قراءه أولية لقصيدة ( أحلام شائكة ) للشاعرة العراقية المبدعة بتول الدليمي
بقلمي ناظم ناصر
21\10\2014
بقلمي ناظم ناصر
21\10\2014
ارتوت من دجلة وتوضأت بالفرات فكانت ارض الخصوبة ومنبع الحياة وبداية الحضارة وللجمال مثال فهذه عشتار تتباها بها و انانا ترسم لها الخطوات و شبعاد من أوروك أهدت لها الكلمات فكانت نخلة باسقة تعانق السماء والقمر يبتسم لها والنجوم تجتمع حولها تستمع الى الحكايات , حكايات سميرا ميس و ألف ليلة وليلة فكانت شاعرتنا بتول الدليمي سيدة الابداع فاذا كانت أساطيرنا القديمة كتبت على الطين بحروف سومرية فأساطيرنا الجديدة كتب بأحرف من ضياء
لقد جاهدت المرأة العراقية في هذا الزمان جهاد سيكتب ويدرس للأجيال القادمة وذلك للمعانات المريرة التي عاناها العراق جراء الحروب والحصار والاحتلال واضطهاد فتصدت لها المرأة بكل حزم وشجاعة فكانت مثالا للام والزوجة و الشاعرة التي حملت مشعل الضياء فكانت لوحدها حضارة واستمرار للحياة
من كل هذا كانت الشاعرة بتول الدليمي شعلة من الذكاء والنشاط والفكر النير و الخلاق وهذا ما سنلمسه من خلال قصيدتها ( أحلام شائكة ) والتي سنتناولها في هذا المقال كمتذوقين للشعر
أحلام شائكة عنوان قد يبدو فيه نوع من الغرابة ويحمل أكثر من معنى فهل هي كالأسلاك الشائكة تحيط القلب و ترافقنا في كل اللحظات , وهل هي أحلام مستحيلة كالأماني البعيدة والتي لا تغادر أفق الخيال . وهل ذكرياتنا وأيامنا الأولى ووجوهنا الأولى التي سافرت في الماضي و أصبحت كاللوحة الباهتة تظهر وتختفي ولا نستطيع أن نمسك بها
نعم انها الحنين الى الماضي البعيد أحلاما تزدحم بالرأس وتنزف صورا و ذكريات حنين العودة الى أيام الطفولة هذا الحلم المستحيل الشائك الطفولة التي غادرنها مرغمين بمرور الأيام من منا لا يحلم بطفولته وذكرياته القديمة ولا ترتسم امام ناظريه
صورا من تلك الأيام و الطفولة هي كالحلم ونحن نحلم بالحلم
تزدحم في رأسي
لقد جاهدت المرأة العراقية في هذا الزمان جهاد سيكتب ويدرس للأجيال القادمة وذلك للمعانات المريرة التي عاناها العراق جراء الحروب والحصار والاحتلال واضطهاد فتصدت لها المرأة بكل حزم وشجاعة فكانت مثالا للام والزوجة و الشاعرة التي حملت مشعل الضياء فكانت لوحدها حضارة واستمرار للحياة
من كل هذا كانت الشاعرة بتول الدليمي شعلة من الذكاء والنشاط والفكر النير و الخلاق وهذا ما سنلمسه من خلال قصيدتها ( أحلام شائكة ) والتي سنتناولها في هذا المقال كمتذوقين للشعر
أحلام شائكة عنوان قد يبدو فيه نوع من الغرابة ويحمل أكثر من معنى فهل هي كالأسلاك الشائكة تحيط القلب و ترافقنا في كل اللحظات , وهل هي أحلام مستحيلة كالأماني البعيدة والتي لا تغادر أفق الخيال . وهل ذكرياتنا وأيامنا الأولى ووجوهنا الأولى التي سافرت في الماضي و أصبحت كاللوحة الباهتة تظهر وتختفي ولا نستطيع أن نمسك بها
نعم انها الحنين الى الماضي البعيد أحلاما تزدحم بالرأس وتنزف صورا و ذكريات حنين العودة الى أيام الطفولة هذا الحلم المستحيل الشائك الطفولة التي غادرنها مرغمين بمرور الأيام من منا لا يحلم بطفولته وذكرياته القديمة ولا ترتسم امام ناظريه
صورا من تلك الأيام و الطفولة هي كالحلم ونحن نحلم بالحلم
تزدحم في رأسي
تنزف صورا و........ذكريات
ترسم على جدران غرفتي .....ألق الطفولة
ثم نعود من الق الطفولة الحلم لنجد أنفسنا كبرنا أيام عشناها مرت بسرعة كيف مرت وكيف أصبحنا كبار أين كنا و الى أين نحن ذاهبين لماذا أيامنا و هي حياتنا تغدو ذكريات و أرقام وتواريخ اللحظة التي كنا فيها قبل قليل غادرتنا و أصبحت ذكرى خار الزمن ليتنا نعود صغار كم تمنينا و تمنينا وتمنت الشاعرة أن تعود الى حجر أمها تعود الى الحنين الذي كان يرعاها ذهبت الأيام و أصبحت ذكرى والطريق الوحيد الذي يؤدي اليها هو الحلم و الذكريات وهنا تظهر موهبة الشاعرة في تعاملها مع الزمن من خلال الكلمات فهي بكلمة واحدة تنقلك عبر الحلم الى زمن الأحلام البريئة الى زمن الطفولة وبكلمة أيضا تعيدك الى الزمن الحالي مانحة إياك أفق واسع من الخيال و التأمل لتعيش ذكرياتك من خلال كلماتها
أعوامي الثلاثين......تتراقص حولي
تظهر بعض الأسماء ثم تختفي
تحمل أرقاما وتواريخ
تعيدني الى حجر أمي
وتطلق الشاعرة صراخ مبتور الأوصال صراخا لا يكاد يصل الى الحنجرة صراخ بلا صدى انه صيحة اللوعة ونداء الروح
وتبدأ الأيام تتداولنا وتبدأ معركة الأيام والشاعرة تبدي براعتها هنا إذ تصف الأيام بالأكف التي تحملنا فهي ترفعنا ومرات كثيرة ترمي بنا أرضا فتدخلنا دهاليزا حالكة الظلمة
أطلق صراخا ...مبتور الأوصال
وتبدأ الأيام تتداولنا وتبدأ معركة الأيام والشاعرة تبدي براعتها هنا إذ تصف الأيام بالأكف التي تحملنا فهي ترفعنا ومرات كثيرة ترمي بنا أرضا فتدخلنا دهاليزا حالكة الظلمة
أطلق صراخا ...مبتور الأوصال
تحملني أكف أخرى
تلقي بي أرضا
ألتحم معها...
أدخل دهاليز حالكة الظلمة
وتطلق الشاعرة صرخة أخرى هي كالاستغاثة بعدما غربتها الأيام وغربتنا في معتركها فهذه اكف ترفعنا و تلك ترمي بنا ارض ونحن نناضل ونتوق الى الانعتاق لنرى أنفسنا في مدن لا نعرفها و وجوها لم نألفها و ربما غربتنا في نفس مدينتنا نلتقي بوجوه مألوفة لكنها من زمن أخر فتبدو كالأشباح , وغربان تحوم حول لحظات الانتظار تمر عبر رعب الليل والخوف من الأتي
فنحن نعيش غربتان غربة الأيام و غربتنا داخل أنفسنا وكم محزن أن نكون غرباء بلا أحلام و حلم الطفولة غادرنا وتركنا وحيدين حتى طفولتنا سلبت منا
فتبعثرت خطواتنا و أصبحت لا تعرف الطريق و بدأت الذكريات و الآمال و الأماني تسقط كأوراق الخريف يداعبها نسيم بارد تاركة الأيام كالأشجار الجرداء لعل يمر بها ربيع قادم كالحلم
صراخا آخر أطلقه
وتطلق الشاعرة صرخة أخرى هي كالاستغاثة بعدما غربتها الأيام وغربتنا في معتركها فهذه اكف ترفعنا و تلك ترمي بنا ارض ونحن نناضل ونتوق الى الانعتاق لنرى أنفسنا في مدن لا نعرفها و وجوها لم نألفها و ربما غربتنا في نفس مدينتنا نلتقي بوجوه مألوفة لكنها من زمن أخر فتبدو كالأشباح , وغربان تحوم حول لحظات الانتظار تمر عبر رعب الليل والخوف من الأتي
فنحن نعيش غربتان غربة الأيام و غربتنا داخل أنفسنا وكم محزن أن نكون غرباء بلا أحلام و حلم الطفولة غادرنا وتركنا وحيدين حتى طفولتنا سلبت منا
فتبعثرت خطواتنا و أصبحت لا تعرف الطريق و بدأت الذكريات و الآمال و الأماني تسقط كأوراق الخريف يداعبها نسيم بارد تاركة الأيام كالأشجار الجرداء لعل يمر بها ربيع قادم كالحلم
صراخا آخر أطلقه
وأكف أخرى تحملني
تعبر بي الى عالم ....تسكنه أشباح الليل
وجوه لم أرها من قبل
يسحبني بعضهم الى شوارع تسكنها غربان الخوف
ومدن عارية فقدت ...عناوينها
وأشياء...انتحلت ألوانا تنامى فيها الحزن
أجدني مبعثرة الخطوات
أجدني مبعثرة الخطوات
والحلم قد هرب الى جهة مجهولة...
حيث تساقطت ....كل الأشياء
وهكذا سافرنا مع شاعرة متمكنة من لغتها تعاملت مع الزمن بسلاسة وروضته و جعلته محور قصيدتها ترافقنا أحلام الطفولة و هي ترفرف كالأقحوان بنعومة رغم الموسيقى الحزينة التي مرة عبر أبداع القصيدة التي حوت من الصور ما يمكن الكتابة عنه أكثر مما كتبنا فهي أحلامنا نصوغاها كيف نشاء و أيامنا تصوغنا كما تحب وتهوى وقد منحتنا الشاعرة من بهائها وفكرها الشيء الكثير
النص
أحلام شائكة
أحلام شائكة
تزدحم في رأسي
تنزف صورا و........ذكريات
ترسم على جدران غرفتي .....ألق الطفولة
أعوامي الثلاثين......تتراقص حولي
تظهر بعض الأسماء ثم تختفي
تحمل أرقاما وتواريخ
تعيدني الى حجر أمي
أطلق صراخا ...مبتور الأوصال
تحملني أكف أخرى
تلقي بي أرضا
ألتحم معها...
أدخل دهاليز حالكة الظلمة
صراخا آخر أطلقه
وأكف أخرى تحملني
تعبر بي الى عالم ....تسكنه أشباح الليل
وجوه لم أرها من قبل
يسحبني بعضهم الى شوارع تسكنها غربان الخوف
ومدن عارية فقدت ...عناوينها
وأشياء...انتحلت ألوانا تنامى فيها الحزن
أجدني مبعثرة الخطوات
والحلم قد هرب الى جهة مجهولة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق