الاثنين، 6 أكتوبر 2014

دراستي النقدية .../ الاشتغال على الصورة الشعرية.../ الناقد .../ عدي العبادي .../ العراق ....


دراستي النقدية جريدة الزمان
الاشتغال على الصورة الشعرية
ان جمالية اي منتج إبداعي تكون بروعة الصورة الشعرية او الفنية او ما اسميه بالضربة وهي التي تميز أي عمل مطروح في الساحة ان كان شعر او قصة او مسرح او لوحة او رواية وقد يكون للشعر وخصوصية أكثر من غيره لاعتماده على الصور و بالذات قصيدة النثر الحداثوية التي أصبحت كلها عبارة عن صور شعرية متنوعة في إطار واحد يطلق عليه قصيدة او نص نثري ونلاحظ ان الشاعر جابر محمد جابر رسم الكثير من الصور الجميلة في مجموعته المعنونة ( دوائر مربعة ) التي صدرت عام 2012 في سورية
ذات مطر
في منفاي الضوئي
وعند محراب كهولتي
كان المساء المشتعل
يطفى
شموس دمي
حاولت ان اخبى
كهولتي
من طوفان الالون
حتى لسعني الضوء
وعند الفجر
تركت مياء الزمن
عند جدار جريح
تركض
خلف ساقية جافة
تلوح لعظام النهر
من العنوان نعرف ان المجموعة كتبة بطريقة حداثوية جميلة تضع المتلقي في تساؤل حول ما أراد الشاعر ان يقول وكيف خرج على هندسة الأشياء وجعل للمربعات دوائر وفي السرد الداخلي نجد الشاعر يتكلم عن نفسه ويرمز للزمن بالكهولة وينافي واقعيته بشموس دمه هذا الإبحار الجميل في عالم الخيال يعطني جمالية للمنتج المطروح جمالية فنية
في ليلة ماكرة
تذوقت رائحة الغياب
بعد ان خلعت
ابواب الترقب
كانت المتاريس
تجنبني الانزلاق
وهتك اسرار اللغة
عند اخر معقل الحزن
وعلى يمين الذكريات
قبالة الضفة اليسرى لنهر الفرات
تتكون عدت صور في النص تحمل طابع شعري فيما ذكره الشاعر وهذا ليس تشتت بل بناء نص نثري يجمع الكثير من المفارقات ومع ان أكثر من فكرة طرحت ولم يكن هناك وحدوية وهذه هي قصيدة النثر التي تعرف بكلام نثري يحدث الشاعر عن ذكريات مر بها بطريقة جمالية ومعتد على قدرته في الوصف والتعبير وجابر محمد جابر شاعر بصري من مدينة النخيل
انهض من تحت
انقاض حلم قديم
متهاالك
احمل انكساراتي
نافضأ عن كاهلي
ركام هائل
من الاوهام
وحين افتح ذاكرة اخطائي
بدءا بأناقة الحرب
يخدعني قدري
وفي ردهة روحي تتعلق اعترافاتي
ادونها
على ورقة
لاغادر
ينبثق الإبداع من روح شفافة يحملها المبدع ويملك المبدع علمية عالية وعبقرية في خلق الجمال والتعبير عنه وقد أبدع الشاعر في الكلام من نفسه ووصف لنا وهو يعزف على أوتار الحداثة التي جعلت الشاعر يتحرك بكل حيوية دون ان يقيد بشيء كما هو معروف ان الحداثة جعلت النص مفتوح للتأويل وهذا ما جعل الشاعر جابر محمد جابر يوظف الكثير من الانزياح والترميز في دوائره المربعة
في الربع الأخير من الليل
كان المكان نائما
تحت وسادة الريح
وكان الغيم
يبتكر طرقأ
يجمع بين الكلي والجزئي
الصمت
فطم يقظته
وسار على أبواب البوح
الابواب
غير الجاهزة للبوح
انتقاله جميلة للشاعر بعد ما تحدث عن نفسه في أكثر من نص يتحدث عن عالم من حوله من خلال رؤية شعرية تحمل الكثير من الابتكارات كي يجعل نصه مفتوح أكثر وذو عمل فلسفي ان تصورات الشاعر للمكان غير تصورات أي شخص عادي وهذا ما يميز المبدع عن غيره فهو يملك إحساس وخيال ومعرفة تظهر من خلال كاتبته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق