الثلاثاء، 23 يونيو 2015

عن حياة الفنانه سعاد العطار عماد المولى./ مقال الكاتبة روض روض / العراق .....

مؤسسة فنون الثقافية :
صحيفة فنون الثقافية :
عن حياة الفنانه سعاد العطار عماد المولى.
اشتهرت سعاد العطار بمقدرتها في الرسم وهي ما زالت طالبة في الثالثة عشرة من عمرها. وما كادت تتعدى العشرين بقليل حتى كان لها في المشهد الفني ببغداد حضور واضح، قوي. والمشهد الفني ببغداد، كما هو معروف فسيح ومزدحم يضيع فيه الكثيرون ممن يرسمون دون أن تتردد لهم أسماء في اذهان الناس. سعاد العطار استطاعت أن تثبت قدمها، وتبرز وجهها، في هذا الخضم المتزاحم.
في الثالثة عشرة ترسم الفتاة مدفوعة بفيض من الموهبة


بة التلقائيةـ التي قد لا يبقى منها عند النضج شيء يذكر. المهم هو أن تستمر إلى ما بعد النضج. وأن تستمر بتصاعد وتكامل، وباتجاه مميز. وهذا ما فعلته سعاد. ثمة فاعلية نفسية تبدأ بالموهبة، ثم تتغذى بالتجربة، ولكنها لكي تصبح حقاً خلاقة، يجب أن تهضم التجربة، وتتجاوزها. كما حدث في التطور الفني السريع لدى سعاد العطار. رؤياها لن تبارحها منذ البداية. إن لديها ما لا بد لها من قوله. وما التجربة المتزايدة إلا الأوليات التي تيسر لها إدراك عالم سحري مطلق.
في فنها تجد تلك المحاولة التي يتصف بها عمل كل فنان يستحق التسمية: أن يقول، ويعيد القول، ويعيد مرة بعد مرة، لأنه لا يقنع، لا يكتفي به. نتاج الفنان هو مقارعته المتواصلة لما يتفجر من أعماق ذاته. إنه جدليته المستمرة مع عطائه. كل قصيدة لاحقة لأي شاعر هي إعادة وتصفية وتوسيع لما أراد أن يقوله في القصائد السابقة، كل صورة جديدة لفنان هي إعادة وتصفية وتوسيع الرؤيا لا تحيط بها إلا المحاولة المتكررة، مما يجعل أعمال الفنان جميعها في النهاية عملاً متصلاً واحداً.
هكذا يجب أن ننظر إلى رسوم سعاد العطار، مع العلم أن ما أنجزته هذه الرسامة الشابة من عمل جاد حتى الآن ** يكاد لا يبلغ السنوات العشر عمراً، وضعت فيها لا مجرد المهارة في التقنية، لا مجرد ملاحظة الحياة وأشكالها، لا مجرد البؤس أو الاحتجاج أو الفرح. ذلك كله موجود في رسومها. ولكنها إلى جانب ذلك جعلت من فنها عملية بحث، وتوغل، واكتشاف على المستوى البصري والمستوى النفسي معاً. وهي ما تكاد تبلغ مرحلة ما، حتى تتطلع إلى مرحلة تليها. وبتعاقب سريع. حتى الآن، لا أظننا نرى أية طفرات غير منطقية في خط سيرها. ولكن في رسمها دائماً توتراً بين الداخل وبين الخارج، بين الذات وبين الموضوع، بين ما تريد قوله وبين الشكل الذي تريد القول فيه، وهذا التوتر يؤكد لعملها دفعه المستقبلي في مسارات يصعب التكهن بها، مهما بدا نموها متصلاً ومتساوقاً. ومن يتبع أعمالها في السنوات القلية الأخيرة يلاحظ بدايات هذا التشعب في طاقتها التعبيرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق