرة فأرى الأمل يلوح بضله من بعيد فما كان إلا وميض غير بعيد وما كاد يلمع حتى تلاشى في الصباح وهكذا أنا اصنع الامل للجميع.
بقلم
إسراء العبيدي
10/أبريل/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق