الفـرق الـرائدة ,,,
فـرقة مسرح اليوم
__________________
فـرقة مسرح اليوم
__________________
قلم : : حسـن نصـراوي
-------------------------------
تعتبر فرقة مسرح اليوم من الفرق المسرحية العريقة والمؤثرة في الواقع المسرحي العراقي إن كان ذلك في مجال الإبداع أو ميراثها الخالد من التألق الفني على خشبا ت المسارح من خلال أربعة عقود حافلة بالنشاط والانجازات المتعددة وفي شتى مجالات ألإبداع في العمل المسرحي والأغنية السياسية والعمل ألإعلامي الفني والمتمثل بأصدار مجلة شهرية تعنى بالفن السينمائي اسمها (السينما اليوم) إضافة إلى الأعمال الإذاعية الكثيرة وقيامها بأنتاج فلم الحارس وهو من بطولة الفنان الكبير مكي البدري والفنانة الكبيرة زينب ومن أخراج الفنان الكبير خليل شوقي، وهو أول فلم سينمائي عراقي يفوز بأحد ى الجوائز في مهرجان عالمي، وما كانت هذه الإبداعات لتتم لولا وجود الإصرار والإرادة القوية لدى نخبة خيرة من صانعي الجمال والذوق الحسي الرائع رغم أنها تملك إمكانات ذاتية متواضعة من حيث عملية التمويل والأدوات البسيطة لكنها تملك ذهنية فنية متطورة ومواهب متقدة تفصح عن نفسها من خلال الأعمال المنجزة وتحررها من القوالب الجاهزة التي ابتليت بها بعض الفرق الفنية العربية بأساليب كلاسيكية ونمطية جامدة لا ترقى إلى تثو ير العمل الفني في التأثير الاجتماعي باعتباره رسالة إنسانية والتزام أخلاقي في التبني والإصلاح والتطور... تأسست الفرقة عام 1969 على يد الفنان الراحل جعفر علي وكانت الهيئة الإدارية الأولى بعد ألتأسيس 1969-1971 تتكون من جعفر علي رئيسا ونور الدين فارس سكرتيرا ونجيب عربو مديرا فنيا واحمد فياض ألمفرجي مديرا للإدارة وزين العابدين محمد ناجي أمينا للصندوق ومكي البدري وقاسم حول أعضاء. عبرت الفرقة من خلال أعمالها عن التصاقها المباشر بقضايا الناس وطرح همومهم ومشاكلهم في نهج اختطته لنفسها منذ بداية تأسيسها وسارت عليه وترجمته في أعمال كثيرة وما تبنيها الواضح لأسلوب الواقعية الاشتراكية في الفن والذي عبرت عنه أعمال الرواد المؤسسين المذكورين أعلاه. وهي بلا شك تعتبر من اعرق ثلاث فرق مسرحية عراقية شغلت الواقع الفني العراقي قي الفترة الذهبية لأنبعاث المد المسرحي في بداية السبعينات، ومتسيدة للحراك المسرحي ومؤثرة في الساحة الفنية العراقية أنذاك. وهي تأتي من حيث الأهمية بعد فرقة المسرح الشعبي وفرقة المسرح الفن الحديث وقدمت أعمالا كثيرة منها مسرحية (الغريب) لنور الدين فارس وإخراج عبد الوهاب الدايني، وعرضت عام 70 وفي عام 72 قدمت مسرحيتان. تذكر قيصر إعداد وإخراج وجدي العاني وقصة حديقة الحيوان للكاتب ادوارد ألبي وإخراج جعفر علي كذلك قدمت مسرحية الينبوع وهي من تأليف نور الدين فارس وإخراج وجدي العاني وشاركت الفرقة في أيام المسرح العالمي بمسرحيات عالمية منها (ضرر التبغ) لأنطوان تشيخوف وإخراج جعفر علي. وقدمت عام 70 مواطن بلا استمارة من تأليف عبد الصاحب إبراهيم وإخراج جعفر علي و قدمت عام 71 كذلك مسرحية (أشجار الليمون الحلو بصقلية) للكاتب لويجي بيرانديللو وإخراج فاروق أوهان.
وقد ساهمت فرقة مسرح اليوم بأعمال تلفزيونية عديدة منها. سترة تٌوصاة، صمت البحر، المسألة طبيعية جدا، الرجل الذي فقد رائحته، الإبرة واللهب (بمناسبة ذكرى ثورة العشرين) وزهرة السلطان، حادث ليلي وشناشيل وهيبه. ومن نشاط فرقة مسرح اليوم الإذاعية، رباعيات صلاة إلى نور وزمن تأليف محي الدين زنكنة وإخراج علي الأنصاري وبرنامج وجه وموقف الأسبوعي من تأليف نور الدين فارس وإخراج عبد المنعم خطاوي وعبد المطلب السنيد في خمسة وثلاثون حلقة. وفي نهاية السبعينات قدمت الفرقة مسرحية (الرجل الذي رأى الموت) إخراج فارس الماشطه ومن تمثيل ياسين ماهود (مغترب حاليا) وأحلام عرب وفي عام 1980 قدمت على مسرح معهد الفنون الجميلة مسرحية (في الربع الرابع من القرن العشرين يحدث هذا) وهي من تأليف محي الدين زنكنة وإخراج الراحل عادل كوركيس وتمثيل جبار عبد الرضا ونهلة داخل ثم مسرحية (البوليس) للكاتب الجيكي سلافو ميرجك وإخراج ياسين ماهود عرضت على مسرح بغداد عام 81 وهي تتناول أوضاع الناس في ظل الأنظمة البوليسية، ثم قدمت الفرقة مسرحية (ستة ساعات كالخيول)* من تأليف القاص محمد خضير وإخراج عدنان منشد وتتوالى أعمال الفرقة لتقدم مسرحية (الناس والحجارة) للكاتب المغربي عبد الكريم برشيد وإخراج حسين ألحي دري عرضت عام 86 ثم قدمت مسرحية المجنونة للمؤلف وفاء عبد الوهاب وإخراج الفنان الراحل عادل كوركيس عام 90 ثم قدمت مسرحية (ريبليكيا) للكاتب جوزيف شاينة وإخراج عدنان منشد عرضت عام 2000 واخر الأعمال التي قدمتها فرقة مسرح اليوم في مهرجان أقامته مؤسسة الصدرين مسرحية مستوحاة من أعمال الشاعر الكبير مظفر النواب (رباعيات مظفر النواب) وأخرجها الفنان المبدع جهاد جاسم، وقدمت في عام 2006 وقد لاقت فرقة مسرح أليوم وكغيرها من الفرق المسرحية الأخرى صعوبات ومضايقات في الفترة الماضية (النظام السابق) كون العمل الفني يزدهر وينمو في أجواء سليمة من الحرية والديمقراطية وبالنظر لأنعدام هذه الأجواء فقد ظلت مسألة رفض النصوص المقدمة إلى لجان الفحص هاجس يؤرق اغلب الفرق المسرحية العراقية ويعطلها عن مشوار الإبداع والانجاز اَنذاك، وتماشيا مع الواقع السلبي العراقي وما تمخض عنه من حروب وحصار اقتصادي فقد أثرت هذه العوامل على مجمل حركة ألإبداع وتركزت في قلة الإقبال الجماهيري على الأعمال الجادة بعد أن غرقت بعض ألأوساط الفنية في أنتاج أعمال ركيكة طابعها الإسفاف والتهريج ومحاولة لتغييب وعي المتلقي فيما يعيشه من مشاكل اقتصادية وسياسية وضعف التمويل لإنتاج الأعمال المسرحية للفرق ذات الإمكانات المتواضعة، وبالتالي انعدام التواصل الخلاق مع الناس والجمهور وأيضا مشكلة الكادر الفني الذي تعاني منه اغلب الفرق المسرحية ألأهلية وتطايره وعدم استقراره لأنه غير متفرغ للعمل الفني بشكل ملاك ثابت (غير معين) لارتباطه بدوام رسمي حكومي أو يعمل بصيغة متعاقد أو يعمل في النشاط الخاص لكسب رزقه وهذا الكادر تتشكل علاقته بالفن من خلال الهواية والإعجاب وشعور متداخل بين الرغبة والحب والطموح ووعي شخصي في فهم مغزى الرسالة الفنية في إطارها الإنساني، لذلك ولهذه الأسباب لا يستمر الفنان في التواصل مع هذه الفرق أكثر من ثلاث سنين ثم ينتقل بعدها إلى
-------------------------------
تعتبر فرقة مسرح اليوم من الفرق المسرحية العريقة والمؤثرة في الواقع المسرحي العراقي إن كان ذلك في مجال الإبداع أو ميراثها الخالد من التألق الفني على خشبا ت المسارح من خلال أربعة عقود حافلة بالنشاط والانجازات المتعددة وفي شتى مجالات ألإبداع في العمل المسرحي والأغنية السياسية والعمل ألإعلامي الفني والمتمثل بأصدار مجلة شهرية تعنى بالفن السينمائي اسمها (السينما اليوم) إضافة إلى الأعمال الإذاعية الكثيرة وقيامها بأنتاج فلم الحارس وهو من بطولة الفنان الكبير مكي البدري والفنانة الكبيرة زينب ومن أخراج الفنان الكبير خليل شوقي، وهو أول فلم سينمائي عراقي يفوز بأحد ى الجوائز في مهرجان عالمي، وما كانت هذه الإبداعات لتتم لولا وجود الإصرار والإرادة القوية لدى نخبة خيرة من صانعي الجمال والذوق الحسي الرائع رغم أنها تملك إمكانات ذاتية متواضعة من حيث عملية التمويل والأدوات البسيطة لكنها تملك ذهنية فنية متطورة ومواهب متقدة تفصح عن نفسها من خلال الأعمال المنجزة وتحررها من القوالب الجاهزة التي ابتليت بها بعض الفرق الفنية العربية بأساليب كلاسيكية ونمطية جامدة لا ترقى إلى تثو ير العمل الفني في التأثير الاجتماعي باعتباره رسالة إنسانية والتزام أخلاقي في التبني والإصلاح والتطور... تأسست الفرقة عام 1969 على يد الفنان الراحل جعفر علي وكانت الهيئة الإدارية الأولى بعد ألتأسيس 1969-1971 تتكون من جعفر علي رئيسا ونور الدين فارس سكرتيرا ونجيب عربو مديرا فنيا واحمد فياض ألمفرجي مديرا للإدارة وزين العابدين محمد ناجي أمينا للصندوق ومكي البدري وقاسم حول أعضاء. عبرت الفرقة من خلال أعمالها عن التصاقها المباشر بقضايا الناس وطرح همومهم ومشاكلهم في نهج اختطته لنفسها منذ بداية تأسيسها وسارت عليه وترجمته في أعمال كثيرة وما تبنيها الواضح لأسلوب الواقعية الاشتراكية في الفن والذي عبرت عنه أعمال الرواد المؤسسين المذكورين أعلاه. وهي بلا شك تعتبر من اعرق ثلاث فرق مسرحية عراقية شغلت الواقع الفني العراقي قي الفترة الذهبية لأنبعاث المد المسرحي في بداية السبعينات، ومتسيدة للحراك المسرحي ومؤثرة في الساحة الفنية العراقية أنذاك. وهي تأتي من حيث الأهمية بعد فرقة المسرح الشعبي وفرقة المسرح الفن الحديث وقدمت أعمالا كثيرة منها مسرحية (الغريب) لنور الدين فارس وإخراج عبد الوهاب الدايني، وعرضت عام 70 وفي عام 72 قدمت مسرحيتان. تذكر قيصر إعداد وإخراج وجدي العاني وقصة حديقة الحيوان للكاتب ادوارد ألبي وإخراج جعفر علي كذلك قدمت مسرحية الينبوع وهي من تأليف نور الدين فارس وإخراج وجدي العاني وشاركت الفرقة في أيام المسرح العالمي بمسرحيات عالمية منها (ضرر التبغ) لأنطوان تشيخوف وإخراج جعفر علي. وقدمت عام 70 مواطن بلا استمارة من تأليف عبد الصاحب إبراهيم وإخراج جعفر علي و قدمت عام 71 كذلك مسرحية (أشجار الليمون الحلو بصقلية) للكاتب لويجي بيرانديللو وإخراج فاروق أوهان.
وقد ساهمت فرقة مسرح اليوم بأعمال تلفزيونية عديدة منها. سترة تٌوصاة، صمت البحر، المسألة طبيعية جدا، الرجل الذي فقد رائحته، الإبرة واللهب (بمناسبة ذكرى ثورة العشرين) وزهرة السلطان، حادث ليلي وشناشيل وهيبه. ومن نشاط فرقة مسرح اليوم الإذاعية، رباعيات صلاة إلى نور وزمن تأليف محي الدين زنكنة وإخراج علي الأنصاري وبرنامج وجه وموقف الأسبوعي من تأليف نور الدين فارس وإخراج عبد المنعم خطاوي وعبد المطلب السنيد في خمسة وثلاثون حلقة. وفي نهاية السبعينات قدمت الفرقة مسرحية (الرجل الذي رأى الموت) إخراج فارس الماشطه ومن تمثيل ياسين ماهود (مغترب حاليا) وأحلام عرب وفي عام 1980 قدمت على مسرح معهد الفنون الجميلة مسرحية (في الربع الرابع من القرن العشرين يحدث هذا) وهي من تأليف محي الدين زنكنة وإخراج الراحل عادل كوركيس وتمثيل جبار عبد الرضا ونهلة داخل ثم مسرحية (البوليس) للكاتب الجيكي سلافو ميرجك وإخراج ياسين ماهود عرضت على مسرح بغداد عام 81 وهي تتناول أوضاع الناس في ظل الأنظمة البوليسية، ثم قدمت الفرقة مسرحية (ستة ساعات كالخيول)* من تأليف القاص محمد خضير وإخراج عدنان منشد وتتوالى أعمال الفرقة لتقدم مسرحية (الناس والحجارة) للكاتب المغربي عبد الكريم برشيد وإخراج حسين ألحي دري عرضت عام 86 ثم قدمت مسرحية المجنونة للمؤلف وفاء عبد الوهاب وإخراج الفنان الراحل عادل كوركيس عام 90 ثم قدمت مسرحية (ريبليكيا) للكاتب جوزيف شاينة وإخراج عدنان منشد عرضت عام 2000 واخر الأعمال التي قدمتها فرقة مسرح اليوم في مهرجان أقامته مؤسسة الصدرين مسرحية مستوحاة من أعمال الشاعر الكبير مظفر النواب (رباعيات مظفر النواب) وأخرجها الفنان المبدع جهاد جاسم، وقدمت في عام 2006 وقد لاقت فرقة مسرح أليوم وكغيرها من الفرق المسرحية الأخرى صعوبات ومضايقات في الفترة الماضية (النظام السابق) كون العمل الفني يزدهر وينمو في أجواء سليمة من الحرية والديمقراطية وبالنظر لأنعدام هذه الأجواء فقد ظلت مسألة رفض النصوص المقدمة إلى لجان الفحص هاجس يؤرق اغلب الفرق المسرحية العراقية ويعطلها عن مشوار الإبداع والانجاز اَنذاك، وتماشيا مع الواقع السلبي العراقي وما تمخض عنه من حروب وحصار اقتصادي فقد أثرت هذه العوامل على مجمل حركة ألإبداع وتركزت في قلة الإقبال الجماهيري على الأعمال الجادة بعد أن غرقت بعض ألأوساط الفنية في أنتاج أعمال ركيكة طابعها الإسفاف والتهريج ومحاولة لتغييب وعي المتلقي فيما يعيشه من مشاكل اقتصادية وسياسية وضعف التمويل لإنتاج الأعمال المسرحية للفرق ذات الإمكانات المتواضعة، وبالتالي انعدام التواصل الخلاق مع الناس والجمهور وأيضا مشكلة الكادر الفني الذي تعاني منه اغلب الفرق المسرحية ألأهلية وتطايره وعدم استقراره لأنه غير متفرغ للعمل الفني بشكل ملاك ثابت (غير معين) لارتباطه بدوام رسمي حكومي أو يعمل بصيغة متعاقد أو يعمل في النشاط الخاص لكسب رزقه وهذا الكادر تتشكل علاقته بالفن من خلال الهواية والإعجاب وشعور متداخل بين الرغبة والحب والطموح ووعي شخصي في فهم مغزى الرسالة الفنية في إطارها الإنساني، لذلك ولهذه الأسباب لا يستمر الفنان في التواصل مع هذه الفرق أكثر من ثلاث سنين ثم ينتقل بعدها إلى
مرفق آخر يفي بمتطلباته الاقتصادية والفنية تبعا للظروف المحيطة به
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق