الاثنين، 13 يوليو 2015

( دعاء في مرسم ))......./ قصيدة الشاعر / خليل السيد / العراق

( دعاء في مرسم ))..................
أنظرْ دُعاءَ وقد حَواهـَــا المَرسم
.......................وبجنبها فِرَشٌ بهــــــــا تتحكمُ
وخليط ُألوان تمازجُها مَعــَـــــــاً
................... مَزجاًعلى لوحاتِهــَـــــــا وتـُنمنِمُ
سَترى البراعَة َفي أنامِلِها سَرَتْ
......................تحكي فـَتِلكَ أنـامِلٌ فيهــــا فمُ
ألقتْ على الألوان وَهجَ خيالِهـــا
...................... فكأنـَّمــــــا لوحاتِهـَــا تـَتـَكـلـَّمُ
فهُناكَ عندَ السَّفح تضحكُ فـُلـَّــة ٌ
........................ وهـُنـا جوار الماءِ زَهـرٌ يَبسمُ
وهـُناكَ بُلبلـَـة ٌ تـُغـازلُ إلفـَهــا
....................... وتـَبثـَّـهُ أشجــانـَهــــــا وتـُحَوِّمُ
رَفـَّتْ جَناحَاهــَـــــــا فهَامَ مُغرِّداً
................. خُلقُ الهَوى إن تستجيبَ سَـتغـنمُ
وهناكَ زنبقـَـــــــة ٌونبعٌ صاخِبٌ
.............. .....وهَديرُ سَاقيـَـــــــةٍ وعُشبٌ ناعِـمُ
وكواكِبٌ بَاسَـتْ شواطيءَ جدول ٍ
...................... فالماءُ يَعكِسُ والمَســَـاءُ مُخيِّمُ
أصواتُ قـُبلـتِهـَـا ترنُّ بمَســمَعي
.......................جاريتـُهــــــــــا وهماً أضمُّ وألثمُ
إنـِّي لأسمَعُ صوتـَها وحَسيسَهـَــا
..................... حيناً وحيناً آخراً أتـَوهَّـــــــــــــمُ
ولـَكـَمْ وقـَفـتُ أمامَ إحداهــَــا بلا
.................... وَعيٍ أغـيـبُ عـَن الحياةِ وأحلــمُ
كمْ جئتُ أمدحُهــا وعـُدتُ مُحيَّراً
.................... مِن فـَرطِ إعجَابي بهـَـــا أتـَلعـثـَمُ
عَجزَتْ على شفتي قريحة ُشاعِر ٍ
....................مُتـَفـَيـقِــهٍ زَمنـَــــاً فـَرُحتُ أدَمدِمُ
ونسيتُ قاموسي فـقـلتُ مُداريــَـاً
..................... صلـُّوا على طــه النبي وسَلـِّموا
لو كانَ دافِنشي مَعي جئنا مَعـَـــاً
.................... بالرَّايــــــــــةِ البيضا لها نستسلِمُ
يــا مُنطِقَ الحَجر الأصَمِّ وغـيـرَهُ
.......................عـلـَّمتـَهـَــــا ولأنتَ بَعـدُ الأعـلـَمُ
سُبحانـَكَ اللهـمَّ كيفَ منحتـَهـَـــــا
.........................هـذا الخيــــالَ بحَـدِّهِ تـَتـَقـَحـَّمُ
تترَصَّدُ الحركاتِ ترسُمُهـَـا على
....................... خـَشـبٍ جمادٍ قــاتِـم ٍ وتـُتـَرجمُ
توحي الحياة بلمسَــةٍ سِحريـَّــــةٍ
......................هـَلْ عادَ عيسى واليسوعُ ومريمُ
أم جاءَ ذاكَ الواسِطِـيُّ لِعَصرنـَـا
..................... فأمَامَنـــَــــــــا برُسومِهـا يَتجَسَّمُ
يا ربــَّـــة َالأبداع فـَنـُّكِ فلتـَـــــة ٌ
....................... بـالعـنـفـوان وبالبراعـــــةِ مُفعَـمُ
لمْ يَجتمعْ سِـحران قـَبـلـَكِ مُطلقاً
....................... لكـنْ لدَيكِ جَميعُهـَـــا تـَتـَأقـلـَمُ
لمـَّـــا أتـَيتِ (الخلدَ) صفـَّقَ صادِحٌ
....................... في جوِّهـَــــا وجداً وقـَدَّحَ بُرعُـمُ ..(1)
وتباشَرَتْ جُدرانـُهـا فـملأتِهـَـــــا
........................ صوراً عـلى حيطانِهـَـــا تـَتـَرنـَّمُ
مِن قـَبلُ كان الفـَنُّ فـيها شاكيـَـــاً
..........................يَبكي كمـا يبكي صغـيـرٌ أبكمُ
مالي أرَى الفـنَّ البديعَ مُكبـَّلاً
.................... في مَوطِني دومَــــــاً يإنُّ ويَكظِمُ
غـَفـلَ الرُّعاة ُ فـلـَمْ تجدْ متنفساً
.....................للمُبدِعينَ ومــَــــــــا هناكَ تـَقـَدُّمُ
لكنـَّما ذي الخلد أيقضَهـَــــــا أبٌ
....................في شخصِــــــهِ كلُّ المُنى نتوسَّمُ
أعطى الفنونَ نصيبَها فترَعرَعَتْ
......................في حُضنِـــهِ جَذلى وصَلى مَيسَمُ
قد فجَّرَ الطاقاتِ مِن أكمَامِهــــــا
...................... فكأنـَّما فيهــــــــــــــا تفجَّرَ مَنجَمُ
في كلِّ حقل ٍ واختِصاص ٍ مُبدعٌ
............................. يعطي ويؤثر بالعطــاء ويكرم
هـذا أوانُ الجني فـانطلِقي يـَدٌ
........................لبنـاءِ نهضتِـنـَــــــا وهـذا مَوسِـمُ
أرَأيتَ نهضَة َأمـــــةٍ مَهمَـا عَلتْ
...................... مِن دون أن يَبني الأسـاسَ مُعلـِّمُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ــ الخلد : مدرسة الخلد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق