الثلاثاء، 20 يونيو 2017

اقل من لأشئ... شعر فريد زامدار تقديم وترجمة: نجاة خوشناو/ العراق ,,,

اقل من لأشئ... شعر فريد زامدار
تقديم وترجمة: نجاة خوشناو
ان وجود قراءات متراكمة مستمرة لأبداع الشاعر فريد زامدار تؤكد بأنهُ دؤؤب و حريص على ديمومة مخيلته الشعرية رغم مرور اكثر من اربعة عقود على تجربته الابداعية , أي انهُ مُتقدْ و لديه اصرار على تقديم قصائد جديدة , مع التأكيد على مقومات الحداثة , من اجل تخصيب نصوصه الشعرية و الأرتقاء بها , كذلك وجدنا الصورة الشعرية المؤثرة , باعتبارها القاعدة الاهم في بناء القصيدة , لأنه واثق بأن عالم النص الشعري الحديث سيشهد آفاقاً مشرقة , رغم الاختلاف الواضح بين الشعراء في الامكانيات و ما يختزنهُ من ثقافة موسوعية الضرورية , و ذلك لأثراء خزينه اللغوي و منجزه الشعري و توظيف التناص الابداعي , ففي قصدته (أقل من لا شيء) التي نشرها في جريدة [هه ولير العدد 1918 في 10/6/2014] ، وهنا أؤكد بأن شعره مازال متميزا و مؤثرا , بحيث دفعني الى ترجمتها فورا , لكن أدرك مدى اهمية التركيزعلى التعامل مباشرة مع الشاعر و معرفة رؤيته للشعر المترجم و كيفية ترجمة اشعاره , و مراجعة النص المترجم مع الشاعر نفسه ومناقشة مضمون القصيدة و اسلوب كتابتها , خصوصا و أن هناك شعراء يريدون الترجمة بشكل حرفي و كأنه نص مقدس , لكن بعد جلسة قصيرة مع الشاعر فريد زامدار وصلت الى قناعة تامة بانه يريد ترجمة اشعاره ترجمة دقيقة وموضوعية , لذلك بدأت مباشرة باعادة النظر في ترجمتي التي كانت في بداياتها و لم أراجعها بعد , لقد قمتُ بمراجعتها ثلاث مرات مع كتابة مقدمة مقتضبة , بعد أن وجدت التناسق و جمالية الصورة الشعرية في النص الكردي المنشور , و تأكيد زامدار على الخطابات و الكتابة المتنوعة الابداعية و التوجهات الجديدة و المغايرة , و هنا نقدم للقراء الأعزاء النص المترجم.
[أقل من لا شيء]
 (كل شيء لا شيء واللاشيء هو كل شيء)

فريد زامدار
 ترجمة من الكردية: نجاة خوشناو

في زمنٍ عار 
من خارج بدايات التأريخ
مثل طفلٍ ذا وجه خريفي داكن
تجسد
الحياة في منطقة غير مرئية 
من جسدي الثاني
من جهة أخرى 
في جسدي الثالث
لم تكن هنالك جمالُ
أجمل من الوجوه الخريفية
في صيف جسدي الرابع 
في المرتفعات 
هناك شتاء على جسدي الأول
يلقي بنفسه 
ليشهد إنتحاراً جميلاً
كأنها عشبُ غريبْ ، نمى في
ربيع جسدي الرابع
لا أعرف شيئاً عن لغة اللاشيء
لأكنني أعرف أن الأجساد السمكية والأجساد المائية للاشيء
فراغات
لكائن مستقل
أنا جزء من 
قامة شيء ما 
أو جزء من
تأملات اللاشيء ومن معاني
اللاشيء 
ومن مفاهيم اللاشيء ، ومن بدايات 
اللاشيء ومن نهايات اللاشيء
الحياة صراع وإنقلاب
أم
مؤامرة ومغامرة وجنون
أم
إنفصال وفراق
أم
مجازفةُ وجريمة وشَكْ وإنحراف
أم إنها خروجُ
من أعماق النظرات المجنونة للآخرين
البعض
إذا لم يصلوا من اللاشيء الى اللاشيء
فأنهم لن يصبحوا شيئاً
الوجود في داخل ثواني اللحظات الحقيقية
ضياع لحقيقة ثواني اللحظات 
حبٌ خاسر
مع جماليات خارج الوجود 
نهايات الخيال واللاشعور
من الموت الصغير
الى الموت الكبير لأشباح العدم
خيالات لقراءة الذات
 من مرتفعات ذهنية الزمن 
وبالشكوك الجوالة
الابتعاد عن الذات
أودع سفر مليون نقطة 
الى مناطق النقطة المجنونة
أنا لا أعرف 
لماذا أفهم اللاشيء الى هذا الحَدْ
ولماذا أتأمل كثيراً الى اللاشيء
الله قد تحدث
لمرةٍ واحدة فقط
خلق الأشياء كلها
وعندما صمت
وقف الحياة على مرتفعات اللاشيء
ظهرت الحقيقة بدون وعي من أعماق اللاشيء 
لا أستطيع
العبور من ضفة جسد اللافهم
الى الجهة الأخرى للشارع غير المرئي 
للجسد المنسي
 لجسد الفهم الحقيقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق