الثلاثاء، 21 يوليو 2015

الحيدر خانه/ قصيدة الشاعر البهي / قاسم وداي الربيعي / العراق

الحيدر خانه
______________
ساومتها أزمنة الرحيل المُخجل
ووخزتها دبابيس سنواتنا المحتضرة
غير أن سطوح منازلها
غافية تحت ظل ذاكرة نهرٍ عذب
الجدران المتهالكة قائمة كالنخل وقت العناق
هي ترتدي رائحة وطن
الوطن الذي أسمع صوته
من خلالِ أزقة ما زالت تُمني نفسها
بعودة شمسها المغمورة بين المآذن
آه على قناديلها إذا جن الليل
ثملة تروي للخطوات تسكع الشوارع
كلما غادرها الفجر
أضاءت على شرفاتها طقوس الضياء
فهل تعود جثامين أهلها الراحلين ، المغتربين
الحيدر خانه ما كانت أجفانها تعوم في بحرِ الوَسن
ولم يمسها الرصاص الطائش
الخبز الساخن يندس بين أبنيتها القديمة
مثل صرخات المزامير
الريح العاتية والغبار لم يخترق صومعتها
كلما شعرنا بالجوعِ ألتهمنا الفكر من مدارسها
أمنة مطمئنة ترقد العصافير بين أزقتها
قالت للفجرِ الماسك ضفائرها
سأضع رأسي على الطاولة
كي أرقد بلا أضغاث أحلام
عاث فيها الجرذان زمن النكبات
غير أنها تفتح ( روازينها ) كلما رقصت القبرات
صدرها يستقبل الليل وتلبس أهدابه
ماضية بساق نحيلة
تهبط أنهارا ومدن
الحيدر خانة .درب الخبازين . العاقولية
تصعد نحو السماء كفنها أثواب ( البازة )
ورزايا أمتعة الفارين عنها
هي ترتقب
من صار ينأى وراء التخوم
كي تمنح للعمرِ عمرا
.............................. قاسم وداي الربيعي....بغداد \ 2015.....
____________________________________________________
• الحَيْدر خانة محلة شعبية قديمة تقع في الجهة الشرقية من مركز بغداد وتحتل الجهة اليمنى من شارع الرشيد حاليا من جهة الماضي من العاقولية الى محلة الميدان. ينتصب في هذه المحلة البغدادية العريقة جامع الحيدر خانة الكبير الذي يعدّ من اتقن جوامع بغداد القديمة، والبغاددة القدامى يسمونه بـ (الجامع الثائر) لأنه كان مسرحا ومنبرا للجهات الوطنية بأحزابها السياسية وشخصياتها الدينية والسياسية ابان ثورة العشرين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق