الاثنين، 10 أبريل 2017

,,,,مؤسسة فنون الثقافية العربية : ـــــــــــــــــــ مواء ـــــــــ قصة قصيرة



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏4‏ أشخاص‏، و‏‏ليل‏‏‏



ـــــــ مواء ــــــ قصة قصيرة


رغم عدم استقامة بدنه ، الا انه جلس منتصبآ . لم يغمض عينيه ، بل فتحهما على اوسعيهما . كان منفرج الاسارير ، قطة بيضاء تمددت قربه بهدوء ، توسطت الغرفة منضدة مستطيلة ، توزعت عليها عشرون شمعة ملونة ، فرغ من اشعالها للتو ، وباقة ورد حمراء . كرسيان احتلا جانبي المنضدة. مضت سنوات ثلاث على سكن هذه القطة في مسكنه . كان يشعر تجاهها بالفة ، وكانت تفهم تمامآ حديثه واشاراته ، بل انها في اوقات محددة تتفهم حتى نفسيته وتقدر انفعالاته . نظر اليها نظرة عطف وربّت على رأسها ؛ رفعت نظرها اليه وضربته بلطف على فخذه ، وحركت ذيلها بنشوة بالغة . كان الشباك والباب مفتوحين والهواء الربيعي المضمخ بطلع النخيل يحرك ذاكرته ويشده الى الشباك بينما امانيه تشده الى الباب . منذ عشرين سنة بدأت الخطوة الاولى ، ورغم المد والجزر الا انه لم ير النجوم في النهار ، ولكنه وجد الضوء في بعض المساءات . لم يشعل الشموع ، ولم ينتظر منها ان تفعل ذلك رغم توقه وحبه .
 كان ينظر عبر الشباك مرة ، وخلال الباب مرة اخرى ، كان يتمنى ويأمل ان يراها . كان عند الشباك قط قفز لتوه وتشبث بالقضبان . نقل نظره بين الرجل والقطة الممدة , شعرت به فماءت مواء خفيفآ , اشار الرجل بيده الى القط , استجاب القط لندائه فقفز داخل الغرفة بنشاط وفرح . اقترب من الرجل والقطة وتمدد قربها , ابتسم الرجل ونظر نحو الباب ، فأتجهت نظرات القطة والقط نحوه , كانت عيونهم تشع بريقآملونآ . ركز نظره في عينيه مرة ، وفي عينيها مرة اخرى فوجدهما مفعمتان بالحياة وتمنى لو انهما كانتا عيني زوجته . نهض وحرك قدميه بخطوات بطيئة نحو المنضدة وجلس على احد الكرسيين .... كانت الشموع قد وصلت في احتراقها الى نهاياتها , ترك الكرسي وتوجه الى الشباك , اخذ نفسآ عميقآ وسار نحو الباب , وقف في منتصفه . كانت القطة والقط يتابعان خطواته وهما صامتين .... لم ينظر لهما ....
( يبدو انها لن تأتي ) حدث نفسه ،
 رجع الى المنضدة , جلس على كرسيه سارت القطة وتبعها القط , صارا بمواجهته , ماءت القطة وحركت ذيلها وعندما شاهدت ابتسامة على شفتيه قفزت على الكرسي الآخر وجلست وتبعها القط وجلس قربها .... فأزداد شعوره بالعزلة ..... !







10/أبريل/2017

بقلم 
حسين اعناية السلمان 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق