قصة قصيرة_______ الشّاهد
نظر القاضي إلى الرجلين الماثلين أمامه ..ونقل بصره بينهما وهو يتفحصهما بعينين حادتين ..ثم قال لأحدهما:
_هات ما عندك..!
اقترب الشاب قليلا ثم رفع رأسه قائلا:
_أنا يا سيدي القاضي،رجل غريب عن هذه البلدة..تركت قريتي وهمت على وجهي باحثا عن عمل أعول به نفسي..وصادفت يوما هذا الرجل في السوق..وأشار الى غريمه وأكمل حديثه :
_وعرض علي أن أزرع أرضه وأحرثها مقابل خُمسِ المحصول السنوي..! وقبلت عرضه..واجتهدت في فلاحتها ومرت الشهور وحل موعد الحصاد..فأكرمني الله ..وكانت الغلة وفيرة ..وعندما طالبته بخمس المحصول،طردني وادعى أني مجرد عابر سبيل أكرمني ..فطمعت في ماله...
أومأ القاضي برأسه موافقا،ثم خاطب الرجل الآخر:
_هات ما عندك.! تقدم الرجل خطوتين وقال:
_أنا يا سيدي القاضي رجل من أعيان قبيلتي ..لي قطعة أرض ورثتها عن والدي..اعتدت زراعتها بنفسي..ومنذ أسبوع التقيت بهذا الشاب وعرفت أنه غريب وعطفت عليه واستضفته عندي أسبوعا لكنه طالبني بأجر مساعدته لي في تلك الأيام..وافقت على ذلك وأعطيته كيسا من القمح لكنه طمع في أكثر من ذلك ، وادعى أنه أجير لدي..
أمعن القاضي النظر في الرجلين حائرا،ثم قال لصاحب الأرض :
_هل من شهودٍ يؤكدون كلامك..؟
أجابه الرجل :
_نعم سيدي القاضي ..فأنا معروف في بلدتي ..!
وجه القاضي كلامه للشاب :
_هل من شهود يؤيدون ما تقول..؟
هز الشاب رأسه نافيا وقال:
_لا سيدي القاضي فأنا غريب عن البلدة ..!
حضر الشهود في اليوم التالي،ومثلوا بين يدي القاضي ..قال أكبرهم سنا:
_سيدي القاضي هذا جارنا نعرفه حق المعرفة رجل جواد كريم..لايرد سائلا ولا ينهر فقيرا..لكن هذا الغريب طمع في أكثر من الضيافة وأراد نهب ماله..!
قال الثاني :
_نعم سيدي القاضي هذا بالفعل ما حدث..لقد مر هذا الشاب على ديارنا ولم يأبه لأمره أحد إلا جارنا الشهم الكريم، فما كان من الغريب إلا أن استمرأ الوضع وأراد أن يستغل كرمه وعطفه..!
وتوالت الشهادات التي أكدت ادعاء صاحب الأرض..و كان ذلك القاضي رجلا حكيما وعادلا ..لا يتوانى عن رد الحق إلى أصحابه ،لكنه هذه المرة أُسقط في يده و احتار في أمر الرجلين..وفكر كثيرا بحل يجعله يتبين حقيقة الأمر،لكن عبثا لم يهتد إليه..!.
استدعى القاضي في اليوم الثالث المتنازعان والشهود.ثم أمر الحارس بعزل الشهود وصاحب الأرض في غرفة واحدة والشاب الغريب في غرفة أخرى،وبعد ساعات أمر بإحضار الشاب وسأله:
_ألا زلت متمسكا بأقوالك..؟ أجابه الشاب بثقة:
_نعم يا سيدي..! أطرق القاضي مفكرا ثم سأله:
_هل يوجد لدى صاحب الأرض كلبا..؟ رد الشاب:
_نعم سيدي ..!
تهلل وجه القاضي وتنهد بارتياح :
_وهل باستطاعتك إحضاره..؟
أجابه الشاب :
_نعم سيدي لقد قضيت معه وقتا طويلا وكنت أطعمه وأسقيه..!
وخرج مسرعا،وعاد بعد هنيهة ومعه الكلب الذي كان يلوح بذيله سعيدا..
استدعى القاضي صاحب الأرض والشهود..وما إن ولجوا الى القاعة حتى جرى الكلب نحو سيده وبدأ بتحريك ذيله..نظر اليه القاضي وخاطب الشاب:
_ أشر إلى الكلب ليأتي إليك..!
وما إن صفّر ذلك الشاب حتى قفز الكلب نحوه بسرعة وجلس تحت قدميه .. عندئد صرخ القاضي بحنق:
_كلبُُ أصدق من عشيرة بأكملها..أنت أيها الرجل ..! أعد إلى الأجير حقه مضاعفا..وستدفع غرامة عقابا لك على طمعك..وأنتم يا شهود الزور أغربوا عن وجهي..بئس الرجال أنتم..!
_هات ما عندك..!
اقترب الشاب قليلا ثم رفع رأسه قائلا:
_أنا يا سيدي القاضي،رجل غريب عن هذه البلدة..تركت قريتي وهمت على وجهي باحثا عن عمل أعول به نفسي..وصادفت يوما هذا الرجل في السوق..وأشار الى غريمه وأكمل حديثه :
_وعرض علي أن أزرع أرضه وأحرثها مقابل خُمسِ المحصول السنوي..! وقبلت عرضه..واجتهدت في فلاحتها ومرت الشهور وحل موعد الحصاد..فأكرمني الله ..وكانت الغلة وفيرة ..وعندما طالبته بخمس المحصول،طردني وادعى أني مجرد عابر سبيل أكرمني ..فطمعت في ماله...
أومأ القاضي برأسه موافقا،ثم خاطب الرجل الآخر:
_هات ما عندك.! تقدم الرجل خطوتين وقال:
_أنا يا سيدي القاضي رجل من أعيان قبيلتي ..لي قطعة أرض ورثتها عن والدي..اعتدت زراعتها بنفسي..ومنذ أسبوع التقيت بهذا الشاب وعرفت أنه غريب وعطفت عليه واستضفته عندي أسبوعا لكنه طالبني بأجر مساعدته لي في تلك الأيام..وافقت على ذلك وأعطيته كيسا من القمح لكنه طمع في أكثر من ذلك ، وادعى أنه أجير لدي..
أمعن القاضي النظر في الرجلين حائرا،ثم قال لصاحب الأرض :
_هل من شهودٍ يؤكدون كلامك..؟
أجابه الرجل :
_نعم سيدي القاضي ..فأنا معروف في بلدتي ..!
وجه القاضي كلامه للشاب :
_هل من شهود يؤيدون ما تقول..؟
هز الشاب رأسه نافيا وقال:
_لا سيدي القاضي فأنا غريب عن البلدة ..!
حضر الشهود في اليوم التالي،ومثلوا بين يدي القاضي ..قال أكبرهم سنا:
_سيدي القاضي هذا جارنا نعرفه حق المعرفة رجل جواد كريم..لايرد سائلا ولا ينهر فقيرا..لكن هذا الغريب طمع في أكثر من الضيافة وأراد نهب ماله..!
قال الثاني :
_نعم سيدي القاضي هذا بالفعل ما حدث..لقد مر هذا الشاب على ديارنا ولم يأبه لأمره أحد إلا جارنا الشهم الكريم، فما كان من الغريب إلا أن استمرأ الوضع وأراد أن يستغل كرمه وعطفه..!
وتوالت الشهادات التي أكدت ادعاء صاحب الأرض..و كان ذلك القاضي رجلا حكيما وعادلا ..لا يتوانى عن رد الحق إلى أصحابه ،لكنه هذه المرة أُسقط في يده و احتار في أمر الرجلين..وفكر كثيرا بحل يجعله يتبين حقيقة الأمر،لكن عبثا لم يهتد إليه..!.
استدعى القاضي في اليوم الثالث المتنازعان والشهود.ثم أمر الحارس بعزل الشهود وصاحب الأرض في غرفة واحدة والشاب الغريب في غرفة أخرى،وبعد ساعات أمر بإحضار الشاب وسأله:
_ألا زلت متمسكا بأقوالك..؟ أجابه الشاب بثقة:
_نعم يا سيدي..! أطرق القاضي مفكرا ثم سأله:
_هل يوجد لدى صاحب الأرض كلبا..؟ رد الشاب:
_نعم سيدي ..!
تهلل وجه القاضي وتنهد بارتياح :
_وهل باستطاعتك إحضاره..؟
أجابه الشاب :
_نعم سيدي لقد قضيت معه وقتا طويلا وكنت أطعمه وأسقيه..!
وخرج مسرعا،وعاد بعد هنيهة ومعه الكلب الذي كان يلوح بذيله سعيدا..
استدعى القاضي صاحب الأرض والشهود..وما إن ولجوا الى القاعة حتى جرى الكلب نحو سيده وبدأ بتحريك ذيله..نظر اليه القاضي وخاطب الشاب:
_ أشر إلى الكلب ليأتي إليك..!
وما إن صفّر ذلك الشاب حتى قفز الكلب نحوه بسرعة وجلس تحت قدميه .. عندئد صرخ القاضي بحنق:
_كلبُُ أصدق من عشيرة بأكملها..أنت أيها الرجل ..! أعد إلى الأجير حقه مضاعفا..وستدفع غرامة عقابا لك على طمعك..وأنتم يا شهود الزور أغربوا عن وجهي..بئس الرجال أنتم..!
حنين فيروز15/12/2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق