الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

"شوقٌ في عيون إتيكا".../ قصيدة ..../ الشاعرة .../ جهاد مثناني .../ تونس .....

"شوقٌ في عيون إتيكا"
.........................
الغواية تلاحق المرآة
تبدّد على صفحةِ الماءِ 
وجوهنا ...
وبعض الحكايات المورقة
نرجسًا ... واشتهاء
هي الأنهار تشتاق
إلى ملامحنا الموغلةِ في الزّوال
وتلك بحيرةٌ
ترى صفاء ذاتها المندثرة
في عيون حوريّات
يتقاسمن تفاحة وخطيئة
يركضن خلف الظلالِ
واهيةٌ هي تفاصيلُـنا
لا شكلَ لنا عندما ينكسر زجاج الليل
نرنو إلى الأغنيات
إلى "أنا" تنا وأنّاتنا
إلى ربّما والاحتمال
إلى الوجوه المخبّأة في الطّين
في غابات تضيع أشجارُها
في غُـضُونِنا في غصوننا
مترعةٌ هي الريح
تحمل نرسيس إلى كفّ عرّافة
في خطوطها جمال يؤرّقه الموت
على ضفاف أرواحنا
يقبّل وجهه المنسابَ في بحيرة
ترسم في عيونه صمتها
نرسيس يتلاشى في المدى
يردّده الموتُ
يعددّه الّصدى
يكابـرُ يعتزل النساء
"ايتيكا " تغازل الوهم
تغزل من ضفائرها نرسيسا آخر
يترك لأجلِها البحيراتِ
والطينَ والانتماء
يترك حُسْنَـه للعذارى
لصبايا الغابات
للأحلام المعلّقة على فصول
لا تؤمن بالانتهاء
يشتاق المكانُ إلى الخلود
في رحاب آلهةٍ
تُـنبِـتُ النرجسَ في القصيد
تنشر الملح في الجراح الملتئمة
تضمّد وجع " ايتيكا " المعتّقَ
بالضياع .. والشموخ
تختلس من الكبرياء وجه نرسيس
ليقتات الوقتُ من جنوننا
فترتبك المواعيد عند اللقاء
على تخوم الأساطير
نزرعُ في الهتافِ أمسَنا .. همْسَنا
ونزيفا للطريق
خطانا تتوه في المسافات
في ضيقٍ يرهقه الضيقُ
ونرسيس بعدُ يعشق نرسيسا
ويكتب على خاصرة الماءِ
أسئلةً عن الموتِ
عن الوجوه الحائرة
عن " أنثى "
تسكب في جرار الذاكرة
آخر قطرات خجلها
يموت نرسيس
وتبقى الآلهة والأسئلة
وشوقٌ في عيونِ "إتيكا"
...........................
بقلم جهاد مثناني : 02 / 09 / 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق