الأحد، 4 يونيو 2017

يوميات بائع الورد أعراس كاظم مرشد السلوم/ العراق,,,

يوميات بائع الورد
أعراس
كاظم مرشد السلوم
" اليوم اكو عرس يم بيت جمعة الاخرس " ، ، قال فوزي عباس الشريف ، اتفقنا ان نذهب الى هناك لمشاهدة الراقصات الغجريات اللواتي يضفن البهجة الى الاعراس الشعبية في مدينتا ، بيت جمعة الأخرس يقع في بداية قطاع سبعة بالنسبة الى قطاعنا ستة ، تفصلنا ساحة كبيرة ، غالبا ما نلعب فيها كرة القدم ، مع الغروب توجهنا الى العرس ، كان بعض الرجال يؤدي صلاة المغرب ، البعض اخر كان يؤديها في البيوت المجاورة ، حيث غالبا ما يفرغ الجيران بعضا من غرفهم كمساعدة لأهل العرس ، لان غرف بيت العريس لا تكفي لا استيعاب الضيوف خصوا النساء والأطفال ، مدت بعد ذلك مائدة طويلة للعشاء ، ازدحم الرجال عليها ، ثم تلاهم حشد من أطفال يتناولون ما تبقى من تلك لمائدة ولم ينسحبوا الا بعد ان طردهم الرجال المشرفون على العرس " المعازيب " في هذه الاثناء وصلت الفرقة الموسيقية ، بضعة رجال احدهم يحمل الة العود والأخر طبلة ورق ، استغربنا عدم قدوم الغجر معهم ، لا وجد لأي فتاة غجرية ، احببنا انا وفوزي ان نتأكد من الامر ، اقتربنا من باب البيت محاولين الدخول ، لكن تم طردنا بعنف من قبل بعض الشباب ، ساعدهم في ذلك الصبية في عمرنا ، كون العرس لهم وهم يعرفون اننا من قطاع اخر ، " تتسبعون يم اهلكم ، قلنا لهم وانسحبنا بعيدا ووقفنا خلف بعض الكراسي البعيدة عن الباب منتظرين القادم من الاحداث
 احدهم ثبت ميكرفون ، متصل بجهاز توزيع الصوت الذي يؤدي الى مكبرتي صوت ربطت ، بأعلى سطح الدار المجاورة ، جلس العازفون على كراسي اعدت لهم ، جرب عازف الكمان أوتار كمانه ، كذلك فعل عازف العود ، بينما نقر عازف الإيقاع على طبلته ، وابتدأ العزف ، صوت الطبلة الصغيرة " الخشبة " يعلو على صوت كل الآلات ، ليخرج رجل زنجي بدين يرتدي دشداشة صفراء ويرقص بخفة لا تتناسب مع بدانته الواضحة ، يتوقف العزف ويبدأ مطرب ريفي شعبي بالغناء ، لتخرج فتاتان جميلتان ، ويبدأن بالرقص ، استغربنا عدم ارتدائهن ملابس الغجر الملونة والطويلة ، بل كانتا ترتديان بدلات رقص قريبة من بدلات الراقصات الشرقيات اللواتي نشاهد في التلفزيون ، بدلات بفتحات جانبية تصل حد الخصر ، يحرصن على اظهار سيقانهن منها ، نهض عزف " الزنبور او الخشبة " وعزف متمايلا راقصا مع الفتاتين ، الزنجي هو الاخر يرقص معهن ، ويضع على رأسه أنية " دولكة " ملئت بعرق "خمرعراقي " ، من دلو كبير وضع بجانب الفرقة ، يغرفون منه خمرا متى يشاؤون ، قام احد الشباب واخذ الشال الخفيف الذي تضعه الراقصات ، ورماه على بعض الجالسين ، انتهت فقرة الرقص الأولى لتذهب الفتيات حيث رمي الشاب شال كل منهن ، تدافعنا خلف الكراسي لنصل الى حيث جلسن ، شاكسنا بقية الصبية ، لكن نجحنا أخيرا في الوصول الى خلف الكرسي حيث تجلس احد الراقصات ، لنتفاجأ بصوتها ، لم يكن صوت بنت ، كان صوت رجل واثار لحيته ظاهرة خلف كمم المساحيق التي وضعها على وجهه ، انتقلنا الى حيث تجلس الفتاة الثانية ، كانت رجل هي الأخرى ، لنعرف فيما بعد ان هناك فرق يرقص فيها الرجال ، واستضافتها لأحياء الاعراس لم يكن عيبا او حراما في ذلك الوقت ، بل كانت تعد تسلية مختلفة ، تثير المرح والدهشة معا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق