الأحد، 12 أكتوبر 2014

الرومانسية الواقعية.../ مقال .../ الكاتب .../ عدنان مهدي الطائي .../ العراق .....


4 ساعةالرومانسية الواقعية
عدنان مهدي الطائي
من عاشق صحيفة فنون : صحيفة سابحة في سماء الجمال والحب .. غارقة في بحور الرومانسية .. زارعة الأمل والفرحة في قلوب الحيارى .. متألقة بإدارتها الفذة . شخوصها .. آداب وثقافة ومعرفة . كرماء بدون مآربه ، شفيفي الظل بدون منازعة .. جعلني أتجرأ لأسطر حداثتي في الرومانسية .
رب سائل يشعر ، أنني متشائم من الحياة بسبب ما يجري في بلدي الجريح ، وجعل مشاعري وأحاسيسي في مقتل ، وأكون مغتربا عن رومانسية الحياة .. 
ن رومانسية الحياة .. لا وألف لا ، بالرغم من ان الواقعية قد استطاعت ان تؤثث لها أسسا وقواعد بعينها فان الرومانسية قد بقيت عصية المنال وغير خاضعة للتقنيين شأنها شأن طبيعتها الشغوفة بالانعتاق والتحرر من القيود ، ربما يعود ذلك إلى طبيعة الكلمة التي اشتقت منها هذه التسمية فكلمة (Romance) مشتقة من العجب والدهشة والجدة والطرافة والتشويق والاستثنائي والاستعداد لتلقي أي جديد ، غير أن هذا لا يعني أن الرؤية إليها مشوشة فهي بالضرورة تحيل القدرة الأدبية على أن تجتاز بالمتخيل الإبداعي صوب فضاءات مدهشة بعيدا عن سكونية الراهن وبلادة مادياته قريبا من النشوة السرمدية المستجلبة من عبير الطبيعة وخلجاتها المتسقة مع نبض الأنا الباحثة عن هويتها في زمن الشتات والتشظي ، وقد هُجمت الرومانسية بسبب من سماتها التي انحدرت باتجاه الغرور الأدبي (برونتير) ونكوص الأنا المرهفة حد الانغلاق على مكابداتها السوداوية والهروب من الواقع (وتر هاوس و فيليبس وجورج ساند) فإنها على العكس من ذلك في نماذجها المضيئة التي عبرت عن ألتوق إلى الانعتاق والخلاص من قيود التحجر المكاني وألزماني بل والنفسي فهي كما عرفها هوجو حرية الأدب والأديب على حد سواء . ومن هنا جاءت ولادة رومانسية حداثوية يمكن تسنيتها (بالرومانسية الواقعية). فإشراقة الرومانسية هذه قد جعل من نتاجها الإبداعي مرايا صقيلة تعكس هموم الأنا الشاعرة واغترابها عن الأخر الطاغية تارة وعن الآخر الراضخ لسلطة التهميش والاستلاب تارة أخرى ، فكانت القصائد مثلا التي يمكن أن نسميها مجازا الثائرة – نظرا لطبيعة المرحلة التاريخية التي نظمت فيها – تنهل من هذه الرومانسية باتجاه فضاءات الهم الوطني الذي وجدت الأنا المبدعة نفسها محشورة في خضمه ، حيث تستشعر الأنا والآخر الثائرة تسلل نور الحرية والانعتاق إلى الكينونة المستلبة وحركتها الواعية صوب مرافئ النور والضياء، ويصل إيمان الجماهير بهذه الكينونة ذروتها ، وهذا يعني الهروب إلى الأمام إبداع
وجودي .. يحقق للانا خلاصها ويختم فيه سعادتها .. ويفتح أمامها فضاءات الرومانسية ثانية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق